أخي د. رفيق... شكرا على هذا الطرح الجرئ... و إليك رأيي
- عندما تصعد بالسيارة منحدرا مرتفعا فليس من الحكمة أن تبدل إلى الغيار الخلفي "ريوس" أثناء صعودك... و هذا هو بالضبط ما سيحصل الآن عندما نعلن عن الفيدرالية و نحن في طريقنا إلى الإستقلال... مطلب الفيدرالية كان ربما يمكن وضعه قبل تبني الإستقلال أما الآن فقد فات أوانه.
- علي عبدالله صالح إذا وافق على الفيدرالية فإنه سيحاول أن يتغذى بالجنوب قبل أن يتعشى الجنوب به. على عبدالله صالح أثبت حتى الآن أنه ليس غبيا و أنه يجيد لعبة الرقص على الثعابين و أنه لن يتخلى عن السلطة و الثروة إلا مرغما و لهذا سيظل يناور حتى يتمكن من الحراك لو أعطيناه الفرصة لذلك!!
- على عبدالله صالح يدرك تماما أن الجنوبيون لا يريدونه و لا يريدون الوحدة لهذا فلن تنطلي عليه لعبة الفيدرالية مؤقتا كخطوة أولى نحو الإنفصال و سيحول الفيدرالية إلى خطوة أولى لإخضاع الجنوب من جديد.
- طرح أن نقبل بالفيدرالية لأن العالم لم يعترف بنا هو كلام مردود عليه... فحراكنا لم يكمل عامه الثالث بعد و مطلب الإستقلال لم يرفع سواء منذ سنة و نصف و بالقياس لهذه الفترة القصيرة فإن رد الفعل الدولي يعتبر إيجابيا جدا مقارنة مع ما حصل لتجارب مشابهة مثل إريتيريا و كوسوفو و تيمور الشرقية التي خاضت نضالا لعشرات السنين حتى إلتفت إليها الرأي العام الدولي. فبالنظر إلى قصر عمر حراكنا و عدم وجود قيادة موحدة له و عدم وجود نشاط إعلامي و دبلوماسي موجه للحراك فما تحقق حتى الآن يجب أن لا يستهان به.
- الفرصة تأتي مرة واحدة و فرصتنا أتتنا الآن و يجب أن لا نفرط بها.... إن لم نفز بالإستقلال بهذا الحراك فأقرأ عليه السلام!!!
- لو وافقنا على الفيدرالية فلن نستطع و لن يحق لنا أصلا أن نحتكر الثروة أو أن نمنع أبناء الشمال من إستيطان الجنوب بالعكس علينا أن نقبل به و نوفر لهم الحماية كما سيُسمح لنا بإستيطان الشمال!!!
ليست هناك فيدرالية بشروط إستقلالية!!
- الحل الوحيد لمرحلة ما قبل الإستقلال هو القبول بوصاية الأمم المتحدة لستة أشهر مثلا يتم فيها بناء هيكل الدولة الجنوبية و سحب القوات الشمالية من الجنوب... أما الفيدرالية المؤقتة فستكون فخا مؤبدا!!
المسألة الآن يا دكتورنا العزيز هي أن نكون أو لا نكون!!
لك خالص تحياتي...
__________________
درة الجنوب ...... الشهيد الطفل عبدالحكيم الحريري
|