أدلى مصدر مسئول في المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي برد على الخطاب الذي أللقاه الدكتور على محمد مجور رئيس حكومة صنعاء الذي ألقاه صباح اليوم في ميدان الظرافي بصنعاء قائلا : " إنه لمن المؤسف جدا أن يوصل الحال ببعض أبناء الجنوب درسوا وتأهلوا على حساب شعب الجنوب بأن يبيعون أنفسهم للشيطان ، وأن يستخدمهم هذا الشيطان للنيل من سمعة وقداسة نضال شعبنا السلمي الحضاري التحرري, وأنه من الغرائب أن يدعي أزلام سلطات صنعاء الأسرية تمسكهم بالوحدة بعد أن قتلتها من قبل هذه السلطة مع سبق الإصرار والترصد بشن الحرب على الجنوب في 27 أبريل 1994م وبالتالي أصبحت هذه الوحدة جثة هامدة في 7/7 من نفس العام عندما احتلت الجنوب" .
وأضاف المصدر أنه من الغرائب أيضا أن يدعي هؤلاء الأزلام بأن ما يقوم به شعب الجنوب هو خروجا عن الدستور والقانون . فأي دستور وقانون يتحدثون عنه . فهذا الدستور والقانون يتم تغييره وتطبيقه كيفما يشاء سيدهم الحاكم ويستخدم كعصا للنيل من معارضيه. ولو كانت توجد دولة دستور وقانون لما وصلت الأحوال إلى ما وصلت إليه اليوم.
وكشف المصدر إن تعمد رئيس حكومة الاحتلال تشويه نضال شعب الجنوب السلمي الحضاري وعلى وجه التحديد الإساءة إلى مناضلي شعبنا في محافظتي لحج والضالع ووصمهم بقطاع الطرق هو أمر عار عن الصحة لأن هذه الأعمال هي ليست من شيم وقيم وعادات وتقاليد شعب الجنوب , وإنما تقوم بها مليشيات قامت بتأسيسها وتسليحها سلطات صنعاء وأطلقت عليها ما يسمى (بهيئات الدفاع عن الوحدة) والمرتبطة بجهازي الأمن القومي والأمن السياسي, وتقوم بأعمال التقطع والنهب للأموال الخاصة وقتل الأبرياء تحت حماية أمن سلطات صنعاء بهدف الإساءة إلى سمعة شعبنا وثورته السلمية المباركة.
وقد وجهت قيادة الحراك السلمي الجنوبي عدة مرات دعوتها إلى أجهزة هذه السلطة الأمنية لتقديم من يثبت تورطه بهذه الأعمال إلى القضاء , لكنها لم تلق القبض على أي واحد منهم , وبالمقابل تقوم بالقتل والمطاردة والاعتقال لقيادات ونشطا الحراك السلمي الذين يخرجون في المسيرات والمظاهرات السلمية عزل من السلاح ويتم قتلهم بدم بارد. وبهذه المناسبة نتحدى سلطات صنعاء السماح لفريق قضائي إقليمي أو دولي لتقصي الحقائق عما يجري في الجنوب من مثل هذه الأعمال اللا أخلاقية وحتى يعرف العالم من يقف ورائها.
ونبه المصدر المنظمات الإقليمية والدولية من تمادي سلطات صنعاء في استخدام الدين الإسلامي الحنيف عن طريق من يدعون أنهم علماء دين لإصدار الفتاوى الدينية لقتل شعب الجنوب, ,إن مثل هذه الفتاوى هي مقدمة لحملة عسكرية وأمنية شرسة تستعد لها سلطات صنعاء على ارض الجنوب بعد أن قامت خلال الشهور والأسابيع الماضية بنقل وحدات عسكرية كثيرة من الحرس الجمهوري والأمن المركزي إلى الجنوب بالإضافة إلى ما هو موجود سابقا وأجرت عدة تجارب من القتل لقادة ونشطا الحراك السلمي الجنوبي ومحاصرة مدن وقرى الجنوب وفرض حالة الطوارئ فيها.
وعبر المصدر عن استهجانه لخطاب رئيس حكومة صنعاء حول وجود ديمقراطية وإنجازات تنموية. فأي ديمقراطية يتحدث عنها في ظل حكم دكتاتور أمي عسكري يلج في حكمه العقد الرابع. وأي تنمية وإنجازات شامخة في بلد هو من بين أفقر خمسة وعشرين دولة في العالم. وأكثر من ستين في المائة من شعبه يعيش تحت خط الفقر, دولة هي ثالث دولة في الفساد في العالم. دولة كل شهر يُعقد مؤتمر لمساعدتها على إطعام شعبها. دولة هي الأولى في التسول أمام أبواب الدول والمنظمات والصناديق الدولية.
واختتم المصدر تصريحه بأن الخطاب السياسي والإعلامي العنيف لسلطات صنعاء ومسارعتها إلى الاحتفال بيوم 22 مايو قبل موعده بشهر والذي تطلق عليه يوم الوحدة أصبح عن جدارة يوم كذبة مايو, لأن هذه الوحدة أصبحت أكذوبة. وهو تعبيرا عن إدراكها بانتهاء هذه الوحدة يوم 7/ 7/ 94م وإن هذا الخطاب المتشنج من قبلها ضد شعب الجنوب ونضاله التحرري بصورة خاصة وضد القوى السياسية والاجتماعية المعارضة لها في الجمهورية العربية اليمنية إنما يدل عن مدى عمق الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تعيشها هذه السلطة حتى مع شعبها. واستشعارا منها بان انتصار قضية شعب الجنوب والمتمثل بحقه في تقرير مصيره أصبح مسألة وقت لا أقل ولا أكثر. وإن سقوطها المدوي أصبح قريبا على يد القوى الوطنية في الجمهورية العربية اليمنية التي بدأت تخرج إلى الشوارع لاستعادة حريتها المسلوبة من يد سلطة قروية طائفية عنصرية مارقة قلما شهد العالم مثيل لفاشيتها وفسادها وهمجيتها. وأن وقت القصاص من هذه العصابة اقترب لا محالة.
http://www.adenpress.com/modules.php...ticle&sid=4708