انطباعات وملاحظات من وحي التغطية لمهرجان التشييع للحدي ورفيقيه
مهرجان التشييع للشهيد الحدي ورفيقيه هذا اليوم كانت رائعة ونشكر كثيرا كل من قام بالتغطية لانهم بذلوا الكثير من الجهد والتعب والمال لاجل ان ياتونا بالتغطية كما حدثت او مقاربة الحدث الكبير والذي لم تستطع عدساتهم ان تغطي اللوحة كاملة ولكن جهودهم كانت بقدر المستطاع ولي هنا بعض الانطباعات والملاحظات على التغطية والحدث وهي:
1- الجماهير التي حضرت الى مهرجان التشييع كانت اعظم واجمل لوحة انسانية عبر بها ابناء الجنوب عن التكاتف والتآزر والتوحد وهذه اللوحة العظيمة تستدعي ان يدركها قادة الحراك وان يكونوا بحجم هذا الزخم وهذا الحماس وهذا العنفوان الباهر .
2- امام هذا المشهد الرائع لابناء الجنوب ادركت كم نحن صغارا ومتناهين في الصغر بل لاشيء امام عظمة هذه الجماهير والتي نتمنى ان نكون منها وفيها على ارض الحدث بدلا من ان نحكم عليها او لها من خلال ممارسة ترف الكتابة فما نراه اعظم من اي قول واكبر من اي كلام .
3- مهرجانات ردفان تتميز دائما بحضور جماهيري لا مثيل له ولا يمكن ان يقارن ولا عجب في ذلك فردفان هي رمز الجنوب ورمز الاباء وام الثورات في الجنوب ولا تظهر الجموع المليونية او نصف المليونية الا هنا في ردفان الثورة وقبلة الثوار في الجنوب.
4- نلاحظ دائما ان الجماهير التي تحضر مهرجانات التشييع اضعاف مضاعفة من التي تحضر للفعاليات الاخرى وهذا يدل على مكانة الشهداء لدى الجماهير ويدل على ان جماهير الجنوب تتميز بالوفاء لمن بذل اغلى مايملك وهو الروح فالشهيد له المكانة العليا في نفوسنا جميعا واكبر من اي زعيم او قائد وان المبادئ التي زهقت لاجلها تلك الارواح هي ماتريد ان توصله الجماهير لقادتها من رسائل وان الراحلون عنا يجمعوننا اكثر من ان نجمع انفسنا وكأنهم يقولون لنا اجتمعوا واتحدوا فدمائنا التي سالت لم تسل ولم تسفح الا لاجل ان تجتمعوا .
5- حضور النساء والاطفال والرجال والشيوخ رسائل هامة لقيادة الحراك ولنظام الاحتلال وللعالم بان الجنوب بكل اطيافه وفئاته على قلب واحد وهدف واحد وان الكل يتوق للحرية وعلى كل من تعنيهم هذه الرسالة استيعاب الحقيقة شاء من شاء وابى من ابى .
6- الصور التي تظهر الجماهير وهي تغطي الجبل في ردفان مشهد تكرر دائما وبرغم جماليته وهيبته في النفوس الا ان تكراره دائما يظهر الصور اللاحقة كأنها نسخة من الصور السابقة بل كانها نسخة مكررة مما سبق بل لا يكاد هنالك رؤية اي تغيير فيها وتكرار مثل هذا المشاهد يفقدها بريقها ورونقها ولا اكون مجافيا ان قلت انها تعبر عن عقم في الابداع لدى من يرى تكرار نفس الاسلوب ونفس الفكرة .
7- بناءا للنقطة السادسة واستنادا لبعض الصور التي كانت تلتقط للجماهير وهي متناثرة فمن الافضل ان تجتمع الجماهير بسهل فسيح - ان وجد - يتسع تلك الجماهير وتلتقط صور لها بقدر امتدادها الواسع وستعطي صورة رائعة عن جماهير تملى السهل وتفيض ويكون فيها المنظر جديد متلائم مع الحدث الجديد .
8- يلاحظ في هذه التغطية خلوها من الفيديوهات وهو ما نحتاجه كثيرا للتوثيق واعطاء لقطات حية تعبر عن اهمية الحدث ولا يكتفي بالصور فقط وهذا الامر يتطلب مساعدة الاخوان المصورين بتزويدهم بكاميرات فيديو يمكن التصوير فيها من اماكن بعيدة وتلتقط مشاهد حية ورائعة من المكان المناسب بدلا من التصوير من بين الجماهير حتى تشمل كل الحاضرين في الفعالية وهذا امر يجب دراسته ووضع الحلول المناسب له .
9- من يتابع التغطية يحتاج دائما الى ان يتعرف عن سيرة وحياة الشهداء الذين يتم تشييعهم وحضرت لاجلهم تلك الجموع الغفيرة وحبذا لو كانت هنالك نبذة مختصرة او مطولة عن حياة هؤلاء حتى يلم المتابع لبعض من خصال واعمال ودور هؤلاء الابطال وتلك الكوكبة من الرجال الافذاذ ونتمنى ممن يعرف عن حياتهم ان يدونه هنا للتاريخ والتوثيق وايضاح الصورة الكاملة عنهم .
10- قادة الحراك الذين حضروا التشييع نقول لهم انتم رائعون وتواجدكم مع الجماهير له معنى كبير وانتم بذلك تمتلكون الانفس وتترسخ مكانتكم في القلوب لانكم تقفون نفس موقف الجماهير وتتقاسمون نفس همومهم وآمالهم وآلامهم ووفائهم لمن يرحلون عنا وهذه المواقف تجعلكم تيجانا على الرؤوس فالقائد ان لم يكن مع الجماهير فلن تكون الجماهير معه .
واخيرا اود ان اضع قبلة اخوية صادقة لابي بوتن وقلم حر وصقر المشألي لانكم متميزون اكثر من غيركم ولانكم تبذلون جهود مضنية في التغطية ولانكم دائما تسعون لتوصيل الحقيقة بالشكل الافضل .
وشكرا لكل من ساهم في التغطية واوصل الينا شيء منها .
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
|