الحقيقة ان الاخ ابو عمر يعمد الى طرح هذا الموضوع بصفة متكررة هذه الايام بالذات ، مع احتدام المواجهات ، الدامية بين قوى الحراك الوطني الجنوبي في الضالع وبين قوات الاحتلال اليمني المدججة بكل انواع الاسلحة ، والعتاد ، يقترب اكتمال شهر منذ بدء الحملة المسعورة على الضالع وقد حصدت ما حصدت من القتلى والجرحى من ابناء الضالع ومئات المعتقلين الذين زج بهم في السجون ، ولكن اهل الضالع نراهم بعزيمة عالية صامدون ومصممون على مواصلة النضال والثورة الجنوبية مهما كانت التضحيات ، ولم تثنيهم تلك الممارسات القمعية الاجرامية عن التصدي للهمجية اليمنية بكل ما لديهم من إرادة .
هذه المقالات التي يطرحها الاخ بو عمر في هذا الوقت الساخن حيث الدماء تسفك على ارض الضالع ، وقبلها في طور االباحة ولحج وردفان وأبين الباسلة وعدن ، وكل مناطق الجنوب بنسب متفاوتة ، انما هي من قبيل محاكمة للتاريخ والجفرافيا معا ، ومحاكمة للثورة والثوار وممارسة الابتزاز والمزايدة المفرطة .
حضرموت هي من أهم محافظات الجنوب لها ما لها من الخصوصية التاريخية والثقافية والعلمية ، لاينكر ذلك أحد ، وهي في حدقات عيون كل الجنوبيين كأغلى درر الجنوب .
ولكن هناك تلميح واضح وايحاءات تضع مناطق في زاوية الاتهام مرة ، وفي دائرة الدونية مرات اخرى ، وتضع اشتراطات المرحلة القادمة بشكل حاسم ونهائي دون النظر لاي اعتبارات للمحافظات الجنوبية الاخرى .
الجنوبييون اليوم غير الامس ، ويدركون انه لابد من إعادة صياغة شكل الدولة الجنوبية والتوازنات الجنوبية ، وإعطاء كل ذي حق حقه ، حفظا للمصالح في كل محافظة او اقليم ، وحفظا للاستقرار السياسي .
لكن في ظل هذا الظرف الذي نشهد فيه حملة شرسة متواصلة من القتل والاعتقالات والحصار في محافظة الضالع فإن مثل هذه المقالات ما تثير التساؤلات عن توقيتها ، فهل ذلك يعزز من فك الحصار وتخفيف همجية قوات القتل اليمني على اخواننا في الضالع ؟ لا نعتقد .
نحن بأمس الحاجة اليوم الى توحيد الجهود نحو مواجهة هذا القتل اليومي بدلا من بث مقالات التشويش وجر الناس الى حوارات جدلية لها علاقة بالتاريخ ليس الا ، بينما حرارة الدم تطفح في جبال ووديان الضالع .
|