استاذنا الكاتب علي حسن كرم ليست هي المره الاولى التي يكتب فيها عن الجنوب العربي وعن ما يعانية وعن حقه في فك الارتباط
الموضوع: الكاتب الكويتي / حسن علي كرم :ولقد شن الشماليون حرب «تفقير» وحرب حصار ومجاعة على شعب الجنوب بهدف تكسير وتركيع ه
إظهار المنشور الوحيد.
رابطة الثوار منذ ان أنضم الشطر اليمني الجنوبي الى الشطر الشمالي فيما سميت بوحدة اليمنيين في تظاهرة كالعادة كانت عاطفية حماسية غير مدروسة وغير مبنية على اسس ثابتة ومتينة كان ذلك في مثل هذه الايام من العام 1990.
أحس اهل الجنوب بعدما ماراحت عنهم السكرة انهم خسروا كل شيء ولم يأخذوا اي شيء. فبلادهم التي تطل على اغنى البحار الدافئة والتي تعد امتداداً طبيعياً للبلدان الخليجية العربية، فقدت هذه الميزة بمجرد الانصهار في بوتقة الوحدة مع الجار الشمالي لانهم فقدوا ميزة الدولة وفقدوا الخصوصية التي كانت تمثلها الدولة المستقلة.. فقد صادر الشماليون الحكم الى انفسهم وجعلوا من الجنوبيين مجرد مواطنين من الدرجة الثانية فكان لابد ان يؤثر هذا في مسار دولة الوحدة وان ينتفض الجنوبيون الى استرداد دولتهم المفقوة وحقوقهم المصادرة فلم يكن ازاء تعنت وغطرسة صنعاء الا ان يوحد اهل الجنوب صفوفهم ومقاومة الوحدة المفروضة والوحدة التي خسروا من جرائها كل شيء.
ولقد شن الشماليون حرب «تفقير» وحرب حصار ومجاعة على شعب الجنوب بهدف تكسير وتركيع هذا الشعب المعروف بنضاله وبسالته على مر التاريخ الحديث حيث نضالهم ومقاومتهم ضد المحتل الانجليزي واذا كان الشماليون بعد تلك الحرب الابادية على الجنوبيين اطمأنوا الى ان الامور في الجنوب قد آلت اليهم وانه لن يتاح للجنوبيين بعدها ان يرفعوا رؤوسهم مرة اخرى للدعوة الى الانفصال او استرداد حقوقهم المغتصبة ولكن كل ذلك لن يخيفهم ولم يثنيهم عن مواصلة النضال الى يوم النصر.
ان مقاومة شعب الجنوب للوحدة القسرية المفروضة عليه مع الشماليين ينبغي ان نتفهم ظروفها. ونفهم انها لم تكن لتبدأ لولا الظلم الذي وقع على هذا الشعب المناضل والمسالم من قبل الشماليين وان اهل الجنوب لن يتخلوا عن النضال والمقاومة لاستراد حقوقهم الناجزة واسترداد دولتهم المصادرة وان ما تشيعه صنعاء عن مؤامرة خارجية ضد الوحدة وضرب مصالح اليمن ما هو الا تضليل للحقيقة فلا مؤامرة خارجية وانما الحقيقة ان الجنوبيين ضاقوا ذرعا بالوحدة غير المتكافئة وبحقوقهم المسلوبة.
لم يكن لليمن ان يحتل مقعده في مجلس التعاون الخليجي لو لم ينه المشاكل الحدودية التاريخية مع السعودية. لذلك لا ينبغي جعل العضوية المتاحة لليمن ضمن الأسرة الخليجية غطاء مشروعاً لصنعاء كي تنزل بالتنكيل بشعب الجنوب المناضل والأعزل. وإلا صار الخليجيون شركاء في الظلم وشركاء في الجريمة. لذلك لا ينبغي للخليجيين ان يغضوا أو يسكتوا عن الجرائم التي تقترفها القوات اليمنية الشمالية هناك. وعدها على أنها مسألة داخلية في وقت يتربع فيه المسؤولون اليمنيون على كرسي العضوية ضمن العائلة الخليجية..!!
فإن ما يحدث هناك يفرض على الخليجيين أن تكون لهم رؤية موحدة ووقفة جادة وحاسمة مع صنعاء ولعل أقلها ممارسة الضغط وإلغا عضوية اليمن في المؤسسات الخليجية. ذلك أنه ليس من الأخلاق ولا من الانسانية ولا من الجيرة السكوت على الانتهاكات التي تمارس ضد شعب الجنوب الأعزل والمسالم. الذي يمارس النضال السلمي من خلال التظاهرات والعصيان المدني في سبيل الضغط على نظام صنعاء من اجل استرداد حقوقه المسلوبة.
