عظـيم يا شـعب الجنوب ... مسيرة كفــاح للتغيير !!!
منذ منتصف القرن العشرون والجنوب يعاني من تبعات الأستعمار والمؤامرات والدسائس ربما أن عامل الجهل والعاطفية كانت ثغرة للدخول إلى الساحة الجنوبية حيث أن الجنوب مر في مرحلة (التجهيّل المتعمد ) في الحقب الأخيرة من القرنين الماضيين واصبحت أرضا ً خصبة لزرع بذور المؤامرات والتقلبات بحكم موقع عدن واستقطابها للكثير في ظل الأستعمار وهذا ماجعلها ساحة لزرع بذور التأمر وتحقيق الأهداف لأي طرف يريد أن يعمل لتحقيق مآربه ...
وأيضا ً هناك( عامل آخر) أستغله أولئك الذين لهم مآرب سيئة على الجنوب وهي (الظروف الدولية مابعد الحرب العالمية ) والتي قسمت العالم إلى قطبين وكان لها أثرا بالغا ً على مجريات الأمور ولذلك مر الجنوب في ظروف صعبة ومعقدة ... منها زرع الإيمان في النسيج الجنوبي بالوحدة اليمنية و العربية ورغم أنهم عملوا على تحقيقها بإيمان صادق إلا أن الدسائس كانت لها بالمرصاد وانغضت عليها وجيرتها لصالح الأهداف الدنيئة والمصالح لأطراف أخرى ....
وكانوا يعتقدون أنهم يمشون بالطرق الصحيح إلا أن السياسة العصرية بالمراحل مابعد الأستقلال كانت سيئة في كثير من الدول العربية إلا من أستغل الظروف وركز على بناء بلاده واستخرج ثرواتها وتأمين البنية التحتية للدولة وللإنسان (فهو من نراه اليوم في مرحلة النمو والتطور والأمن ورغد العيش) فهؤلاء من قرأ المراحل جيدا ً وحاول أن يتأقلم مع المراحل ويعمل على وضع برامج التأقلم ليكون في مأمن من العواصف والتقلبات ....
أما نحن في الجنوب كنا عاطفيين كثيرا ً ولذلك وقعنا في (مصيدة ) وكانت نتيجتها (خسران دولة وأرض مترامية الأطراف وتحتوي على كثافة سكانية قليلة وتملك مقومات كبيرة للنهوض إلا أننا لم نستغلها جيدا ً وهدرنا الوقت في القومية العربية الزائفة ) وكانت النهاية مؤلمة حيث أن شعبها اصبح خارج البلاد وخارج (اللعبة ) ويبحث عن مأوى له وحياة أفضل ... ولذلك نرى اليوم الجنوب بدأ يتجه بالإتجاه الصحيح ويفكر لمصلحة أرضه ومستقبل أجياله ونتمنى بأن لايكرر الخطأ إذا وجد الرجل المناسب بالمكان المناسب ... ولهذا سنرى الأيام القادمة هي مرحلة (المخاض والتغيير ) ... ورغم ذلك نقول (عظيم يا شعب الجنوب ) رغم أنك ظُـلمت إلا أنك أظهرت عظمة الوجود والأختيار ....
حينما يتم الإنكار على أن القضية الجنوبية لها وضع خاص و تستوجب الحلول السريعة بلاشك يكون دليل على أن سياسة فرض الأمر الواقع وأجندة المنتصر عملت و تعمل على تدمير الوحدة السلمية و الإقصاء للشريك بالوحدة (حتى أنهم لايعترفون بأن هناك دولة كانت قائمة بذاتها دخلت معهم بالوحدة السلمية ) بل يطعنون بكل تاريخها ويتم تهميشه وإخفاءه واللعب بملفات الماضي للجنوب بسياسة (فرق تسد ) ...
و وصل بهم الأمر أن ينكرون بأن هناك كيان كان ومازال قائم بذاته عبر الخريطة السياسية المعترف بها دوليا ً ماقبل عام 1990 م بل ولم يكتفوا بهذا فلمتابع للإعلام والحوار يلخص الكثير من الأفكار التي تم ويتم بثها من قبل النظام في صنعاء على أن الجنوب جزء عاد إلى أصله ومن يطالب بقضيته العادلة لاينتمون للأرض أصلا وهم مجرد شرذمة لا أصل لها
(وهذا دليل واضح على أن هناك إنقلاب واضح وأحتلال ولديهم أجندة للجنوب منذ قبل الوحدة )
ويظهر هذا من خلال حواراتهم وتصريحاتهم وتصرفاتهم ويعترفون به علانية ...
وبهذا الفكر المنتشر بالساحة الإعلامية التي تمثل وتؤيد النظام النازي أستطاع الجنوبيين ان ينتزاع الإعتراف تلو الإعتراف بأن لهم أجندة حول الجنوب يعمل على الأستمرار بها بفرض الأمر الواقع (وأجندة المنتصر ) حيث أنهم يرون بأن الجنوب هو جزء من اليمن كدولة ولهم حق التصرف به وترسيخ أقدامهم فيه عبر الإدعى التاريخي المغالط للواقع والأعراف الدولية وهذا ما يتم التعامل على أساسه بأن هناك انغضاض على الوحدة وتجييرها وفرض أجندة المنتصر بالحرب حتى جعل جميع من يدير الجنوب شماليين خالّص وهذا دليل واضح على إقصاء الدولة الجنوبية التي دخلت معهم بوحدة سلمية وبحسن نية ...
ومن هنا خدموا الجنوب دون شعور منهم وبرز الكثير من أهل الأرض يصارعون من أجل أرضهم ودولتهم وحقهم في الحياة والأستقلال بعد أن تكشفت لهم الأوجه والأجندة التي يتعامل بها النظام مع شريك الوحدة ... وها أنتم ترون الجنوب في حالة المخاض وسيمضي كما يرسم له أهله وسينتزعون حقهم شاء من شاء وأبى من أبى ولم ولن تجدي نفعا ً سياسة (فرق تسد ) حيث تجاوزها الجنوبيين ...
تحياتي لكم
التعديل الأخير تم بواسطة الصحّاف ; 2008-05-03 الساعة 04:10 AM
|