قد اوجزت في تعبيرك ايها اليهودي000أن اي خيال سياسي وإرادة لا تكل نابعين من فهم تاريخي وإيمان عميق بأن الأمم قد تتعرض للانكسارات وظواهر الانحطاط والتراجع، ولكنها بفعل خيالها السياسي وإرادة شعوبها لا تموت ولا تستسلم ولا تهرب من التاريخ وتذهب إلى الإعدام والعدمية.
هذا هو من معطيات التاريخ، ولذلك نؤكد عليه في كل اللحظات التي نرى أنفسنا فيها أمام واجب التحليل والتفكير والاستنهاض، أو أمام معطيات غير عقلانية في الواقع الجنوبي تثير التشاؤم وتدعو إلى الانحسار والانتكاس ووضع الرأس بين الرؤوس لكي يقطعها هذا الاحتلال البغيض، أو لكي نوفر له الفرصة الملائمة للإلحاق وإبعاد الشعب عن قضاياه ومصيرة00
ولكي نخرج من حالة البؤس السياسي الذي أصبح يحيق بناويجعلنا أمام خلخلة جوهرية لا تعطي أية فرصة للتفاؤل، أو لا تجعل الهروب نحو التفاؤل عملاً من أعمال البحث عن مخرج، أو عجزاً عن رؤية الحقائق الظاهرة.
والانطلاق من خيال سياسي فيه عناصر وآفاق وممكنات تختلف جذرياً عن تفاؤل مجرد فيه نوايا ورغبات وأمنيات ولكنه لا يقوم على بناء أفق سياسي شعبي او مجال سياسي فيه عناصر ومعادلات جديدة تقلب ما هو سائد او تغيره نحو الأفضل، فالبحث يجري عن خيال حافز لا خيال مجرد، وعن رؤى جديدة لواقع الأمة لا عن أناشيد حول الأمة ومستقبلها، أو عن ترتيل لهذه الأناشيد يديم المناحة ولا يستنهض الساحة، او يغير أسباب عوامل استدامة الأزمة وتجذرها والهروب من مواجهتها·
إن أي خيال سياسي حافز سوف يخلق أدوات تحليلية وإبداعية جديدة لرؤية واقع الأمة رؤية خلاقة متجاوزة، وسوف يحرك وينشط الشارع الشعبي ويقوي الصف الجنوبي نحو استرتيجة جديدة تحفز الحراك وترتفع معنوياتة الى اعلى درجات000
من هنا يجب على كوادر ومثقفين وكل الشرائح العلمية في الجنوب ان تنهظ وتقوم بدوراها التاريخي في ايجاد بدائل وظوابط للعمل السياسي لنضال السلمي الجنوبي من خلال ايضاح الرؤية وتوحيدها على مستوى الاطر وجعل هذة الرؤية تلامس الواقع الجنوبي وليس مجرد خيال 000
نحن لاننكر ان هناك اختلاف ولاكن الاختلاف شي كوني بطبيعة البشر ولاكن الارض والهوية والتاريخ والهدف الواحد لابناء الجنوب لايجعلهم يختلفون علية اطلاقآ مهما ظهر هناك بوادر خلاف على السطح فالخلاف يكون دائمآ في مصلحة القضية وليس العكس وهذا مانتمناه0000
اليوم وعلى الساحة الجنوبية يطلب ان يكون الكلام والعمل واقع وليس مجرد قول وخطابات ومهرجانات تنديد فقط ولاكن هناك وسائل وخيارات لنضال وحقوق مكفولة لاي شعب في الدفاع عن نفسة بما يراة مناسب طبقآ لامكانياته وضروفة وواقعة وليس القفز فوق الواقع000
اليوم الجنوب بحاجة الى عمل وفعل يتجسد بصورة حقيقة على الأرض وليس فلسفة وتنضير وخيال سياسي ضيق يحصرة من ليس لهم علم بفن السياسة والعمل السياسي وهو المطلوب في الوقت الراهن في ظل الخيار السلمي والاستراتيجي لنضال الشعب الجنوبي
000 ودمت ايها اليهودي000
__________________
(الشهيد البطل محسن علي مثنى طوئرة)
|