المقال هذا خطير جدا
الوضع كما وصفه المقال هذا هو اقرب للصحة
ماينقص المقال الان هو الدلائل التي يشير اليها ولكنها تكهنات قريبة جدا ومعقول حدوثها .
ولكن كيف لنا ان نتاكد من هذه الامور ؟
فقضية خطيرة كمثل هذه من الصعوبة اعتمادها وهي بدون دلائل مع انها تبدو واقعة لا محالة .
فما طالب به المعارضون قديما من انشاء حكم فيدالي وتقسيم اليمن الى اقاليم فيدرالية رفضه نظام صنعاء واليوم يتمنى حدوثه .
وعندما كانت الامور مناسبة تاريخيا لحكم فيدرالي جنوبي وشمالي في بداية الحراك اضحى اليوم امنية ايضا لنظام صنعاء ولكنه يخشى من الدخول في تفاوض مع الحراك ويخشى من الموافقة علنيا للفيدرالية حتى لاتكون نصرا للحراك الجنوبي الذي هو في الاصل يرفض الفكرة الفيدرالية وبالتالي قدم نصرا للحراك بدون ان يحقق نصرا معادلا في الامر .
النظام سيحاول ان يقدم فكرة اقاليم في ظل نظام فيدرالي ولكن بالتاكيد التقسيمات ستكون غير ماهو جنوبي وشمالي بل محاولة المزج بينها واعتقد ان فكرة ان تكون مثلا حضرموت والمهرة وشبوة ومارب والجوف وجزء من البيضاء كاقليم الصحراء او الاقليم الشرقي وان تكون ابين ولحج وتعز والضالع وجزء من البيضاء الاقليم الجنوبي وان تكون حجة والحديدة والمحويت وذمار الاقليم الغربي وان تكون صعدة وعمران وريمة ومحافظة صنعاء الاقليم الشمالي وان يكون لصنعاء الامانة وعدن وضعية خاصة .
وبالتالي اصبحت الاقاليم جنوبية وشرقية وشمالية وغربية معتقدا بذلك انه سيقضي على شيء اسمه الجنوب منفردا .
بالتاكيد الخطوة هذا تاخرت عشرين عاما ولم تعد ذات جدوى ولكنها محاولة لاقناع الخارج وكسب مؤيدين لها في الداخل والنظام يهمه كثيرا ان يسكت الضغط الخارجي وان تاتي المعونات والمنح نتيجة لهذا الاجراء ولكنه فاشل لان الزمان ليس زمانه .
وربما يريد النظام من هذا ان يؤسس ارضية لتقبل الفيدرالية بين الشمال والجنوب واعتقد بانه سيعلن ذلك بعد ان تهاوت كل الفرص الممكنة ولن يجدي شيئا .
النظام لا يفهم كيف يدير الازمات الا بترحيلها وتفاقمها ولو كان فيه خيرا لما حدث ما حدث .
عموما اي تغييرات سيتم اجرائها لن تكون ذات اهمية للحراك الجنوبي وقضيته بل ستكون نصرا معنويا له .
فالنظام هو الان في المازق وليس الحراك في اي اجراء يتخذه .
والقضية الجنوبية منتصرة والزمن لصالحها فالجنوبيين هم الذين سيفرضون الواقع لانه في كل يوم هنالك توضع حجرا جديدة في مدماك الحرية والاستقلال وفي الجانب الاخر يبدو عليه التآكل يوما بعد يوم .