عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-28, 05:25 AM   #56
ابوحضرموت الكثيري
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-27
المشاركات: 2,565
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عامر اليافعي مشاهدة المشاركة



الثورة الجنوبية والتحدي المناطقي


في هذه الحياة كل شيء نسبي فالسلب موجود والإيجاب موجود للفرد أو المجتمع سوا كان في عالم السياسة أو الثقافة أو الاقتصاد أو الاجتماع . وتلك فطرة فطر الله عليها بني ادم " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها"

من الدلائل التي تشير إلى عظمة أي فرد أو جماعة أو شعب هو في قدرته على تحويل السلبيات إلى ايجابيات وهو النجاح الحقيقي الذي يعبر عن حيوية الفرد أو الشعب ويتجلى ذلك في مقدرته على خلق الحلول المتميزة وقدرته على صياغة الأفكار النيرة والجديدة واستلهام الإبداعات الرائعة والتي تتلوها إبداعات أكثر روعة ورسوخا وجمالا .

ما لذي يميز امة من الأمم عن غيرها من الأمم الأخرى؟
إنها القدرة وقبل ذلك الرغبة الأكيدة والصادقة والنابعة من أعماق القلب في تخطي عقبات الطريق ومصاعب الظروف وتحدي الأخطار والتي تنسجم بنفس الوقت مع الخصوصيات الثقافية والأخلاقية لذلك الشعب أو الأمة.

ونحن الجنوبيون كشعب نطمح إلى أن نبني وطن متميز وجميل ومشرق ونطمح إلى أن نجد لأبنائنا وأحفادنا تراث عظيم مدعاة للفخر والاعتزاز وتلك مسئولية تقع على الأجيال الحاضرة وهي مسئولية تاريخية سيحكم بها علينا الله والتاريخ والأجيال القادمة ولا مناص من ذلك ولا مهرب ولا يقبل من احد أي حجج مهما كانت درجة قوتها لأننا جميعا نتحمل أخطائنا بالمشاركة أو السكوت عنها أو محاولة الهروب منها أو التبرير بأننا كنا ضحية لهذا أو ذاك .

ايجابياتنا كثيرة نفتخر بها ومنها ماهو مدعاة لمقاربة الكمال ومنها مايعتريه النقص وبحاجة إلى إكماله على نحو أفضل وأكثر جودة .

سلبياتنا عديدة ولن نخشى من الاعتراف بها بل الاعتراف بها هو أول الخطوات في الطريق الصحيح ومن خلال ذلك نستطيع أن نبحث عن معالجات جادة وإبداعية لا تخرج عن الواقع المفيد وبنفس الوقت لا تكون تحت تأثير الواقع الخطاء.

في حاضرنا اليوم هنالك الكثير من الأمور التي تستدعي بل تستوجب اتخاذ حلول ومعالجات خيرة فالشر موجود والخير موجود ومن أراد الخير وجده ومن أراد الشر وجده والفوائد يمكن أن تزيد والفواسد أيضا يمكن أن تنتشر بكثرة .
الأمر عائد إلى من يتصدى لهذا أو ذاك.

سنتحدث هنا عن سلبية كامنة فينا وهي من اخطر الأمور التي ستواجهنا أن لم يكن اليوم فغدا وبعد غد.
السلبية التي نعنيها هي المناطقية والقبلية في الجنوب وهي حقيقة ماثلة أمام أعيننا ولا نستطيع أن ننكرها أو نتملص منها وبدلا من أن تغض الطرف عنها لمحاولة البعض التقليل بأهميتها أو نخشى نبشها بدافع خطرها وردة الفعل التي ربما يظن البعض أنها ستكون كارثية أو مدمرة أو نحو ذلك .
وكل تلك الأمور لا تعفينا من أن نتصدى لها التصدي الواعي الحضاري العقلاني الذي يجعل من سماتها السلبية أدوات محفزة للعمل الايجابي والمفيد للوطن وللشعب وللثورة الجنوبية .

بلا شك أن أولى الخطوات لهذا الهدف النبيل وهو تحويل سلبيات القبلية والمناطقية هو الاعتراف بما هو سلبي فيها وإبراز الجوانب الايجابية لأنه لا يوجد شيء مكتمل سوأ أكان سلبا أو إيجابا .
ولو نظرنا إلى خريطة الجنوب المناطقية أو القبلية لوجدنا لوحة جميلة بشكلها المتكامل والخلل يأتي عندما يتم بتر تلك الخريطة وتحويلها إلى كاونتونات مبعثرة ومشوهة وتعاني من نقوصات وعورات جمة لا حصر لها .

ونأتي الآن لإسقاط تلك الأفكار على الواقع الجنوبي في محاولة لخلق وعي وطني جنوبي بحجم الجنوب وبامتداده التاريخي والجغرافي والإنساني والأخلاقي.

فما الذي يميز عدن عن حضرموت ؟ وما الذي يميز الضالع عن شبوة؟ وما الذي يميز يافع عن مودية ولودر ؟
ومالذي يميز لحج عن المهرة ؟ وما الذي يميز زنجبار عن ردفان ؟ ومالذي يميز العوالق عن العدنيين أو المهريين ؟ ومالفرق بين الصبيحة ودوعن وميفعة ووو الخ .

ما الامكانيات التي تكمن في يافع ولا توجد في مناطق اخرى؟ وما امكانيات حضرموت عن ابين ؟ ومايمكن أن تقوم به ردفان أو جعار أو الضالع أو الواحدي ولا يمكن أن تقوم به قبيلة أو منطقة اخرى ؟

لا تستطيع أي منطقة أن تكون هي الكل أو أنها تعبر عن الكل لان النقص حاصل ومن المستحيل اكتماله في أي منطقة بل وفي أي بلد من بلدان العالم .

إذاً لابد من أن نتعرف على امكانيات كل منطقة من مناطق الجنوب ومدى إسهامها في العملية التحررية التي نحن بها الآن مع وضع اعتبار حيوي وهام أن القناعات دائما تأتي فردية وليست قبلية أو مناطقية ولكن بدلا من أن تستخدم تلك المكونات الاجتماعية استخداما خاطئا وتؤثر سلبيا على العمل السياسي فمن الأفضل والمفترض استخدامها استخداما ايجابيا واستثمار الإبداعات والايجابيات الكامنة فيها كمنطلق في عملية بناء نشيج الوطن وترسيخ وتوطيد وحدته المشهودة اليوم بأجمل من أي يوم آخر.

أن قدرتنا على تحويل السلبيات إلى ايجابيات هو التحدي الكبير الذي علينا التصدي له والعمل بشأنه على أكفى طريقة وأنجع وسيلة فالوطن هو وطننا وهو ملاذنا وملجأنا بعد الله سبحانه وتعالى ولن نجد وطنا آخر ولا ارض اخرى بديلا عن وطننا هذا .
وان كان الأمر كذلك فكيف نتقاعس وكيف تقبل نفوسنا أن تنخرنا الأمور هذه وهي ملك يميننا وبحكم قدراتنا أن صدقت النوايا فينا وان صدق حبنا للوطن كما نهتف له ونبكي لأجله ولأجلنا ونعطي أغلى مالدينا وهو الروح في سبيله وسبيل سيادتنا وعزتنا وكرامتنا.



أخي الحبيب ابوعامر اليافعي إسمحلي بالمداخلة في هذا الموضوع القيم الذي كم سرني حقيقة ان أرى طرحك الراقي في هذا المجال الذي أستغرق بالطرح فيه العديد من الأخوة الأحبه ممن يظهر عليهم الميل والتأثر بنظريات القومية العربية وشعاراتها البالية حتى صوروا المناطقية بالجحيم الذي ينتظر الجنوب بعد فك الإرتباط عن هذا الاحتلال اليمني كالجحيم الجنوبي السلف آناء العهد الإشتراكي المشؤوم الذي لم يكن له شغل يُذكر أكثر من اللعب على أوتارالمناطقية .

