نظام صنعاء لا يعترف بالعقوبات المنصوص عليها في قانون حماية أفراد الشعب فهو نظام قبلي ، يضع قيمة عينية لكل ضحية مقدارها عشرة بنادق ، ولهذا فالنفس في سوقهم رخيصة ، ورغم ذلك يتمنى أحدهم الموت ليحظى بخمسة بنادق ، وهذه هي حال اليمني في ظل حكومة الفيد ، والبيع والشراء في خلق الله ، اقتل ما دام لديك القدرة على الدفع ، لا تخشَ قانوناً فالقانون هو جيبك .
إن هذه الوضعية البائسة تعود بنا إلى تسعينات القرن الماضي وتجعلنا نستعرض احتجاجات السيد/ علي سالم البيض ، ونستشعر ما قوبل به من تهكم واستهجان وهو يتحدث عن سلطة القانون ، هذا المعلم اليوم يحمل بين ضلوع كل جنوبي براءة الإختراع ، اختراع الوصفة التي حقن بها الحراك ضد كل ما هو ضلالي ، اختراع نظرية الإحتراس من كل ما هو دحباشي لأن لدغته سامة ، اختراع خط الرجعة إلى الصواب عندما ترى اليد التي تمتد لمصافحتك تنتهي بمخالب وليس أظافر .
إن الجنوبيين لم يعتادوا إلا الإحتكام إلى القانون وليس إلى عمامة الشيخ ، والجنوبيون لم يقدموا قوافل الشهداء عبر مرحلة الكفاح المسلح ضد الإستعمار ، وعبر خطوات تصحيح المسار التي انتهت بـ 13 يناير 86م لكي يقبلوا صاغرين بهذا الواقع المر ، كلا .. فقشرة الأرض تأبى إلا البركان وحممه ، والسماء إن لم تمطر غضباً على الطغاة فليست بالسماء التي نعرفها وتعرفنا ، والبشر إن لم يكن سلاحهم العلم وثقافة الوعي فلا مكان لهم بيننا ، وليسوا منا كما أننا لسنا منهم ، هذه هي فلسفة ابناء الجنوب العربي وهيهات أن تتفق مع دحابشة العصر . فهل تلومون تضحياتنــا .. إنها ثورة حتى النصر .
تحياتي
طائر الاشجان
التعديل الأخير تم بواسطة طائر الاشجان ; 2010-04-20 الساعة 03:54 PM
|