نعود لصلب الموضوع بعد الحديث عن شكله
في كل العالم حين تكون الشعوب في ظروف إستثنائية كحالات الحروب عليها أو الإحتلال أو ماسواه لايمكن أن يكون المنطق الذي يحكم هذه المراحل مشابها للمنطق الذي يحكم المراحل الطبيعية من عمر الشعوب
وبالتالي لو أن أتبعنا منطق أخونا صاحب الموضوع لما قامت ثورة ولما تحرر بلد ولما كانت هناك قيادة لحركات التحرر أو حتى لبلدان في حالة حروب وبها مقاومة شعبية
في هذه المراحل يكون هذا الترف الفكري درجة من درجات الهزيمة المؤكدة
وذلك يتعلق بعدة أسباب أهمها أن الشعوب في حينها تكون بحاجة لقيادة ولرموز تقودها تتمتع حتى بالحد الأدنى من الإجماع الشكلي وهذه القيادة يحددها الميدان ومن يختاره الناس في الميدان ولا يحدده سفسطة المثقفين ولا ترهات القانونيين
واليوم نحن فعليا بحاجة للبيض ولقيادته أكثر مما هو فعليا بحاجة لنا
وهو خرج بناءا على طلبنا ولإحساسه بمعاناتنا فكيف ننقلب عليه لنشكك في شرعيته ونحن من كنا نتمنى أن يشاركنا حراكنا
المشكلة أننا جميعا نكرر أننا بحاجة لقيادة لكن للأسف حين تكون لنا قيادة فأغلب المصلحيين أو محبي الظهور أو أنصاف المثقفين أو محبي السلطة أو المشككين والعملاء وغيره أغلبهم يرفضون أن يقودهم أحد
كلا لأسباب والأسباب كثيرة ليس أولها أن البعض يفهم أن يكون أن هناك قائد وقيادة بمعنى أنه مقاد ومنقاد وعليه فيجب أن يعترض ويعترض لأنه أكبر من أن يكون منقادا 
والبعض يرفض لأمراض نفسية أو علات مجتمعية كصراعات قديمة أو مناطقية لازالت تعشعش في رأسه أو حتى لمجرد أن القائد لم يقربه ولم يجعل منه الأهم وممن لايستغني عنهم وماسواه
اليوم نحن فعلا بحاجة لرمز نلتف حوله وأنا أرى أن البيض فعليا يتمتع بهذه الصفة حاليا ولأسباب عديدة ليس المجال الآن لشرحها
طبعا هذا لايعني التقديس لكن في نفس الوقت من الغباء أن نرفض أن يمثلنا من يحمل أهداقنا وما نطالب به كما هي أهدافنا ودون أن نرى منه تراجعا أو تخليا أو إمكانية تقديم تنازلات على حساب المبادىء
وطبعا ظرفنا يجب أن يوحدنا ويجب أن نتوحد ولو على أدنى القواسم المشتركة
فإن لم نستطع أن نتوحد تحت قيادة كقيادة البيض فعلى ماذا سنتوحد وتحت أي قيادة سنجتمع
أنا أفهم أن يرغب البعض بأن يكون هو القائد لكن هذا يكون بأن يقدم البديل العملي وأن يتقدم الصفوف وأن يجمع الأنصار وينجز ماعجز غيره عن إنجازه
وحتى هذا لايجب أن يجعل منه مجرد مشكك ومشكك بغيره ولو كان هو في مرتبه أدنى وربما لاتقارن بغيره لانه حينها فعلا يكون باحث عن سلطة ومجد شخصي ولن ينفع ولن يخدم القضية لان مصلحته الشخصية لديه هي الأهم
أو أنه مجرد منظر يعيش في برج عاجي بعيدا عن الام الناس وبعيدا عمن يدفع الثمن الحقيقي للنضال
لي عودة أيضا لأوضح الكم الهائل من الشرعيات التي يتمتع بها البيض إنتخابيا وشرعية ثورية وشعبيا ووفقا للقانون الدولي وحتى الإنساني والتي للاسف البعض يتعامى أن يرى حتى أحدها