تلك المناطقية التي ماكان مُقدر لها أن تكون آفه فيما لوتم الإقرار بوجودها وهي واقع موجود ولم تكن يوما آفة جنوبية الا يوم ان تسود على الجنوب حملة الإيدلوجيات القومية والماركسية الشاذه التي عاثت في الجنوب تعاليا وإستكبارا على الواقع الجنوبي فكان لعبثها ما كان من تلك الصراعات الدامية والموجات الإنقلابية التي دارت رحاها بين الجنوبيين ولدواعي مناطقية آناء العهد الإشتراكي . وقد كانت المناطقية من أهم أسباب إنجرار الجنوب أغلى الأوطان للوقوع لقمة سائغة للإحتلال اليمني تحت ذريعة الوحدة اليمنية المزعومة .
وبذا لاينبغي إنكار وجود المناطقية او التسليم بإنعدامها بفعل التصالح والتسامح وإن كان لهذه المبادئ أثرها بالفعل في تهذيب الدوافع المناطقية بعد أن كانت تأخذ منحى الإقتتال والصراعات الدامية الا إن هذا التهذيب في دوافعها لايعني تجاوز المناطقية في ذاتها .. وبالتالي لاينبغي الإستغراق بالمثاليات الزاعمة بإنتفائها عن واقعنا الجنوبي بل ينبغي الإقرار بوجودها هذه المناطقية حتى يتسنى وضع الحلول والمعالجات التي تظمن لنا مراعاتها ومراعات عدم إثارتها في إقتتال وصراعات دامية من جديد. ولن نجد خيرا في هذه الحلول العملية أفضل من الفيدرالية الجنوبية .. وبالفيدرالية الجنوبية يمكننا ان نصنع من هذه المناطقية إستقرار وطني جنوبي شامل وتعاضد إقليمي (مناطقي ) متماسك يشد بعضه بعضا من دون ان يشعر مواطني إقليم منها بغبن او تسلط عليهم من قبل مواطني إقليم أو حتى باقي الأقاليم الأخرى .

ودعونا نحاول السرد للبعض مما يحضرنا في هذه العجالة من المميزات التي يمكن تقصيها في كل منطقة من المناطق الجنوبية ولنبدأ من عدن وما يتميز به موقعها التجاري الفريد الذي يؤهلها لتكون من اهم المناطق الحرة في العالم كما كانت بالفعل في سابق عهدها القريب، ومن حضرموت التي لا يميزها النفط كما يظن البعض بل تتميز بتداخلها الإجتماعي الديمغرافي مع دول الجوار الخليجي الذي قُدر بفضل الله تعالى ان تعود في إصولها الى حضرموت الكثير من كبريات بيوت المال والأعمال في المنطقة وذات الشأن الإقتصادي الدولي وكم كانت ولاتزال تتطلع هذه البيوت للعودة والإ سهام في التنمية الإقتصادية بروح وطنية مخلصة وصادقة من صدق وإخلاص التميز الحضرمي المشهود عليه عالميا ومن فجر التاريخ الذي أهل للحضارمة ومن دون السيف ليكونوا فاتحين لدول وبلاد بكاملها في جنوب وجنوب شرق قارة آسيا وأواسط قارة افريقيا .وأما أهم مايميز شبوة هو ثرواتها النفطية وأهميتها كأحد أهم مناطق إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال في العالم .علاوة على أنها تتداخل مع حضرموت في تداخلها الإجتماعي والديمغرافي مع دول الجوار الخليجي.وتتميز كل من الضالع ويافع لحج وأبين بكونها الرافد الخصيب للأراضي الزراعية في بلاد الجنوب العربي علاوة على تداخلها جميعا كأمتداد طبيعي للأهمية الإقتصادية للموقع الجغرافي لمدينة عدن . كما هي المهرة إمتداد طبيعي لحضرموت .
ولكم ان تتخيلوا كيف سيعود خيرها وتكاملها فيما لوتم الإعتراف بل التسليم بالوقع المناطقي السائد في دون أي توجسات متبادلة ؟؟ لايما وان المناطقية في الجنوب حالها كحال المناطقية في جميع بلدان العالم والتي لم ينل منها قدر من الإستقرار والتنمية المنشودة الا تلك الدول التي أنتهجت النظم السياسية الحديثة التي تراعي الواقع المناطقي السائد فبها .
وتقبلوا تحيتي ...



ابوحضرموت الكثيري 28 \04 \2010 م
ابوحضرموت الكثيري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس