2008-05-09, 10:11 PM
|
#40
|
قلـــــم ذهبـــــي
تاريخ التسجيل: 2007-08-26
المشاركات: 4,549
|
حركة طلابية تلتحق بالاحتجاجات الجنوبية وسلسلة اعتصامات في جامعة عدن وفروعها مستمرة من 3 أسابيع
:: مشعل محمد
قبل عام من الآن بدأت الاحتجاجات في الجنوب، وكانت البداية الأولى آتية من جمعية المتقاعدين العسكريين ثم الشباب العاطلين عن العمل وملتقيات التصالح والتسامح، والآن التحق بهذا الحراك الاحتجاجي فاعل جديد هو شريحة الطلاب، طلاب الجامعات تحديداً.
لجوء السلطة إلى العنف والاعتقال في مواجهة الاحتجاجات يقف خلف هذا التطور الذي بدأ من 3 أسابيع ليوسع من قاعدة الاحتجاجات، فطلاب جامعة عدن الذين يعد خروجهم للاحتجاج سابقة هي الأولى من نوعها، يصرون على مواصلة اعتصاماتهم المطالبة بالإفراج عن المعتقلين من زملائهم الطلاب الذين تجاوزت فترة اعتقالهم الشهر (كالطالب بكيل الجعشاني، كلية التربية ردفان) وجميع المعتقلين السياسيين.
وتتضمن مطالبهم حسب البيان الصادر عن آخر اعتصام نفذوه: وقف عسكرة الجامعة والاعتداء على الطلاب، وهو الوضع القائم منذ بدأ الانتشار العسكري في الضالع وردفان، حيث تم اعتقال العديد من الطلاب وقامت أطقم الأمن المركزي بمداهمة كلية التربية ردفان، وتعرض عدد من الطالبات للاختناق جراء إلقاء قنابل مسيلة للدموع، وتمركز قوة أمنية في بوابة الكلية لتفتيش الطلاب عند دخولهم، وكل ذلك كان إجراء استباقياً لمنع خروج الطلاب للاحتجاج على الحملة العسكرية والاعتقالات التي طالت العشرات في الوقت الذي كان الطلاب فيه يستعدون للاختبارات الفصلية.
وقد تكررت هذه الأحداث على مدى الأسابيع الـ 3 الماضية، ليس في كلية التربية ردفان فحسب، بل أيضاً في عموم كليات جامعة عدن في محافظة عدن.
الخامس من أبريل المنصرم شهد أول اعتصام سلمي نفذه طلاب كلية التربية (عدن) داخل حرم الكلية، تلاه اعتصام آخر يوم 7 أبريل، ولم يقتصر هذه المرة على كلية التربية بل امتد إلى كلية الآداب، وقد تمت مواجهته بالرصاص والقنابل الدخانية من قبل قوات الأمن. ورغم أن اعتصام الطلاب لم يخرج عن سور كلياتهم إلا أن قوات الأمن قامت باقتحام حرم الكليات واعتقلت 8 طلاب تم الإفراج عنهم لاحقاً وفي نفس اليوم.
استخدام القوة داخل حرم الكليات وضرب بعض الطلاب لم يثنهم عن مواصلة اعتصاماتهم، بل زاد من حدة التوتر داخل الحرم الجامعي، الأمر الذي عطل التعليم في أغلب كليات الجامعة، ووصل التوتر ذروته يوم 12 أبريل حيث نفذ طلاب جامعة عدن اعتصامات متزامنة في جميع كليات الجامعة: التربية، الآداب، العلوم الإدارية، الحقوق والاقتصاد في مدينة الشعب، كلية الطب خور مكسر، وكلية الهندسة في المعلا، فضلاً عن كليات الفروع في الضالع وردفان ويافع وصبر.
ورغم أن تعامل السلطة مع احتجاجات الطلاب اتسم بالقسوة إلا أن الطلاب أبدوا إصراراً كبيراً اليوم التالي (13 أبريل). وكان لافتاً المشاركة الكبيرة للطالبات في هذا الاعتصام الذي تم تنفيذه في كلية التربية عدن.
وأقام الطلاب يوم 14 أبريل اعتصاماً عاماً في جميع الكليات مرة أخرى وفي كليات الفروع، ومن الشعارات التي رفعها الطلاب "لا للإرهاب نعم للحرية".
اعتصامات كلية التربية عدن التي مثلت البداية الأولى للاحتجاج الطلابي اتسمت بوتيرة أشد من حيث نسبة المشاركة للطلاب والطالبات ونوع الشعارات المرفوعة والبيانات التي يصدرها الطلاب كما هو الحال في كليتي الحقوق والعلوم الإدارية اللتين نفذ طلابهما اعتصاماً آخر يوم 26 أبريل، واعتقل خلاله عشرات الطلاب.
ورغم أن جميع الاعتصامات التي نظمها الطلاب رافقها توتر شديد داخل الجامعة جراء التدخل الأمني القوي الذي وصل حد ضرب الطلاب ورمي القنابل المسيلة للدموع وإغلاق الكليات (كما حدث لكلية التربية)، إلا أن صباح 27 أبريل الذي صادف يوم احتفالات السلطة بيوم الديمقراطية، كان صباحاً طلابياً ساخناً، ففي الوقت الذي كانت فيه السلطة تقوم بالإعداد لإقامة مهرجان خطابي للاحتفال بيوم الديمقراطية من خلال حشد طلاب المدارس الابتدائية والثانوية والجامعة وموظفي الدوائر الحكومية، كان طلاب جامعة عدن قد قرروا تنفيذ اعتصام في عموم كليات الجامعة في صباح اليوم نفسه، الأمر الذي أربك ترتيبات السلطة خاصة في الجامعة حيث لم تنجح (السلطة) في حشد العدد المتفق عليه مع عمداء الكليات بتحضير ما لا يقل عن 200 طالب من كل كلية ونقلهم إلى ساحة الحرية في خور مكسر مكان إقامة مهرجان السلطة، وهو الأمر الذي أكده أعضاء من اتحاد الطلاب بالجامعة.
ترتيبات الطلاب للاعتصامات الاحتجاجية في يوم الديمقراطية أثارت حفيظة السلطة وأقدمت بمساعدة قوات الأمن على إغلاق كليات الجامعة ومنع دخول الطلاب والمعلمين ومحاولة إجبار الطلاب على ركوب الحافلات، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل كثير من الطلاب والطالبات.
وبعد إغلاق الكليات وفي الشوارع المحاذية لها نظم الطلاب اعتصاماً رفعوا فيه شعارات منددة باحتفال السلطة بيوم الديمقراطية وهي تقوم بقمع الطلاب ومنعهم من الاعتصام السلمي، وردد الطلاب هتافات منددة بالممارسة الأمنية في الجامعة، بينما واجهت أطقم الأمن المحتجين بالقنابل الدخانية والهراوات في محاولة لفض الاعتصام، وقام أفراد من الأمن بضرب بعض الطلاب وملاحقتهم واعتقال عشرات منهم تم الإفراج عنهم في نفس اليوم، وتجاوزت محصلة الطلاب المعتقلين 27 طالباً في الحقوق وحدها خلال يوم واحد.
غير أن كل تلك الإجراءات دفعت الطلاب إلى القيام باعتصام آخر في اليوم التالي (الاثنين الماضي) طالبوا فيه السلطة بالكف عن عسكرة الجامعة وعن الخطاب التحريضي ضد الحراك السلمي المعبر عن قضايا عادلة حسب البيان الصادر عن الاعتصام.
وطالب البيان بسرعة تقديم من قاموا بالاعتداء على الطالبات إلى النيابة وسرعة الإفراج عن جميع المعتقلين من طلاب وأساتذة الجامعة وقادة الحراك السلمي، وأدان قمع الاعتصامات واعتقال عشرات الطلاب واقتحام الكليات والاعتداء على الطلبات، وهي الإجراءات التي وصفها البيان "بالتصرفات الإرهابية الجبانة وغير المسؤولة"، وأشار إلى أن الطلاب يعيشون ظرفاً طارئاً "أعلنت فيه السلطة حرباً شاملة علينا وعلى آبائنا وإخواننا وزملائنا، الأمر الذي ينعكس علينا وعلى مستوانا التعليمي والاجتماعي" حسب البيان الطلابي.
وبدورهم أستاذة الجامعة أعلنوا رفضهم واستنكارهم للانتهاكات الأمنية في الجامعة وعبروا عن ذلك من خلال الغياب التام لهم في أوقات دوامهم في الجامعة في الفترتين الصباحية والمسائية خلال يومي الأحد والاثنين، كموقف رافض لإقدام قوات الأمن على قمع الطلاب وإغلاق أبواب الكليات بوجه المعلمين.
اتحاد طلاب الجامعة رفض، أيضاً، "الانتهاكات الأمنية وعسكرة الحياة الجامعية". وطالب بيان صادر عن الاتحاد بإتاحة الفرصة للطلاب للتعبير عن آرائهم، بينما أشار د. عبدالله العليمي نائب رئيس اتحاد طلاب جامعة عدن في حديث لـ"الشارع" إلى أن الاعتصامات الطلابية في الأسبوعين الأولين كانت تتفاوت من كلية إلى أخرى، إلا أنها وصلت هذا الأسبوع إلى منعطف خطير جداً جراء استخدام القوة العسكرية المفرطة لمواجهة الطلاب واقتحام الكليات.
واستنكر العليمي تعامل بعض العمداء في الكليات بأسلوب "غير حضاري" مع الطلاب والمساعدة على الانتهاكات الأمنية في حقهم، إذ وصل الأمر حد إغلاق الكليات في وجه الطلاب والمعلمين ومحاولة إجبار الطلاب والطالبات على المشاركة باحتفالات السلطة باليوم الديمقراطي الزائف حسب وصفه.
رئيس الجامعة د. عبدالوهاب راوح ومن خلال لقاء رؤساء القطاعات الطلابية الحزبية عقب تنظيم اعتصام رمزي أمام بوابة رئاسة الجامعة، أبدى عدم رضاه عن الوضع الأمني والتعليمي وما يحصل في الجامعة، واستنكر الانتهاكات الأمنية داخل الحرم الجامعي. وفي الوقت الذي نفى مسؤوليته عما يحصل ألمح إلى عدم قدرته على وقف التدخل الأمني الذي يستمد سلطته من جهات تتجاوز حتى وزير الداخلية، ثم عاد مرة أخرى ليؤكد لممثلي القطاعات الطلابية أنه سوف يقوم خلال الأيام القادمة بمحاولة لوضع معالجات للأوضاع.
__________________
|
|
|