وَتَعْظُمُ فِيْ عَيْنِ الْصَّغِيْرِ صِغَارُهَا//وَتَصْغُرُ فِيْ عَيْنِ الْعَظِيمِ الْعَظَائِمُ
بل إن أبياتاً شعرية لامعـه نُسبت لصدام حسين نفسه...وأضحت ضمن الموروث الشعري العربي مقـرونه بذلك المنظر المُهيب...وكثيـرون يقومون بترديدها في مناسبـات مشابهة لذلك المنظـر...تقول الأبيــــات :
لاتَأْسَفَنَّ عَلَىَ غَدْرِ الْزَمَانْ لَطَالَمَا//رَقَصَتْ عَلَىَ جَثَتْ الأَسَدُ كِلابِ ..
وَمَا قَصَدَهَا تَعْلُوَ عَلَىَ أَسْيَادِهَا//تَبْقَىَ الإسْوَدِ أَسْوَدَ وَالْكِلابُ كِلابِ ..
تَبْقَىَ الأَسْوَدِ مُخِيْفَةٌ فِيْ أَسْرِهَا//حَتَّىَ وَ إِنْ نَبَحَتْ عَلَيْهَا الْكِلابِ..
ثـم فيمـا بعـد ألهمــه المولى جــل قدرته نُطـق الشهـاديتــن قائـــلاً :
[ أَشّهـد أَن لا إلَه إِلا الْلَّه وَأَن مُحَمَّدا رَسُوْل الْلَّه ] وهي الشهادة التي يتمناها المسلم عندما يعلم أن منيّته قد قَرَبت كدُعاء يتمناه كل بنو البشر من المسلمين ممن يدركهم الموت..!.
ومـا أن أعاد صدام تكرار الشهادتين حتى سمعنا صوت [ طرقعـة ] يُعتقد بأنها صوت فتح البوابة الحديدية تحت أقدامهِ فيسقـط في حُفـرة الإعـدام..ومع سقوطــه سمعنا صـوت أحـد الحضور يصـرخ : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد...وسمعنـا آخر يُــردد...سقـط الطاغيـة لعنـة الله عليـه..!
ولأن التاريـخ لا يمكـن أن يُنســى...ولأن الله وعد بإظهار آيايانه البيّنات في نفوسنـا وفي الأفــآق...ولأن الحقيقة الأزليــة الراسخـة تقول بأن البطولـة لاتُهــزم...والعليـاء لا توأد...فقد تكرر المشهد المُهيب بذات الصـورة والمنظــر...
ففـي تمام الساعة 2.35 صباح يوم الاثنين بتاريخ 01/03/ 2010م كان الفســوق على موعـد آخر وصورة أقــذر...حيث بدأ الناس يسمعون ( لُهــآث ) موحـش لحيوانـات ضـآلة بهيئـة إنســان...وبدأت السكينة التي تحيط مدينـة زنجبـار الشامخـة تستشعـر بسمــاع أنكـر الأصـوات...في وقت كان ينبغي أن يسمع الناس صوت المآذن والأدعيـة..وكأن تلك المدينة الباسلــة لا ترغب بتلك النفــوس المنزوعـة من كل المشاعــر الإنسانيــة والأخلاقيـة..إلا من شيــئ واحد فقط...!
ذلك الشيئ الموروث في قاموس الإنجـاس..والرُعـاع..والمنبوذين..والحُقراء..وأبناء السائبة..والمنطوحة..والمخنوقة...والمنكسرة...والآكل ه من ثدييها..ذلك الحقـد الأرعـن المُندلق من هسهسـات نـفوس مُتخمـة بالحقـد المُفــــرط...
فعقدوا سوء النية وبدأت الحشود العسكريه عند الساعة الثانيه قبل الفجر بالإنتشار حول عرين الشيخ علي صالح اليافعي...حيث أُطلقت الكلاب الضارية من وكــر الزندقة لتتموضـع حول البيوت المجـاوره لمنزل شهيدنا...وفوق منارة أحد المساجد المجاورة لمنزله...وكانت أبلغ صورة لطاعون الخيانـة والغـدر ترسم خيوطها الممتدة من منابع الخُبـث المولود في مشارب قومٌ فُطِـروا عليـه..عبر إنتشار [ لفيـف ] من سفلــة القوم فوق شُرفات منزل عُنصر من عناصر الأمن ( المُتدحـبش ) لمواطن شمالي كان لهُ من الدناءة والإنحطـاط نصيب...!
