[الذئب الجريح]

قال تعالى.فاما الزبدفيذهب جفاء*واماماينفع فيمكث في الارض
المتابع لنمو وتطور وتدرج ثورة الجنوب السلمية يشعر بالفخر والاعتزاز وفي ذات
الوقت يشعر بالخوف والريبة وان كانت الأولى هي الاصل الثابت والثانية الاستثنى الزائل
إن شاء الله
الفخر والاعتزاز لانها استطاعت ان تحرك ما في النفوس الجنوبية وتترجمهُ الى أرض الواقع من
المهرة حتى المندب وتشبعت به النفوس جميعا وعندها الاستعداد على السير قدما وبكل ثقة حتى
بلوغ المحطة الأخيرة مهما كان
والخوف انها اي الثورة مع توسعها المذهل والعفوي لم تجد وعاء واحد ليجمع وينظم ويوجه
ويشجع ويقيّم مسارها لانها ببساطة أكبر ممن يدعون انهم قادرين على ذلك
وباختصار شديد ستنتج هذه الثورة المباركة من بين صفوفها من هو قادر على قيادتها قيادة تكليف
لا قيادة تشريف حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا
الحقيقة اننا كنا نتابع ونفتخر عندما نراهم يقطعون المسافات الطويلة والشاقة ويجتمعون هنا وهناك
وينسقون فيما بينهم بينما كانت الامور في بداياتها وكانت الجماهير لم تستوعب اي لم تكن بهذا الزخم
الكبير وها نحن نتألم اليوم عندما نشاهد العكس نعم العكس جماهير مكتضة ومتعطشة ومتوحدة وقيادات
متفرقة او غير منسجمة وتفتقر الى التنسيق اللائق الذي يجب ان يكون على قدر ومستوى الرقعة الجنوبية
كاملة ولا بأس ان يفعّل في مكان ويؤجل في مكان آخر المهم ان تكون لائحة التوجيه والتنسيق والتحكم
واحدة وهذا هو المهم
وفي الاخير ثورة الجنوب السلمية وجدت لتبقى ووجدت لتصل الى هدفها ووجدت ليكون لها شأن عظيم
ولن تتوقف وان تقهقرت او بدأ للبعض شئياً من ذلك ولكنها ستواصل وستنتصر في النهاية لان وجهتها
هكذا وهي مزودة بوقود من اقوى انواع الوقود على وجه الأرض انهُ وقود دماء الشهداء وصرخات الثكالى
وانين الجرحى والأسرى انها ثورة شعب وليست فرد او جماعة
اللهم ان هذا الشعب العربي في الجنوب تعرض لمؤامرات كبيرة في تاريخه بعضها ممن يحسبون
عليه وبعضها من اعدائه وبعضها خليط من اولائك ومن هؤلاء ولا يزال فاللهم انك تعلم ذلك وندعوك ان
تسهل لهذا الشعب أمر رشد وتخرج منهم من يحمل المهمة بكل صدق وعزيمة واخلاص يارب العالمين.