عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-25, 05:13 PM   #5
طائر الاشجان
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 695
افتراضي

مقالة لا يمكن وضعها في غير الإطار النقدي ، وأن بدا السياق متشعباً في اتجاهات شتى ، وفي حالةٍ كهذه فإن النقد يجر إلى نقدٍ ، وعلى الكاتب أن يولي جانب الإصغاء الحرص بما يمكّنه من استقراء وجهات النظر فيما يكتب - وإن تعارض مع اجتهاداته - والفكرة تكون خالصةً بريئة متى وجدت الصقل من كافة الجوانب ، ولن تكون كذلك في حالة التقوقع .

وتبقى إشكالية الإستفزاز ماثلةً فيما يسطره هذا الكاتب المعتد بحضرميته إلى درجة فصلها عن الجنوب العربي ، فهي تمثل في معتقده كياناً له صفة التجانس في منظومة الفكر الباحث عن الإستقلال ، ونظراً لمعايشة الكاتب لأدق التفاصيل في هذا الخضم المليء بالتعقيدات ، فمن الطبيعي أن ينعكس ذلك على مقالاته بشكلٍ ملحوظ ، وقد تداخلت رؤاه المترنحة بين ما هو كائن وما يجب أن يكون ، واستدرجته الرغبة في التوافق مع المتناقضات تارةً بالقسوة ، وطوراً بالمهادنة ، ونقرأ إشارة إلى هذا في استعراضه لنصرة البيض - على حد تعبيره - في أتون مقالته ( ولو خضت البحر لخضناه معك ) ، ولكنك في رحلة المواكبة لمجمل نتاج الكاتب تصطدمُ بمفارقات جد عجيبة ، فهو يضع البيض في زاوية مريبة ، ويتمنى لو أن المذكور تبنى قضية حضرموت بمعزلٍ عن الجنوب العربي أسوةً بشيخان الحبشي ، وسرعان ما يرفع يافطة " الجنوب العربي " لأنه يدرك أن استقلال حضرموت لن يتأتى بمعزلٍ عن باقي الكيان المؤلف لدولة ما قبل الوحدة المقيتة ، فيضعها ضمن الأولويات .

أبو عمر أحد تلك الأقلام التي تشعر معها بأنك أمام ثروة هائلة من المخزون الثقافي والمعرفي ، ومن الصوبة بمكان أن تستجيب لهاجس التغاضي عما يكتب ، وإن تنافى حديثه مع منطق الحدث . ويخال لي بأن ريشة العزف التي يستخدمها تتجه دوماً نحو الطرْق على الأوتار التي تستهوي الشجن الحضرمي ، ولهذا فلا غرابة أن تتسع حلقة مريديه ، لا سيما في المنتديات الحضرمية على وجه الخصوص ، أما باقي المنتديات كما هو الحال في ( منتديات الضالع بوابة الجنوب العربي ) فتستبد بهم الرغبة في منافحته ، لكنه لا يلتفت إليهم ، ما يحملهم على ردود الفعل التي يراها إجحافاً وتعسفاً ، فيما يرونها وبحسب تصنيفهم - عبر رسائلي المتبادلة معهم - ضرباً من اللامبالاة بوجة نظر المتلقي ، في منتدى يعتمد الحوار شعاراً له .

أخيراً .. ما أحوجنا في هذا الظرف إلى همسةٍ نطرق بها أذن حامل هذا القلم المرموق ، محملةً بعذابات المقهورين ، وآهات المستضعفين ، ونستحثه على أن يكون نصيراً لقضيتهم العادلة ، بعيداً عن التيه في شعابٍ يقيم فيها المحتل مراصدَ للسمع ، وأخرى للقمع ، فهل يستجيب أبو عمر هذه المرة ، أم نيأس منه " بالمرة " .

تحياتي
طائر الاشجان
__________________
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ
طائر الاشجان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس