نعم، أصبحنا نكره الحق – طيب الله ثراك يا قاسم المنصوب !
بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : الأحد 21-03-2010 05:58 مساء
شبكة الطيف - بقلم : أبو فؤاد الشعيبي
قد يبدو عنوان العبارة مضللاً وقد يفهمه البعض بصورة خاطئة ولكن ما تتضمنه الجملة من معاني لا يجاوز الصواب إذا عرفنا المقصود بالحق هنا وهو الموت. نعم أصبحنا نكره الموت بل ونخافه للعديد من الأسباب ومنها أنه يخطف منا أحبائنا كما فعل صباح هذا اليوم مع أحد الأعزاء الأوفياء. ينعي الجنوب اليوم مصابه في فقد المناضل الجنوبي المخلص قاسم المنصوب.
قلب هذا الرجل كان صافياً ممتلئاً بحب الجنوب مخلصاً للقضية الجنوبية حتى الأعماق. كان وفياً في زمن ندر فيه الوفاء. وكان شديد الصدق والأمانة حتى أتهمه البعض بوجود خلل في قواه العقلية. فالصدق اليوم صار عملة نادرة وصار الصادق شخصاً مشبوهاً يلمز البعض ويغمزون من حوله.
لقد أتاحت لي الفرصة أن اعرف هذه الشخصية عن قرب وأتحدث معها، فلم أجد من يملأ جوانحه حب الجنوب مثله. بل أنه همس لي ذات مرة أنه يتمنى العودة إلى الجنوب ليناضل هناك ويخدم القضية ولكن الكثير والكثير من الأمور الدنيوية كبلته وقيدته.
حتى من الناحية الأسرية، كان كثير المسؤوليات وعطوفا على الأهل والأرحام. كان نعم الشخص. الألم يعتصرني حقاً وأنا اكتب كلمات النعي هذه ويزداد كرهي لحظة بعد أخرى للموت والموت علينا حق ولكل أجل كتاب.
أيها العزيز، أرجو من الله أن يتغمد روحك الطاهرة ويجزيك الخير عند ديان السماوات والأرض من لا يظلم عنده أحد. لقد ارتحت من هم الدنيا ولكن هل ارتاح الآن من كانوا يحاولون تشويه صورتك وإطلاق الأكاذيب والإدعاءات عليك لا لشيء إلا لإحساسهم أن صراحتك وإخلاصك وصدقك خطر عليهم وسيكشف نواياهم وأفعالهم الخبيثة.
فلتهنأ روحك وليرحمك الله تعالى ويغفر لك ويلهم أهلك وذويك وجميع أحبتك وأصدقائك الصبر والسلوان وأنا لله وإنا إليه راجعون.
وما المال والأهلون إلا ودائع ، ولابد يوماً أن ترد الودائع ،،، فلله ما أعطى ولله ما أخذ
|