عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-22, 02:50 AM   #3
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السّلامي مشاهدة المشاركة
تحية لك ياأبو عامر على ما أوردته من نقد لمكامن الضعف في نضالنا الجنوبي. مشكلتنا أن معظم قياداتنا السياسية الحالية وفي أعلى المستويات تعاني من عقدة عدم الثقه بالنفس . ربما تلك العقده تحصيل حاصل لسلوك من نجى من صراعات الجنوب في الماضي. لقد تخلصنا في الماضي من كل القيادات التي أتسمت بالثقة بالنفس.

الجنوب اليوم بحاجة لرجل بشخصية غاندي ، الجنوب اليوم وفي الغد محتاج لرجل بشخصية مانديلا. لكي ينتصر الجنوب على ثورتنا الجنوبية أن تولد من بطنها رجال مثل فيصل عبداللطيف وسالمين وعلي عنتر.

لا يمكن لحراكنا الجنوبي أن يولد مثل أولئك الرجال القادة ما لم تعتمد الثورة الجنوبية على ذاتها. منذ 94 وثقافتنا في النضال منقوصه لأنها تعتمد على الغير (على الخارج) . الثورات التي تعتمد على شعبها فقط هي التي تحقق النصر على الواقع والأمثلة كثيرة أمامنا ولسنا بحاجة لذكرها.

لدينا الالآف من المناضلين أمثال سالمين وعلى عنتر ولكننا صدرنا إلى نفوسهم وهم الأعتماد على الخارج. مثلنا مثل ذلك التلميذ المنحرف الذي يذهب للأمتحان وهو معول على الغش وتكون نتيجة غشه الفشل . فالتلميذ لم يفشل بسبب الغش بل بسبب فقدانه الثقه بنفسه وأنعدام الأيمان عند التلميذ "بأن من جد وجد ومن زرع حصد".

بعض مظاهر السلوك المناطقي في صفوف بعض القيادات ليس إلا تعبيرات عن عقليات تستجر الماضي ولا تعيش الحاضر ولا يمكن أن يحقق الجنوب أي نصر بمثل تلك العقليات وعلى حراكنا الجنوبي أن يقذف بهولاء إلى مؤخلرة الصفوف.

عندما تتجسد الثقة لدى قيادات الجنوب الحاليه بشعبهم فستمتلي قلوبهم بالحب لأبناء شعبهم وسيصبح الجنوب هو الوطن وهو القرية وهو القبيلة لكل منهم وستصل معظم القيادات إلى قناعة بأن مسيرة نضال شعبنا بحاجة إلى تكاتف الكل ولمساهمة الكل على قاعدة "الرجل المناسب في المكان المناسب" .

وخلاصة القول أنني شديد الأعتقاد وواثق 100% من أن معاناة شعبنا هي الكفيلة بخلق القادة الكبار الذين سيتحقق على أيديهم أنتصار شعب الجنوب وتحقيق أهدافه في التحرر والأستقلال. فالشعب الذي يقدم من بين أبنائه الشهداء يمكنه أن يفرز من أبنائه قيادات مسكونة بأرواح الشهداء . تلك القيادات أما أن نفضي لها الطريق وبكل تواضع " ورحم الله أمرئ عرف قدر نفسه" وأما سيفرضها شعبنا شئنا أم أبينا. من سيقف مع شعبه ومستعدآ للتضحية كما يضحي الشهداء هو من سيتقدم الصفوف كقائد لشعبنا الأبي ومن لم يمحي من نفسه عقد الماضي بما فيها عقدة الزعامه فسيرمي به شعبنا في مزبلة الماضي. أما مسيرة نضال شعب الجنوب فسيتحقق لها النصر المبين في التحرر والأستقلال بإذن الله تعالى.
بجد انت رهيب
لان مداخلتك التحليلية تنبهنا الى امور في غاية الاهمية.
فانعدام الثقة وتُمكّن الخوف والشك في الاخرين نتيجة منطقية لما حل في الجنوب وما عاصره اولئك من مشاكل جمة وكبيرة وقاسية جدا بكل تاكيد .
ولكن في المقابل هل استفاد اولئك من هذا خاصة وان الحال اليوم يغني عن السؤال؟
اتفق معك تماما وبدون ادنى شك بان الميدان والرهان على الشعب الجنوبي دون سواه هو الفيصل في الامر ويجب ان تكون له الاولوية والاهمية القصوى في اي نشاط او فعل يمكن ان نقوم به .
احيانا اقف مع نفسي واعمل في العقل قليلا وياخذني العجب من تفكيرنا في النظر الى الخارج .
فدولة كامريكا سقطت برهاناتها الكثيرة في عدد من بقاع العالم واخذت تبحث لها عن مخارج وحلول تحفظ ماء الوجه وحتى ذلك اعتقد لن تناله ونظن نحن انه ممكن ان يحقق لنا الخارج شيء بل وصل الحال بنا الى ان نشعر بالفرح والسعاد لمقال كتبه احدا من الناس اشار فيه الى الجنوب ونعلق امال طويلة وعريضة على مثل ذلك .
واعتقد هذا ايضا جزء من مشكلة عدم الثقة والشك برغم انه لا تبدو بشكل جلي .
في الجنوب طاقات كامنة موجودة في الاعماق تنتظر من يكشف عنها الغطاء او من يستثيرها واكبر خطاء نقع فيه اننا نراهن على العالم والعالم لن يقدم لنا شيء ان لم نقدمه لانفسنا .

اخ السلامي
اعتقد انه ايضا توجد مشكلة اخرى الى جانب ما ذكرت انت في مداخلتك الرائعة وما اشرنا اليه في مثالنا المتواضع وهي الصراع النفسي بين ان تذوب الشخصية الفردية في العمل والفعل العام ومابين البروز تحت فكرة انا هنا موجود وانا رقم صعب لايمكن تجاوزه .
ومن خلال التمعن بالاحداث التاريخية والجارية فلابد من وجود رمز لاي شعب او ثورة قد يكون فرد او جماعة ولكن لابد منه ولكن اكثر العقول نضوجا وحكمة والتي تخطط للمدى البعيد وباشكال استراتيجية غالبا غير معروفة وتعمل بتجرد لاجل الهدف او القضية السامية التي هم بصددها .
اعتقد اننا بحاجة الى مثل ذلك .
لك اصدق التحيات.
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس