عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-14, 03:46 AM   #5
شمالية حداوية
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-02-26
المشاركات: 1,519
افتراضي

... لعبة السياسة القذرة ...

السياسية منظومة قواعد خالية من العواطف ولا تقر
بالقيم والمبادئ الإنسانية ‏وإن تلحفت بها لاستغفال العامة من الناس لزجهم
في آتون الصراع السياسي ‏وذلك من خلال اختراق جدار لا وعيهم
عبر الشعارات الكاذبة وتحريض ‏رواسبهم الكامنة
وتجييرها في خدمة مصالح النخب السياسية الساعية أبداً ‏لتحقيق غاياتها غير المعلنة.‏
السياسي الجاهل ( المُغيب ) هو فقط الذي يعتقد
أنه يخدم مصالح عامة وليس ‏أداة لتنفيذ سياسات دولية
ودوره لا يتعدى سوى حجر في رقعة شطرنج ‏تحركه الأيدي الخفية.
السياسة الراهنة آلية تحكم بأيدي الأجهزة الأمنية ‏الدولية ( المتنفذة ) بيد حكومات
الظل في العالم، المؤدون لها ليسوا إلا ‏مأجورين،
رؤساء عصابات ومافيات منفذة لسياسات دولية في بلدانها الأم.
‏ليس من السهولة بمكان تسلق سياسي ما، سلم السلطة دون مساندة خارجية،
‏دون موافقة إحدى الأجهزة الأمنية الدولية خاصة في دول العالم النامي.‏
إدعاء السياسي بالمبادئ والقيم والمثُل العليا...
تعد بمثابة أدوات النصب ‏والاحتيال على الجمهور الجاهل.
فمن شروط نجاح السياسي، إتقانه لفن ‏الخداع والكذب لتضليل العامة من الناس،
إطاعته للأوامر واستعداده لسحق ‏الملايين من البشر لتحقيق
مآرب جهازه الأمني الدولي.‏

يعتقد (( كينيون غيبسون )) "
في السياسة ينبغي على المرء أن يعرف أعداؤه ‏وكيفية التعامل معهم. الكذب، الابتزاز، الخيانة،
الازدواجية من قواعد اللعبة ‏السياسية،
إجادة فن التضليل هو الذي أكسب العديد من السياسيين شهرة ‏واسعة.
فقط القليل جداً منهم شرفاء ويتحلون بالنزاهة والاستقامة تمكنوا من ‏الوصول إلى السلطة ".‏
أن الذي يثير الدهشة والاستغراب في العمل السياسي،
ليس تقاضي السياسي ‏للرشاوى وخيانته للأمانة والحنث باليمين والكذب...
وإنما إدعاؤه عكس ‏ذلك. لا توجد أفعال بريئة للسياسيين فكل فعل،
سلوك، ممارسة، طعن، ‏مشاركة...
تدلل على توجه ما ومؤشر على هدف ما أنجز أو سوف ينجز ‏مستقبلاً.‏
لا يوجد فرق بين السياسي واللص سوى في طبيعة الأداء،
كلاهما يسرق لكن ‏الأول يسرق بغطاء قانوني فلا يتعرض للعقوبة
والثاني يسرق خارج إطار ‏القانون ويتعرض للعقوبة.
كما أن الأول يسرق الوطن بكامله ولا يشبع
في ‏حين أن الثاني يسرق المواطن لسد حاجته اليومية.‏
‏ فعل السرقة واحد لكن الآليات مختلفة فحين يسرق السياسي
يحث الجمهور ‏الجاهل على الفضيلة والنزاهة كنوع من الدفاع اللا واعي عن الذات الآثمة، ‏
أما اللص فإنه لا يدعي النزاهة لكن يبرر فعل السرقة بالحاجة لإيهام الذات ‏الآثمة
أنها غير خارجة على القيم العامة للمجتمع.‏

يقول (( كينيون غيبسون )) "
السياسيون الأشرار، يجيدون السُبل اللا شرعية ‏لجني المكاسب الشخصية
وبذات الوقت يلوحون بأعلام الأمة التي يخونونها ‏كل يوم بإدعائهم الوطنية
إنهم جراثيم قاتلة تتكاثر بسرعة وتنمو كالأعشاب ‏الضارة على جسد الدولة ".‏
إن الإدعاء بالنزاهة قناع يلبسه السياسي ليستر وجهه المرتشي
ويطرح نفسه ‏الحارس الأمين على قنوات المال العام
لسد الطريق على منافسه الذي يتحين ‏الفرصة
ليكون هو الحارس الأمين على قنوات المال العام ليختلس منها ما ‏يشاء.‏
‏ ومن النادر جداً أن تجد سياسي مؤتمن حقاً على أموال عامة دون أن يكون ‏مرتشياً،
ومن مهازل القدر أصبح السياسي المرتشي يبرر فعلته
بدعوى أنها ‏سرقاته لصالح قيادة حزبه لتغطي نفقات نشاطاتها الحزبية،
فالأموال عائدة ‏من جديد إلى المواطن لكن عبر منافذ أخرى.‏
وبذلك يصبح فعل السرقة جماعي ينهض بأعبائها منتسب حزبي واحد في ‏السلطة،
ويحصل على الحماية الحزبية التي تعفيه من المساءلة القانونية.
إنها ‏فتوى سياسية جديدة لتبرير فعل الرشاوى والاختلاسات المالية من الدولة.
‏ومن قواعد اللعبة السياسية عند افتضاح فعل السرقة
والاختلاس المالي وفشل ‏الحزب في توفير الحماية للمختلس
فعليه تحمل نتائج الفضيحة لوحده حفاظاً ‏على سمعة الحزب وقيادته
ريثما يجد الحزب مخرجاً لتخفيف عقوبة السجن ‏أو تهريبه خارج الحدود
وإعلان فصله الشكلي من الحزب ليقود منتسب أخر ‏مهام السرقة
والاختلاس من منفذ آخر من منافذ المال العام لصالح الحزب ‏وقيادته.‏

يقول (( مايكل مور )) "
إنه من المعتاد إدعاء السياسيون في المعارضة ‏بالنزاهة،
وحالما يصلون إلى السلطة يصبحوا لصوصاً باحتراف ".‏

مُقتَبَس

.................................................. ..
.


صاحب الربيعي
الحوار المتمدن - العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
__________________
إِذاْ جَاْرَ الْأَمِيْرُ وُحَاْجِبَاْهُ
وَقَاْضِيْ الْأَرْضِ أَسْرَفَ فِيْ الْقَضَاْءِ
فَوَيْلٌ بَلْ أَلْفُ وَيْلٍ
لِقُضَاْةِ الْأَرْضِ مِنْ قَاْضِيْ الْسَّمَاْءِ
شمالية حداوية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس