متابعة الرسالة
رابعا
الإصلاح الزراعي
قال تعالى (( قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا...... الآيات من سورة يوسف))
ويعيب كثير من سفهاء الأحلام قانون الإصلاح الزراعي الذي سنه ابنا الجنوب الأحرار , وهم لايعلمون بان سنة الله
الكونية الثابتة في دفع مرادات الله الكونية كالمجاعات .... لاتكون إلا بنظام اقتصادي تكافلي تعاوني يضمن فيه الكل سد الحاجات الضرورية , ولعل هذا ما فعله الجنوبيون في قانون الإصلاح الزراعي على عكس المؤسسة الاحتكارية اليوم التي تحكم البلاد بعقيدة الرأسمالية الاحتكارية وحولت الشعب اليمني إلى مستجدين أقواتهم من الخارج وهم في بلد زراعي متعدد المناخ والمحاصيل
الأرض لمن يزرعها لا لمن يملكها
اتصلت ارادة ومصالح الإقطاعيون أبان فترة الاستعمار البريطاني ببريطانيا وكانوا يجلبون العبيد من أفريقيا لمزارعهم
ولا يعطونهم سوى القوت , وعندما قامت الثورة ملكت هؤلاء الناس بتحرير رقابهم من العبودية أولا ثم بتمكينهم من الاستغناء في مزارع تفي بحاجتهم لاتزيد مساحاتها على خمسة فدادين
التعاونيات الزراعية
لقد دخل إباءنا الجنوبيون التحدي مع الرأسمالية العالمية والتي كانت تراهن على فشل وانهيار الثورة والدولة الوليدة وكان لابد من تنظيم العمل الزراعي لتخطي تلك المرحلة الحرجة ,, على عكس اليوم والذي تحولت فيه مزارع اليمنيين إلى مزارعة القات باسم حرية المنافسة والاختيار وتحول الشعب اليمني إلى مستورد للحبوب بعد أن كان عكس ذلك كما كان في السابق
تبين السير أن عمر الفاروق في عام الرمادة قد سن القوانين التي تحقق المصلحة العامة والعظمى على المصالح الخاصة والصغرى وهو ما أدركه الجنوبيون في قانون الإصلاح الزراعي
خامسا
التربية والتعليم
تميزت تجربتهم بالتركيز على التربية الرجولية والمتمثلة بتقرير وترسيخ سنن النفي القولبة والعملية عقليا للامبريالية العالمية والرأسمالية الاحتكارية , وان كانت هناك أخطاء في المنهج الديني بتقرير الماركسية الملحدة إلا إننا نعترف بها وسوف لن نعود إلى الضلالات منها , ولا نمانع بالانتفاع بما يوافق النقل منها كما بينا في كتاب – الاشتراكية الانبعاث التجديدي للإرادة—
إن المؤسسة الاحتكارية التي تحكم البلاد اليوم تؤسس مناهج التربية والتعليم على تقرير وترسيخ سنن الإثبات القولبة والعملية أكثر من سنن النفي القولبة والعملية فجعلت الشعب اليمني وقبائله والمتميز بنخوته ورجولته امة يغلب عليها الماسوشية
سادسا
السياسة الخارجية
إن العالم اليوم في تعاملاته السياسية الخارجية يبحث عن دولة تحترم العهود والمواثيق والاتفاقات التي تعقدها مع الآخرين ولقد اتصفت تجربة الجنوبيين بذلك.
لقد تحالف الجنوبيون مع المعسكر الشرقي والذي أثبتت الأيام بأنه الاخف والاقل ضررا على الامة العربية
قال تعالى(( الم غلبت الروم...... الآيات من سورة الروم)) حيث تبين هذه الآيات كيف أن هناك من هو اقل واخف ضررا من آخر يمكن التحالف معه والتعاطف معه
إن الشكوى التي يشتكي منها الغرب والشرق في تعاملهم مع الدولة اليمنية الحالية هو عدم التزامها دائما بالاتفاقيات والعهود وتنصلها بما تتعهد به , ويكفي إن اسرد نكته طريفة في هذا المقام وهي إن الحكومة الامربكية سلمت لوزارة الدفاع اليمنية كمية من الأسلحة ضمن سلم اتفاقيات مكافحة الإرهاب ... حتى تتفاجىء الحكومة الأمريكية من خلال التحقيقات في هجوم جدة الإرهابي أن بعض من قطع السلاح المستخدم مع الإرهابيين يعود إلى تلك العطية التي منحتها الحكومة الأمريكية لوزارة الدفاع اليمنية
سابعا
تأميم الممتلكات
يجمع الفقهاء على انه إذا جاع المسلمون فلا مال لأحد..... واضطر الجنوبيون إلى تأميم الممتلكات وإعطاء الحق المقيد في الامتلاك بعقود الانتفاع والتي تمنح الحق المقيد للامتلاك على عكس المؤسسة الاحتكارية والتي أعطت الحق المطلق في الامتلاك بعد حرب 1994
ثامنا
السياسة الداخلية
اقام الجنوبيون دولة ذات سيادة وقانون , ففي الوقت الذي عجز فيه البريطانيون خلال أكثر من مائة عام من إخضاع الأراضي الجنوبية لدولة انجلترا العظمى آنذاك , تمكن فيه الجنوبيين من إخضاع كل كيلومتر مربع لدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية
إن الحقائق تبرهن على أن الجنوبيين رجال دولة وسيادة وقانون ,’ ويمتثلون للقانون ولا يميلون إلى الالتفاف والتحايل على الثوابت القانونية والسيادية
ثامنا
السياسة الداخلية والخارجية( التواطؤ بين القول والعمل)
ولعل هذا ما كان مميزا في شاكلة أهل الجنوب بنبذهم الإرجاء العقلي وميلهم إلى الوضوح والمصداقية, ولعل أهم ما يطلبه ويتطلبه في العلاقات بين الدول هو الحاجة للتعامل مع أناس يظهرون ما يبطنون
إن هذه لمحة موجزة وقصيرة تكشف عن شاكلة أهل الجنوب والذي استطاع رموز المؤسسة الاحتكارية اليوم من إظهارها بمظهر التهور والرعونة وشوهوا معالم الرجولة الحسية والمعنوية المميزة لأهل الجنوب باسم الاشتراكية وإقناع الناس مطلقا أنها قرينة الكفر والإلحاد
لقد استطاعت المؤسسة الاحتكارية اسريا وقبليا ونفعيا على بلاد اليمن من تشويه تجربة الجنوبيين باستخدام المؤسسات الدينية والروحية والمذهبية والقبلية وإقناع الناس بان كلمة اشتراكية مطلقا هي قرينة الكفر والإلحاد
إن صريح العقل لايتعارض مع صحيح النقل كما يقرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله , وما وقع عند الجنوبيين من عقل صريح إنما يتوافق مع مرادات الله الكونية والتي أصاب البعض منها مرادات الله الشرعية
إن الحاجة ماسة اليوم لتخطي عقدة الإثم التي وقع فيها الجنوبيين اليوم من كلمة الاشتراكية بتقرير ما وافق منها الحق بإثباته ونفي ما عارض وضاد الحق بطمسه , ولعل هذا بالذات ما أردته بهذا الإجمال
انني ادعوا قيادة الحزب الاشتراكي بالاخذ بجد باهمية البحث في الادلة الكونية والشرعية النقلية والعقلية والتي تساعد على فكفكة العقد التي ترسخت في الناس عامة حول الاشتراكية مستفيدين بالتجربة الامريكية التي عملت فيها الادارة الحالية على تشكيل مؤسسات بحثية تسعى في تحسين صورة الامريكيين امام العالم باالرغم من سوءها بسبب العراق ومواقف الادارة الحالية من القضية االفلسطينية
ان الناس باتت مستيقنة من فساد واحتكارية المؤسسة الحالية وتنظر الى الجنوبيين ولكنها لم تتمكن من تجاوز عقد الذنب والاثم تلك العقد التي رسختها المؤسسة الاحتكارية بحيث جعلت ا تجربة الجنوب قرينة الكفر والالحاد مطلقا عند الناس
انها منطقية محترمة ان تعمل على الاعتراف باخطاءك التي وقعت فيها والعمل على تصحيحها وتحسين صورتك عند الاخرين .