وبتمام الساعة الخامسة فجرا...بدأ الخواء يُداهـم أمعـاء نتنـة...وشراييـن وقحـة...ونفـوس بدأت برفـع ستار المؤامـرة من خلال نيّـة مُسبقة ومنسقة...وبدأوا بندائه بالإستسلام وهم مدججون بكل قوتهم وعتادهم ومُحاصرين المنزل وأيديهم وأنيابهم وكل خلجات نفوسهم تتداعى للرقص على أوتار القتل الحتمي وفقا لتعليمات قيل بأنها عُليا..!
وحين رأى شهيدنا رحمة الله تعالى وأسكنه جنان الخُلد مع النبيين والصديقين والشُهداء...حجم الخبـث الدافــق...حاول الإستفهـام عما يحدث حولـه...وكان القـدر أسبـق الى الواقع المرير وحتميـة الموت واقفــاً ووجوبيــــة المواجهـــة...
وعنــد شعــوره بالقدر الُمبيّت رفـض أن يسلّم نفسه حتى يتأكد مما يجري...فبادروه بغتـةً بإطلاق بالنار من فوهات الزيف الهابط...فوجد نفسه في مواجهة ما كان لها أن تكون لولا أن الواقف أمامهـم هو ذاته بكل كبرياؤه وشجاعتـه ورجولتـه...وكان الى جانبه إبن شقيقته وأبنائه ( ولد 17 سنـة ) وبنتاً ذات ( 7 سنين ) إضافة لزوجته ، والتي شاع بأنها هي الأخرى قاتلت بجوار زوجها حتى ولم تتوقف إلا بعد إن أُصيبت فقط..!
دارت رُحــى حرباً غير متكافئة...بين عدو أعد العـدة...خطط...ثم رتب...تم تمترس..ثم هاجم...ثم أدلــق حقده وأطلق العنان لهوسة الكامن بداخله في منتصف ليل بهيم كما تفعل الضوآل الضارية والعسس...ولو كان يعلم بأن الغدر سمة متلازمة من سماتهم لعد العـــدة...ولكان أرهقهــم بقوة بأسه وشدة صبره ورباطـة جأشـه أشد وأكثــر...
ودارت تلك المعركـة التاريخيـة والتي أعـادت للأذهــان ما كان من سلفـه الأسبـق الشهيــد ثابت عبد حسين...ذاك الصنديـد الذي حوصـر لمـدة إسبوع مكتمـل ممطـوراً بكـل الأسلحـة..فقاتــل حتى شـارف على المـوت نظيـر إصابتـه بجروح بليغـة...ورغم إصابتـه...فقد كتب بحُبيبـات من دَمـهالنازف على جدار المنزل المهدوم إلا من علياؤه [ لم أمت إلا من شدة العطش...ونفاد ذخيرتي ]..!
فكانت إجابـة الشهيد علي اليافعي تجسيدا لذات الرفعة...وذات الصبر وذات الإقدام...وكأن الأيام تيعد نفسها...وكأن التاريخ يتوالد من ذاته...فلم يخرس صوت بندقه إلا حينما شارفت ذخيرته على النفـاد...ولم يصمت صوته إلا حينما أُصيب إصابات بليغـة قاتلـه..في مشهـد لا يمكـن إن يقــوم فيـه إلا رجـلا بحجـم الجنـوب...وبحجـم يافــع الأصالـة والتاريخ ولإباء ، كأنـه يقــول مفتخراً:
وإنّي من القوم الذين هُم هُمُ//إذا مات منهم سيدُ قام صاحبُهْ..
نجومُ سماءٍ كُلما غاب كوكبٌ//بدا كوكبٌ تأوي إليه كواكبُهْ..
أُســدل الستار بمقتله...وكانت تلك الليلة بالنسبة للشهيد ملحمـة تاريخيـة تُسجـل في سجـلات التاريخ الفاخـر...ومفخـرة لكل من يعرف ذلك الصنديـد الصامـد...بينما كانت لعنـةً ووبال يُطـارد أشبـاح نفـوس فُطـرت على الخسة والرجس...وتشبعـت بكل الدناءات والحماقـات والسفاهـات حتى كـــادت تشــرق بهـا..!
