التغطية الاعلامية للأنتفاضة العارمة في الجنوب يشوبها كثيرا من التعتيم وعدم الوضوح بل وغالبا عدم المصداقية فالوقائع لايتم نقلها كما تجري على الأرض ويتم اعطاؤها مسميات غير حقيقية وكأن هناك نوع من التواطؤ بين هذه الأجهزة والنظام الحاكم في صنعاء الذي تعود دائما على قلب الحقائق وتزييف الوقائع يساعدة في ذلك غياب التواجد الملموس للاعلام الخارجي وكذا سيطرة الدولة بشكل مطلق على أجهزة الأعلام خاصة المسموعة والمرئية ويساهم الأعلام والصحافة العربية بشكل يثير الريبة في الصمت الغير مبر على ما يجري في أرض الجنوب ربما بدافع الحرص على الوحدة اليمنية التي اصابتها حرب 94 في مقتل وهم بذلك يساندون السلطة التي تحمل تلك اليافطة وتخفي تحتها اخفاقا وفشل ذريعا في ادارة البلاد والعباد وحتى في الحفاظ على الوحدة التي اصبحت من الناحية العملية في خبر كان. حقيقة مايجري في الجنوب ليس وليد العام وليس سببه ارتفاع الأسعار ولكنه إفرازا لسلسلة من الأخطاء القاتلة التي ارتكبها المغرورون بوهم الأنتصار المؤزر في الحرب التي اجتاحت فيها قوات الشمال مناطق الجنوب كاملة دون مقاومة حقيقية تذكر كون أبنا الجنوب لم يكونوا قد اقتنعوا بالانفصال وكانوا مازالوا واقعين تحت تأتثيرحلم الحدة التي دفعوا في سبيلها كل ما يستطيعون، بعدها تم استباحة الجنوب ونهب كل ما فيه وتدمير كل مقومات الدولة والبسط على الارض وكل الثروات من قبل الفاسدين والمتنفذين تدعمهم في ذلك سلطة متورطة ومغموسة في مستنقع الفساد حتى الأذنين، ولم يتم الأكتفاء بذلك بل تم إقصاء الجنوبيين من مواقعهم في الاجهزة المختلفة وتحولت مؤسسات الدولة خاصة الأمنية والعسكرية الى موسسات ذات لون واحد لاتمثل الوطن كله وعقيدتها الأساسية حماية الحاكم وقمع الشعب المظلوم،وتسعى السلطة لتأليب أبناء الشمال على الجنوب ليس حفاظا على الوحدة التي يذبحونها كل يو من الوريد الى الى الوريد ولكن من اجل الاستمرار في نهب مقدرات الجنوب حتى اخر رمق ليزداد الشعب كله فقرا وبؤسا وتزداد أرصدتهم واملاكهم إتساعا وتضخما، إنتفاضة الجنوب يا أحباء هي ثورة ضد غطرسة الحاكم وزبانيته الذي يمارس كل صنوف البلطجة والأستقواء بالقوة العسكرية ويقمع مسيرات الجنوب السلمية بقوة السلاح ويختطف سياسيو الجنوب في أنصاف الليالى ليودعهم غياهب السجون مكبلين بالسلاسل والاغلال على طريقة النظم البائدة التي عفى عليها الزمن، هذا النظام هو من يمارس الأنفصال ويزرع الفرقة ويعمق الشرخ في النفوس ويدفع الناس في الجنوب قدما الى الاقتناع بان لاحل سوا العودة الى ماقبل مايو 90م.
|