هكذا الوحدات العربية. أولها رقص وزغاريد وآخرها حروب ودماء.. إن الوحدة لا تتحقق بالغصب والقهر والقوة، وإنما بالرغبة المتبادلة وبالحقوق المتساوية...
مايو، 2009، الساعة 12:34 صباحاً
اليمن ليس سعيداً والحكمة ليست يمانية
كتب حسن علي كرم
2010/03/11 10:03 م
5
الأمور هناك ليست في نصابها الصحيح
في أحدث بيان يصدره رئيس جمهورية اليمن الشعبية الديموقراطية المنحلة علي سالم البيض دعا فيه الى تأمين حماية شعب اليمن الجنوبي وفق اتفاقيات جنيف، وطالب البيض الجامعة العريبة والامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي بتوفيرآلية لحماية اليمنيين الجنوبيين العزل وفق اتفاقيات جنيف الخاصة بحماية السكان في ظل الاحتلال وكان نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بعد اتفاق وقف القتال مع الحوثيين اخذ يصعد لهجته على الحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال عن الشمال داعيا الى الحوار ولكن مشترطا تخلي الحراك الجنوبي عن فكرة الانفصال (!!) ومهددا في الوقت نفسه بان علم الانفصال اي علم جمهورية اليمن الشعبية الديموقراطية السابقة سيحرق في الاسابيع المقبلة؟! وأما من جانب الحراك الجنوبي فقد قتل قيادي من نشطاء الحراك في مدينة باوزير في حضرموت فيما اعلن عن مقتل عسكريين من جيش الشمال اليمني، وقد صادرت السلطات العسكرية اليمنية صحيفة (الامناء) التي تصدر في مدينة (عدن) كبرى مدن الجنوب اليمني، حيث اعترضت دورية عسكرية طريق سيارة الصحيفة التي كانت تحمل أكثر من (6000) نسخة من الصحيفة واقتادت الصحفي عدنان الجعفري الذي كان في داخل السيارة إلى مكان مجهول.
إن الوضع اليمني يفضي إلى المجهول، فإذا شهد اليمن هدوءاً نسبياً على جبهة الحوثيين وهو ما يبدو في أنه وضع مؤقت، فقد تستأنف المعارك مجدداً، إذا اغتر النظام اليمني أنه امتلك ناصية القوة، سيما أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح هدد الحوثيين بحرب سابعة إذا لم يلتزموا ببنود الاتفاق، ولكن هناك أكثر من جيوب أمنية مخترقة مثل نفوذ القبائل وكذلك القوة غير المنظورة وغير المحسومة لجماعات القاعدة، هذا علاوة على الفقر والفساد وسوء الإدارة، وإذا أضفنا على كل ذلك الحراك الجنوبي الآخذ في التصاعد والنشاط، فاليمن لا ريب يفضي إلى المجهول.
لقد توقف المانحون للمساعدة اليمنية الذين التقوا في الرياض قبل أيام عن إصدار أي قرار في شأن المبالغ المقررة للتنمية هناك بعدما تيقنوا فشل الإدارة اليمانية في تقديم برامج تنموية واضحة، فاليمن يغطس في بحر من الفشل والمشاكل فالحكمة اليمانية ما عادت يمانية بعدما ارتحلت عن تلك الارض.
إن مشكلات اليمن أعظم من أن تُختزل في بعض الكلمات، فهناك الفقر المدقع والبطالة المتزايدة والزيادة السكانية المطردة، والامية، والنازحون الصوماليون الذين يشكلون مشكلة اضافية هذا مقابل شح في الموارد النفطية والمائية والفساد وسوء الإدارة والوضع الامني المختلف والمضطرب كل ذلك وغيره كفيل بانفجار قد يصيب بنية الدولة الجارة والمتاخمة والموجودة في خاصرة المنظومة الخليجية، وأن ما يضاعف مشاكل اليمن ايضا هو تشبث النظام بعرى وحدة الشطرين وهي الوحدة التي فشلت قبل ان تعلن.
يجدر بالنظام اليمني أن يدرس الواقع وألا يركب رأسه فيأخذه الغرور والاعتزاز بالقوة أو ينخدع بالتأييد الكاذب الذي يتلقاه من هنا أو من هناك وهي وعود لا شك مثل السراب، فيرفض تلبية مطالب الجنوبيين الذين مازالوا يتمسكون بالكفاح السلمي من اجل استرجاع حقهم وتحرير وطنهم من براثن الشماليين فلا حل إلا بالانفصال وعودة الحق الى أهله..
إن اليمن لم يعد سعيداً والحكمة لم تعد يمانية طالما الأمور هناك ليست في نصابها الصحيح.
حسن علي كرم
تحية جنوبية لك ايها الشامخ العربي حسن علي كرم