الباب الثالث
الوحدة
ظل الجنوبيون يرددون
لنناضل من اجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية أكثر من عشرين عاما
ودخلوا الوحدة بمصداقية ورضوا بان يكونوا على حال يكون فيه رئيس البلاد علي سالم البيض نائبا لرئيس الجمهورية اليمنية
إن الجنوبيين اليوم منقسمون أمام الوحدة اليمنية الى
1- جماعة الاتصال
2- جماعة الانفصال
أولا جماعة الاتصال
قال تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا))
ويحتج الاتصاليون بحجة الاعتصام الكوني والذي تقتضيه مصلحة المرحلة كقولهم أن هناك مؤامرة خارجية متمثلة بأجندة أمريكية بريطانية في تشطير اليمن إلى ثلاث دول أو ربما أكثر , ويلزم على الكل الاصطفاف صفا واحدا بالتغاضي عن الأخطاء والفساد في المؤسسة الاحتكارية التي تحكم البلاد
ثانيا جماعة الانفصال
قال تعالى (( واعتزلهم وما يعبدون من دون الله))
ويحتج الانفصاليون بحجة بسيطة وهي إن الخلافة العثمانية لما تميزت في آخر عهدها بالجهل والغي والفساد كان من الإمام محمد بن عبدا لوهاب رحمه الله والملك عبدا لعزيز بن سعود رحمه الله أن جنحوا إلى الخروج على الخلافة الواحدة مع أن الحقائق تبرهن اليوم بان ثمة أجندة بريطانية وغربية بشكل عام دفعت بالموضوع نحو تشكيل الدول الإسلامية الموجودة اليوم ... ولكن بسبب أن الخلافة العثمانية أصبحت في آخر أمرها يغلب عليها الخبث الفاسد أكثر من الطيب الصالح ولا يرجى إصلاحه إلا بالبتر والانفصال فكان ما كان
ان حجة الاعتصام الكوني والتي يجنح االيها الشيخ عبدالمجيد الزنداني مبنية على اساس فقه الموازنات المتعلق بسنن الميزان والذي يقتضي احتما ل ادنى المفسدتين بالعمل بالمفسدة الصغرى حيث يرون ان الانفصال هو المفسدة الكبرى وان الوحدة في ظل المؤسسة الاحتكارية الفاسدة التي تحكم اليمن مع خصوصية االظرف الراهن هومفسدة صغرى
اما جماعة الانفصال فيعتبرون ان الانفصال سنه من سنن الله الكونيه والشرعية حيث شرع الله الهجرة والاعتزال من مواضع الخبث والفساد وهي كائنة – أي الهجرة والاعتزال—الى يوم القيامة لانه ليس كل اتحاد ووحدة يكون محمودا
والذي أراه هو انه ليس أمام المؤسسة الاحتكارية التي تحكم اليوم بعقيدة الأسرة والقبيلة والانتفاع ألعصاباتي خيارات لاتخرج عن مايلي
1-اعتماد تجربة الجنوبيين السابقة قولا وعملا للخروج من الأزمة الراهنة
2—اعتماد الكلمة السواء والتي هي وثيقة العهد والاتفاق
3—الانفصال
إن الحقيقة تكون أحيانا مرة ولكن لابد من قولها وسماعها عند الرغبة الصادقة لايجاد الحلول , والمشكلة في الحكومة الحالية التي تحكم اليمن انها لم تستطيع ان تتطور وتتخلص من العقيدة التاريخية للصراع الذي كان سائدا بين سبأ وحمير .. فتجدهم ينطلقون في التعامل مع المحافظات الحنوبية على اساس الصراع الذي كان بين سبأ وحمير , فيرون ان الدولة الكائنة بيدهم اليوم انما هي تجسيد لانتصار السبأئيين على الحميريين
الاستعمار
قال تعالى (( هو انشاءكم من الأرض واستعمركم فيها ))
قال ابن كثير رحمه الله
استعمركم فيها – أي جعلكم عمارا تعمرونها وتستغلونها
والاستعمار ينقسم إلى
1- الاستعمار الحسي الذي يكتفي المستعمر باستغلال الحسيات المادية من موارد وثروات دون التدخل في معنويات الناس من عقائد وثقافات....
2- الاستعمار المعنوي الذي يكتفي بالهيمنة المعنوية على قلبيات وعقليات ونفسيات الناس
3- الاستعمار الحسي والمعنوي الذي يجمع المعنيين السابقين
وعلى هذا الأساس فالاستعمار إما أن يكون
1- محمودا
2- مذموما
3- محمودا ومذموما بنسب معينة
وتتحدد درجات محمود يته ومذموميته بموافقتها لسنن الله الكونية والشرعية , ومن هذا الأصل فان الاستعمار البريطاني الذي استعمر العالم ومنها عدن لايمكن الإطلاق بمحمود يته مطلقا وبمذموميته مطلقا , ولكن الامر بين هذا وذاك والله اعلم
ان ثورة الرابع عشر من اكتوبر على الاستعمار البريطاني هي ثورة وطنية ونعتز بها وتقر بها المواثيق الدولية والتي تستجيز للشعوب الكفاح من اجل نيل الاستقلال
ان الجنوبيين باتوا يشعرون اليوم انهم تحت حكم مستعمر , وهذا الذي نخشاه من تراكم هذا الشعور فيترسخ فيهم يوما بعد يوم وهو ما لا نريده ولانتمناه . ان الفرصة لازالت في متناول اليد عند الرغبة الصادقة في الاصلاح والتغيير نحو الاحسن
|