باحث في كارينجي للسلام: أمن اليمن المتدهور والإقتصاد يؤججا الإرهاب
كريستوفر بوشيك – واشنطن بوست – ترجمة خاصة بالمصدر أونلاين
مشاكل اليمن كثيرة، وبعضها تفيض إلى ما بعد حدوده. الأمن والإستقرار يتدهوران. وفي الوقت الذي يزداد فيه عدد السكان بشكل سريع. فإن الإقتصاد ينهار.
فإذا كانت ماتزال هناك خيارات متاحة اليوم، فإن الأمور غدا ستبدو أسوأ. إن الإهتمام الدولي الثابت والعاجل، يمكنه التقليل من تأثير بعض المشاكل على الأقل.
على مدى التاريخ القريب، فإن اليمن أعتبرت دولة ضعيفة، من حيث سيطرة الحكومة المركزية. إن الأولوية الأولى للحكومة، كانت الحرب الأهلية في الشمال، وتصاعد وتيرة الحراك الإنفصالي في الجنوب، الأمر الذي جعل مواجهة تنظيم القاعدة في أسفل القائمة، التي إنبعثت اليوم من جديد.
إن الحكومة غير متواجدة على كافة أراضيها [لا تملك السيطرة الكاملة على كافة الأراضي التابعة للدولة]، كما أنها لاتمتلك القدرة على إيصال الخدمات الإجتماعية بشكل كاف في العديد من المناطق الريفية البعيدة. مما شجع الجماعات أو تلك التي يتم توجيهها عبر القاعدة، اللجؤ إلى المساحات التي تقع تحت حكمها.
الإنفاق لم يوجه نحو الأسباب الجذرية، لعدم الإستقرار، بل نحو تكاليف الحرب، الأمر الذي عجل من الإنهيار الإقتصادي.
وتزود مبيعات النفط الجزء الأكبر من الإيرادات الحكومية، غير أن الإحتياطي النفطي بات ينكمش بشدة، وإن كان هناك تخطيط جدي إلى حد ما نحو إقتصاد ما بعد النفط. إلا أن التوقعات تشير إلى أن عجزاً كبيراً، سيرافق السنة القادمة، بينما أن إحتياطيات العملة الأجنبية الصعبة تصرف بمعدل ينذر بالخطر.
الفساد أصبح مشكلة رئيسية. ومع ذلك، فهناك أمور أخرى مريعة ومنفصلة عنه، مثل: سوء الإدارة، وزيادة الإستهلاك، وزيادة العمران، وإستخدام وسائل ري سيئة من شأنها أن تساعد من زيادة كبيرة في نضوب المياه. وقد تكون صنعاء هي أول عاصمة عربية تنفذ منها المياه في التاريخ الحديث. كما أن عدد السكان الذين أغلبهم تحت سن 30 عاما، يتوقع تضاعفهم خلال السنوات الـ 20 القادمة. وفي الوقت نفسه، فإن البطالة تتساوى في الوقت الحالي، مع المستويات التي كانت عليها الولايات المتحدة خلال فترة الكساد.
وغالباً ما أعتبرت اليمن دولة فاشلة. وإستقراره ينبغي أن يكون مصدر قلق بالغ للولايات المتحدة. كما أن المجتمع الدولي بحاجة إلى نظرة متكاملة وشاملة، من شأنها أن تعالج كافة القضايا الأمنية المباشرة، والمصادر الكامنة وراء عدم الإستقرار والقتال.
وفي السياق ذاته، تعتبر عمليات مكافحة الإرهاب، والعمليات العسكرية، الحاسمة، ضرورية أيضاً مع المساعدة التنموية طويلة المدى.
يمكن للولايات المتحدة أن تدعم إصلاحات الشرطة، وتساعد على تحسين الكفاءة المهنية لخدمات السجون، وكذا المساعدة في تشريع قوانيين فعالة لمكافحة الإرهاب. كما أن خفر السواحل، وحراس الحدود، أيضاً بحاجة إلى المعونة الهادئة، للسيطرة على التهريب، والإتجار بالبشر، والهجرة غير المشروعة.
وبالجملة يتعين على المجتمع الدولي المساعدة في بناء القدرات المحلية في اليمن قبل فوات الأوان.
- كريستوفر بوشيك: باحث في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي - واشنطن.