ولأنالمشهـد لم ينتهـي بعـد...ولأن التاريخ يأبى إلا أن تظهر حقيقة هذه النفوس وما تختزنه من أحقاد وسلوكيات عفنـة...فأن مقتل الشهيد الحدي أضحى كابوسـاً يـؤرق...وربما لشـدة الأرق ولشـدة الكراهيـة والحقـد...ولشــدة خوفهـم...قاموا بسلوكيات لا يمكن أن تصـدر إلا عن قـومٌ أصابتهـم الذُلّـة...ولعنـات التاريخ المتعاقـة..ويملكـون جينـات وراثية أصابها التخثّـر النفسـي في مقتــل...محاولة على حين غرة أن تنفـض عن ذاتها عقدة النقـص المتأرث في أروقة تاريخ لم ينصفهم حتى من أنفسهـم...فما كان منهم إلا أن يمارسوا سلوكيات منحرفة لم يمارسها قبلهم بنـي صهيـون...ولم يبتكرها وقتذاك رُعاع الفاشيون...ولم تخطر يوماً في أذهان القتله والنازييـون...ولم يصل إليها في حينـه الصربي سلوبودان ميلوسوفتش..كقـذارة حصريـة نُسِبت ولأول مرة لمعشر المنبطحيـن من الدحابيـش الرجـام..!
[مشهــد ( 2 ) ]
[youtube]وبتمام الساعة 11:05 am بتاريخ :10-04-2010م كانت منتديات قبيلة يافع الرسمية على موعد مع حدث ومنعطف تاريخي لافــت...حيث تم تخصيص هذا المنتدى ليكون الساحة الحصرية الوحيـدة ليكتمـل من خلالها مشهد آخر من مشاهد الإفلاس النفسـي...وكان ذلك المشهد عبارة عن إحضار الفلــم الكامل لسحل الشهيد علي صالح اليافعي...على مسافــة يوم واحد من موعد تشييع جثمانه الطاهــر للمثـــوى...كنوع من الترويج لهذا الحدث وربما لزرع الرهبة والرُعـب...أو لأهداف لا تزال حتى اللحظة خافية...وكانت معلومات العضو الذي سجل خصيصا لإنزال الفلم كما يلـــي :
إسم العضو : مشاغب - عضو جديد - تاريخ الانتساب للمنتدى : apr 2010..رقم العضوية :[ 1914 ] ( عدد المشاركات : 1 )مايشير إلى أن القتله خططوا ونفذوا..وأنهم عقدوا العزم مسبقا لتنفيذ هذه الجريمة وأنهم لا يحتاجون لأي مسوق قانوني لتنفيذها...
هُــم بهذا العمـل ، يعتقدون خطئاً بأنهم سينشرون الرهبة والخـوف...أو لعلهـم أرادوا أن يقولـــوا للجنوبيــن..هذا ما نستطيع أن نفعل بكــم...أو لربما أن هناك ثمة إرث تاريخي يثقل كاهلهم من يافع كقبيلة ذات ثقل تاريخي ناصـع...خاضت معهم حروباً شتى منذ القدم...وربما من باب إرهاب الجنوبيين قاطبة...فأن كانوا يظنون هذا الظن الآثم....فقد باءت تلك المحاولة بالفشل....ومثلما هَـــزَم الرئيس العراقي صدام حسين بشموخه وعليائه نفوس المجـوس الحاقــدة...حينما كان يعتلي منصة الموت غير مبالياً بها...ومثلما أصبح يوم مقتله وصمة عار تلاحق القتله...يُعــاد المشهـد ذاته باليمــن...فقد حاولت أبواق النظام الإعلامية تصوير شهيدنا على أنه تاجر سلاح...وحينا آخر ينتمي للقاعدة...وتارةً على أنه هاجم الأمن اليمني...بينما كانت الذريعة الأصل قيامه بإحراق دُميـة وهمية لصورة الرئيس اليمني...وكان هذا العمل كفيل بقتله مع أفراد إسرته ومن ثم سحله أيضاً..!
[المشهــد ( الثالث والأخير) ]