عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-30, 02:16 AM   #1
الصحّاف
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-14
الدولة: أم الجن
المشاركات: 1,306
افتراضي جحـــــــــا صديقي يفقد البيـــت " والحمـــار " بسبب عقله وحسن ظنه .

كنت ُ يوما ً مع صديقي جحـــا في جلسة رومانسية كما يطلق عليها في العصر الحديث عصر نانسي عجرم ... أو كما يُقال في العربية " جلست ندماء وهي من الألفاظ الجاهلية لدى العرب أو العصر الحجري ، وكنت ُ تواق ٌ لسماع قصص صديقي جحا الكثيرة والتي ملئت عنان السماء وهي من أساطير الأولين والآخرين كتبها المؤرخون عنه ومازال حيا ً يرزق ( ياللعجب )
وما أن بدأنا في الحوار أو في سرد أحد قصصه في تلك الجلسات إلا وكان الحديث عن حاله ولما وصل به الأمر إلى هذا الحد من الحالة المزرية فقير أطرق كما يـُقال بالعامية .. وبدون بيت ... ولا مأوى.. ولأحامي الحمى ... غلطات صديقي كثيرة وتعلمت منها الكثير يا للأسف من المفترض أن تكون عبرة لا أن أتعلم منها شئ ً بل من المفترض أركلها ركلا ً ولكن هي الأقدار أن يكون لي صديق كجحا ...،
فقال لي (من قصصه ) :
كنت أملك بيتا ً وحمارا ً وكنت ُ في حياة رغد وحينما يقل الزاد أحمّل حماري وأذهب إلى أطرف سوق أو أقرب سوق .. ولكن الإنسان خلق هلوعا ً وطماعا ً ... فأشار علي ّ أحد الأصدقاء بأن هناك ثمة (سوق ) " كان وصف صديقي للسوق كما قال : يشبه سوق عكاظ في الجالية فقلت له وهل سأجد فيه ما يجعلني أفضل الناس ؟

فقال صديق جحا ..!!! إن أقبلت عليه جاءك الخير وإن أدبرت عليه جاء الخير وكأن السماء تمطر " درآهما ً ولم يدخله أحد إلا وكان خير الناس .. فقال إذا ً هذا مطلبي .. فأخذ جحا بلجام "حماره " وحملَه شئ من حمط وقليل مما تزرع في الأرض من الفاكهة وأخذ بلجام حماره ومضى في طريقه ... ( الحديث لجحا صديقي ) ...
فقال جحا وصلت إلى أطراف السوق إذ به مالا أذن سمعت ولا عين راءت ولا يخطر على فكر بشر .. فذهلت من هذا السوق النوعي والمطرز في الفن المعماري الرائع .. فوجدت رجل طرف السوق فقلت له هذا سوق كذا .. فقال نعم الحق نفسك لتأخذ نصيبك وتبحث عن رزقك فيه فإن الناس في حالة تنافس ... فقال جحا : دخلت السوق وأصيح لدينا كذا وكذا .. فمن مر عليا ينظر إلي ّ فيضحك فأخذ دورة في السوق ولم يعيرني أحد ولم يرحم صراخي ...
وإذ برجل يهرول إلي ّ ..فصاح ماذا لديك ومن أي العرب أنت ؟ فقال لدي حمط وشئ من الفاكهة الطازجة من الأرض المباركة .. فضح الرجل وقال أكشف عن بضاعتك .. فكشفت ُ له عنها فتقهقه الرجل وصرخ ويحك أيها الأعرابي أهذه تسمى بضاعة .. فقال جحا ولما لا إنها حمط وشئ من الفاكهة .. فقال خيبك الله إنك لأتملك شئ ولن تجد لها أخبل أو معتوها يبتاع بضائعك .. فقهقه جحا ضحكا ً .. ولما لا أجد لها فقال إنها أتفه ما راءت .. فقال جحا ويحك أهكذا التعامل .. فقال له أم أنك مجنون أو أنك أخبل ..
فذهب الرجل وجلس جحا في طرف السوق حزين .. وما أن نزل عليه الكدر والحزن إلا وجاءه رجل فقال مالك أيها الأعرابي أراك حزين ولكنك عصي الدمع ... فشرح له قصته .. فقال الرجل أنا سأبتاع بضاعتك ولكن تنتظر هنا وأخذ هذه البضاعة على حمارك إلى البيت وما أن نفرغ الحمولة سأأتيك بالدراهم والحمار وقال له سأدفع لك كذا مبلغ من الدراهم ..
ففرح جحا كثيرا ً بأنه وجد رجل صالح يبتاع بضاعته .. فأخذ الرجل بلجام "حمار جحا " وذهب وكما قال له الرجل أنتظر ها هنا لنعود إليك .. فذهب الرجل وبسط ساقيه جحا وأنسدح ليأخذ غفوة أو قيلولة " فنام من التعب حتى اليوم الثاني .. فصحي من نومه وأنتظر لرجل على أن الوعد كما يظن جحا ..
ولكن هي الأقدار في أن يكون حال جحا الشقاء والعناء والتعب وانتظر الرجل ولم يأتيه ..فصرخ جحا في السوق يا أيها الملأ إني ابتعت رجل بضاعة وأخذها على حماري إلي بيته ليفرغها وليأتي بالدراهم والحمار .. فضحك الناس على عقل جحا .. فصرخ رجل من بعيد أتعرف الرجل قال لا أعرفه ولكن سماته الخير كما أظن أنا .. فضحك الرجل وقال أكما تظن أنت أو العقل ..
فقال جحا .. ظننت أن كل من يأتي لهذا السوق له شأن .. فضحك الناس على غباء جحا .. فعاد جحا فأخذ بعضه وعاد إلى حيث آتى وهو يحدث نفسه .. ولما لا أعطيه البضائع وأترك الحمار على الأقل لا أخسر حماري .. ولكن في المرة القادمة سأعطيه البضاعة وسأتحفظ بالحمار ..
فعاد إلى موطنه ولم يجد حل إلا أن يبيع البيت ... فبحث عن مشتري لهذا البيت فلم يجد .. فوجد رجل فقال له ما رأيك أشتري منك البيت على أن يكون الحساب يوم كذا وكذا ..

فقال جحا ولما ؟ فقال ما أن احصل على أموالي سأعطيك دراهمك ونزيدك عليها ففرح جحا كثيرا ً فباع البيت للرجل .. وتمت البيعة .. وأنتظر جحا حتى يأتي اليوم المعلوم وما أن آتى ذلك اليوم فذهب إلى البيت ليبحث عن الرجل فوجده ملكا ً لرجل آخر وذاك قد باع البيت وهرب فصاح جحا فاجتمع الناس فوجدوا أن مالكه الذي اشتراه من جحا قد باع بيعة شرعية ...
فقال جحا ولما بعت له البيت ولم أجلس به حتى يأتي اليوم المعلوم أو افترش بجواره لأحرسه حتى نأخذ الدراهم .. إذا ً المرة القادمة سأفعل هذا ...

التعديل الأخير تم بواسطة الصحّاف ; 2010-04-30 الساعة 02:59 AM
الصحّاف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس