يقول الشاعر :
لكل داء دواء يستطاب به *** إلا الحماقة أعيت من يداويها
نحن امام مشهد لا يمكن وصفه الا ان أبطاله انموذجين للحماقة وهواة الكتابة في المواقع الالكترونية ليس إلا .
ما قرأناه في المقالتين ل -النقيب والعفيف - لا يخدم قضية الجنوب بأي حال .
هل يعقل اننا في خضم النضال ضد نظام يحتل الارض والانسان في الجنوب .. يأتونا هؤلاء بهذا المنطق البعيد عن السياسة ، بل هو ممارسة للحقد والكراهية المتبادلة .
وبالتالي افشال هذا النضال الجنوبي ونسفه من داخله .
لا أحد ينكر الماضي بكل ما فيه من مثالب ، ولا ننكر ان الحزب كان الحاكم الأوحد للجنوب .
لكن هل يعقل ان نستحضر ذلك الماضي لنتصارع عليه مرة أخرى ونقتتل مرة اخرى .
بهذا المنطق سينام الرئيس اليمني قرير العين ومطمئن النفس ، يحمد الله ويشكر
أن بعث له الله أمثال النقيب والعفيف ليتولون أمر الحراك ، والجنوب الذي عجز هو عن تفكيكه .
ثم اننا نسمع كثيرا أن السياسة ترتكز على تلاقي المصالح .
والمفترض ان هؤلاء المتناطحين مصلحتهم الاهم هي تحرير الجنوب ..
وكان عليهم ادراك هذه القاعدة السياسية ، لايجاد أرضية تهيىء للعمل المشترك
من أجل تحقيق تلك المصلحة العليا وهي الاستقلال .
وبدلا من بناء الجسور ومد خطوط التواصل بين كافة التيارات والقوى الجنوبية
وتهيئة الاجواء لحوار شامل تحدد فيه الاهداف الحاضرة والمستقبلية ، ،
ويتم فيه استحضار التاريخ للاستفادة منه وأخذ العبر والدروس
وليس لمحاكمته وفتح الجروح ووضع الايادي فيها لتجديد النزف .
هذا الذي نراه ليس له من السياسية ولا الوطنية في شيء
ولكن ما نراه هو الحماقة بعينها .
وومع ذلك الأمل معقود على أهل الحكمة والسياسة والقيادات المدركة لحجم القضية الجنوبية ومفاتيح الخروج من هذا النفق المظلم .
وشعب الجنوب ايضا لا يقف مكتوف اليد بل سيكون له كلمته .
|