عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-20, 05:16 PM   #6
قلم رصاص
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 2,023
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاتب العدل مشاهدة المشاركة
الأستاذ القدير / طائر الاشجان ..
شرفت المنتدى بقملك الندي وطرحك الراقي ، وموضوعك هذا يحمل لفته نادرة ونظرة صادقة لموقف رجل خاض تجربة صعبة ومعقدة ومتشعبة الاتجاهات .
وانا أوافقك بما تفضلت به من توصيف لشخص الرئيس علي سالم البيض في تعاملة مع قضية ازمة الوحدة اليمنية والقضية الجنوبية من حيث الجانب الإنساني والوطني المجرد ، فالموقف الذي تبناه السيد الرئيس البيض بشكله العام يتسم فعلا بتلك المعاني الجميلة والقيم الرائعة التي غلفتها المبادىء الوطنية والإنسانية والشخصية لهذا الرجل الأمين .
ولكن .... من حيث الجانب السياسي واللعبة والصراع السياسي مع الخصم لم يكن في اعتقادي موفقا فيها الى حد كبير .
لان السياسة ليست تلك الممارسات النبيلة والصافية والشفافة ، بل هناك وسائل وأساليب هي من متطلبات السياسة حتى وان كانت لا تتفق مع تلك المعاني الجميلة والقيم الأصيلة ، وخاصة الأساليب التي اتعاطى من خلالها مع العدو ، والتي تمكني من تفادي خطره ومكره .
ولو تأملت أستاذي العزيز ، ازمة الشراكة في الوحدة فقد مرت بثلاث مراحل ، الأولى الفترة الممتدة من عام 90 الى يوم 27 ابريل 1994 ، وهي فترة الاغتيالات ضد الجنوبيين وفترة تحييد الجنوبيين من الحكم وظهور ملامح الاستعمار الزيدي للجنوب .
في هذه الفترة عبر الرئيس بصدق وبشرف كبير عن رفضه لهذه الأساليب واستشعر خطورة ما يجري على الأرض ، لكنه لم يحسن إدارة الصراع مع رئيس النظام وعصابته ، وذلك بلملمة الأوراق الجنوبية التي ستدافع عن الجنوب ابتداءً من إعادة توزيع الوحدات العسكرية الجنوبية ، او من خلال استعادة الاصطفاف الجنوبي بالطريقة التي تكفل مواجهة أي تطور في الموقف .
المرحلة الثانية : وهي إدارة المعركة العسكرية أي الحرب مع صنعاء ، فقبل نشوب الحرب كانت المؤشرات واضحة للعيان أنها قادمة لا محالة ، ومع ذلك لم يتم التعامل مع هذا المشهد بجدية ووضع الخطط اللازمة لذلك تحسبا لغدر قوات نظام صنعاء . وهو ما حدث فعلا وسارت المعركة بطريقة غير متكافئة ولا منظمة بالنسبة للجنوبيين ودون حشد شعبي ولا عسكري ، وشهدنا كيف تساقطت الجبهات الجنوبية بسهولة للاسف .
المرحلة الثالثة هي مرحلة ما بعد 7 يوليو 1994 ، فرغم الانكسار النفسي لدى الشارع الجنوبي اثر الهزيمة ، الا انه كام بالامكان العمل على احياء المقاومة المسلحة بطريقة حرب الاستنزاف والعمل السري الذي سوف ينهك النظام وهو الضعيف في الاصل ، ليجد نفسه في معركة طويلة الامد لا يعرف مداها يستنزف ميزانيته وتحدث خلل في نفسيات قواته الامنية والقوات المسلحة .
وتأخر الانتفاضة الجنوبية الى 2007 ، كان قد اعطى الفرصة للنظام لتفكيك جبهة الجنوب وبعثرة الاوراق بجملة من الاستقطابات من ناحية واقصاءات من ناحية اخرى ، وأحدث النظام تغييرا هائلا في تفكيك النسيج الاجتماعي الجنوبي بادخال الكثير من التغيير الثقافي والاجتماعي لدى المجتمع الجنوبي وتشييخ الاراذل وتقزيم الاعزة ، ولك في ذلك الكثير من الامثلة .
ومع ذلك كله ، لم ينجح النظام اليمني من تنفيذ مخططاته كاملة ، فقد تنبهت القوى والشخصيات المخلصة والشريفة لهذه الممارسات ، وكان لا بد لها من المبادرة لأعادة رسم ملامح الهوية الوطنية الجنوبية واخراجها من خطر الذوبان والغرق في بحر الوحدة الزائفة .
ولذلك ظهرت جمعية ردفان للتصالح والتسامح الجنوبي كلبنة أساسية ومدماك الدخول الى مرحلة جديدة لصياغة وبناء البيت الجنوبي .
تقبل تحيتي واعتزازي .


اشكرك اخي كاتب العدل فقد اسهبت في شرح المعاناة

التي وصلنا اليها بافضل صورة

اتمنى ان يدرك الجميع ان الوضع الذي نحن فية هو بسبب جهلنا السياسي

وقلوبنا البيضاء النقية لاكني اتمنى اننا استوعبنا الدروس التي تجرعناها

بسبب الافراط في اعطاءالثقة لمن لايستحقها وان تكون المراحل السابقة قد علمتنا

بما فية الكفاية ان النية الطيبة وحدها لاتكفي لبناء الاوطان

بل لابد من وجود دهاء ساسي وعقل قادر على التفكير الصحيح

__________________
قلم رصاص غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس