علي ناصر محمد / صالح الجبواني
علي ناصر محمد
الكاتب : صالح الجبواني
البريد الإلكتروني :
عدن تايمز - صالح الجبواني
من عادتي الا أكتب عن السياسيين وخصوصا القادة منهم، لأن هذا الطريق محفوف بالمخاطر ، فأول ما تتهم به من قبل القارئ اليمني أن لم نقل العربي النفاق والتزلف، طلبا لمال أو أماره على طريقة صاحبنا أبو الطيب:
أين أزمعت أيهذا الهمام نحن نبت الرباء وأنت الغمام
لكني ورغم حب المال والأماره كغريزه طبيعية لدى معظم الناس لست من هذا الصنف .. أما الرئيس علي ناصر محمد فقد ترك كرسي الرئاسة منذ زمن طويل ولا يملك مالا حتى ينفق به على أحد، وحتى صوره لم نعد نرى الجنوبيون يرفعونها في إحتجاجاتهم السلمية، لا ندري بفعل فاعل أم أنه التصنيف الذي درجنا علية في الجنوب من اليسار الرجعي إلى الرجعي اليساري وهلم جر لأن الأداة في رأيي هي نفسها والسلوك لا يكاد يفرق لدى الكثيرين ..
علي ناصر محمد نوع مختلف من القادة.. السياسة لدية مرتبطة بالنزوع الأنساني، والمشاعر الأبوية والتي بدونها يتحول السياسي إلى دكتاتور أو بلطجي . وجبروت السلطة مرتبط بالعطف والرحمة، والسياسة عندة أيضا ليست أيدلوجيا عقيمة بل حسابات مصالح أرباح وخسائر وكانت الفترة التي حكم فيها من أزهى فترات تاريخ الجنوب ولو أعطي الفرصة ليستمر لم نكن لنقاسي اليوم لأن الوحدة لدية رؤية وأستراتيجيا وليس نزوه ومصالح ونفوذ فحسب ولا صفقة أبا غبشان الخزاعي الذي باع مفاتيح الكعبة لقصي بن كلاب القرشي بزق خمر و(قعود) وقد كان سكرانا مما أفقد خزاعة اليمانية سيطرتها على الحجاز وإلى الأبد لقريش المضرية حتى أصبح (أخسر من صفقة أبا غبشان) مثلا سائرا بين الناس.
سيقول قائل وسمعت ذلك كثيرا أن علي ناصر محمد ليس مع مشروع الإستقلال ونقول لهم دعونا من التصنيفات فالرجل ليس من العيار الخفيف وهو يدرس خطواته بأمعان ولدية أحساس عالي بالمسئولية وهذا ما دلت علية خطواته طوال الخمسة عشر عاما المنصرمة إلى جانب شعبة ولكم أن تراجعوا كل المقابلات والتصريحات طوال هذه الفترة وكان حاضرا حتى بالتعازي فهو ممن يضمدون الجراح. ونحن هنا بصدد توضيح الأمور لأن الجنوبيين أحوج ما يكونوا إلى وحدة الصف وأن يتفقوا على برنامج أو رؤية لا يستبعد من صياغتها أي جنوبي بعيدا عن التصنيف أو (حكاية) هذا مشروعي وأنا أولى به وعلى الآخرين أن يتبعوا. أظن من يفكر بهذه الطريقة لا يعمل لمصلحة الجنوب ومن يكون أي جنوبي حتى يستبعد علي ناصر محمد وحيدر العطاس ومحمد علي أحمد وغيرهم من قيادات الجنوب الا إذا كان مغامرا ومناطقيا ونقولها بالعربي الفصيح أما مصير شعب الجنوب فلن يقرره الا شعب الجنوب من خلال العودة لهذا الشعب وسؤالة عن حقة في تقرير مصيره .. علي ناصر محمد ليس أماما يأمر الناس أن يصبحوا مع شروق الشمس وقد (تقطرنوا) أو لابسي العمائم (الخضراء) أنه علي ناصر محمد وكفى .
نقطة ضوء
ماذا تريد؟
سيادة فوق الرماد ؟
وأنت سيد روحنا يا سيد الكينونة المتحوله فاذهب...
فليس لك المكان ولا العروش/ حرية التكوين أنت وأنت عكس المرحلة .. فاذهب فقيراً كالصلاة
وحافياً كالنهر في درب الحصى
ومؤجلاً كقرنفلة.
(محمود درويش)
30/3/2010م
نوتنجهام
بريطانيا العظمى
|