[محمد خميس]

مصيبتنا هي اننا نصب جام اهتمامنا في الاشياء الثانوية ونترك صلب الموضوع ...
يبدو اننا لا نستطيع النضال والتحرر الا بعد ان نحسم موضوع الهوية واحيان نستوردها ،
عندما اردنا التحرر من بريطانيا فاننا لم نتردد في استيراد الهوية اليمنية والتبسنا ثوبها .. واليوم عندما اردنا التحرر من نظام اليمن يبدو اننا رجعنا الى استيراد هوية الجنوب العربي والتي اعتبرناها في وقت مسمى ناتج عن سياسات مستعمر غربي .. لا وبل اعتبرنا الان ان من جلب الهوية اليمنية هم من كانوا في تنظيم حوشي "ابناء الشمال " والدين كانوا قيادات في الحركة الوطنية ابان الجبهه القومية وربما نسينا خطابات عنتر وشايع ومصلح وعلي ناصر والبيض وسالمين والدين كانوا يفتخرون انهم يمنيين .
للأسف والى الان لم نتفق على موضوع الهوية وهدا بدورة سيحيي ويبعث الهويات المحلية لتقوم بتغطية الفراغ ..
الموضوع ليس كما نتصوره الموضوع ابسط ولا داعي لتعقيد الامور .. دولتان هما جمهورية اليمن الديموقراطية والعربية اليمنية وقعا على عقد اعلان الوحده بموجب قوانيين سارية المفعول فقام طرف بالانقلاب على الطرف الاخر واحتلال والسيطرة علية والان نحنا نطالب وبموجب القانون الى الرجوع الى قبل اعلان الوحده وتعود كل الدولتين كما كانت قبل تسعين هده القضية بأختصار ..
لو عدنا الى التاريخ ربما سنجد بأن ليس هناك دولة اسمها اليمن وربما لفظة اليمن شاملة لعدة دول وممالك في اقليم جغرافي معين .. مثل الشام ففيه لبنان وفلسطين وسوريا والاردن وكل دلك يطلق عليهم شام ..
السؤال الصعب هو هل نحن يمنيين ؟
لقد عرف عن اليمنيين الحكمة والايمان والكرم والشجاعه ولو تعمقنا في هده الصفات لربما رأيناها اقرب في الجنوب اليمني ،، ربما كان الكم الهائل من سكان العربية اليمنية هم اتراك وفرس ومع دلك سلبوا الهوية اليمنية من زمن طويل .
يجب ان نجعل اساس القضية هي تسلط النظام اليمني المحتل للجنوب وان لا نساهم في تصوير الوضع بانه صراع بين شعبين لان لدلك تداعيات لا تحمد عقباها ..
يجب ان نبدع ولو مؤقتاً في فن التحييد وكسب الانصار لا لندفع لمزيد من حالات العداء لنا ، نحن اليوم قوة وطنية تسعى لاستعادة دولتها ومازلنا في بداية الطريق والطريق شاق جداً بقدر هدا الحلم الجميل والطموح النبيل ..
مودتي