[المسلمي يافع]

ا

الوحدة والقومية وثنائية التضاد

أبو يوسف اليافعي -

القومية وحلم وحدة العرب هو ذالك الحليب الذي رضعه كل طفل وشاب فيما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في جنوب جزيرة العرب وخاصة مع ظهور حركات التحررالعربية التي أثمر نضالها في التحرر من المستعمر وفي خمسينات القرن الماضي ظهور المد اليساري التحرري وكانت عدن هي حاضن طبيعي لكل فكر تحرري وقومي يحمل حلم التوحد.

وحين سنحت الفرصه في تحقيق ولو جزء من ذالك الحلم قامة وحدة اليمن بين نظام كان يميل الى اليسارونظام يميل الى الراس ماليه وكان من المؤمل ان يأخذ النظام الجديد من ايجايبات النظامين ويكون بذرة للحلم الكبير وهو توحد العرب ولم يمر برهة من الزمن حتى بدء يتكشف لكل ابناء الجنوب الذين قدموا ثمن كبير من اجل الوحدة فهم من تنازل عن دولة بكل مقوماتها من ارض وثروة ومؤسسات عامة تقدر بحوالي ثمانين بالمئة من مساحة وثروات اليمن الموحد ونسبة خمس سكان اليمن الموحد. بان كل ما كان يحلم به أبناء الجنوب هو عبارة عن وهم لم يكن موجود الا بالخيال لبعض الشرفاء وبعض الشعارات الكاذبة عند البعض الاخر .

لقد قتلت الوحدة الطوعية الاختيارية في حرب ظالمة في عام 94ميلادية واخذ الشمال كل مقدرات الجنوب من ارض وثروة وسلطة ونهب كل مؤسسات الجنوب وطرد جميع الموظفين المدنيين والعسكريين وبدء ظهور ثنائية الوحدة العجيبة كل جنوبي هو عميل خائن حتى القادة التاريخين للجنوب الذين تنازلوا على مناصبهم وقدمو كل شي في سبيل ذالك الحلم .

في الشمال هم خونه متأمرين عن الوطن بينما في الجنوب ترفع صورهم كزعماء وأبطال والجندي القاتل للابرياء في نظر أبناء الجنوب هو بطل في نظر السلطة في الشمال وكل مسؤل يقوم بالنهب والسلب هو حامي حمى الوطن وكل مواطن جنوبي بسيط مدافع عن ابسط ما نهب منه هو خائن يستحق القتل وأيضا كل الصحف والصحفيين وكل الاكاديمين في الجامعات هم نور المعرفة في الجنوب. وهم أعداء السلطة والوطن في الشمال .

كل ذلك يجري في ضل سكوت عربي حتى من قبل الذين يدعون القومية ويدعون الدفاع عن حلم الوحدة هذا ما أدمى قلوب أبناء الجنوب الذين لم يجدوا كلمة حق في الدفاع عن ما خسروه أثناء محاولة بناء ذالك الحلم ..

ونتسائل اذا استعاد الجنوبيين حقهم هل يفكروا أو يصدقوا ذالك الحلم ؟

وهل أخطأ الجنوبيين عندما عملوا على تطبيق ذالك الحلم على أرض الواقع ؟