قبل الخوض في التعقيب عن استاذنا القدير والمؤرخ الجنوبي المرحوم محمد عبدالقادر بامطرف ..
لا بد ان نعطي نبذة تاريخية عن هذا العلم الجنوبي الذي تجنيتوا عليه دون معرفة أي خلفية عنه .
فهو يعتبر من أعلام الأدب والتأليف والفكر والبحث التاريخي، ومن قلائل الكتاب الذين ربطوا ربطاً وثيقاًُ بين المعرفة وبين الحياة ودرس وتعمق في البحث التاريخي والتأليف الأدبي وترك سلسلة من الأبحاث والمؤلفات والكتابات الأدبية في شتى مجالات الفكر والثقافة والفنون، والتي وضعت اسمه بأحرف مضيئة بين أعلام الجنوب ، ولازالت مؤلفاته وآراؤه مرجعاً لكل باحث ودارس في الوطن العربي وفي العالم لمن يريد الاطلاع على التاريخ .
ولد في الشحر عام 1915 م
درس دراسته الاولية في مدرسة مكارم الاخلاق وتلقى دراسته الثانوية بعدن
حصل على دراسة الشهادة التجارية بغرفة التجارة بلندن عام 1935 م
تلقى دورة في الاختزال والطباعة السريعة والترجمة في جامعة كامبردج
عمل مترجما مع سيف الاسلام اثناء زيارته لبريطانيا 1937 م
عمل موظفا في ادارة الاستشارة البريطانية من عام 1939 الى عام 1949 م ..
حصل على دورة تدريبية في الادارة العامة في جامعة الخرطوم بالسودان ..
قام بفهرسة المكتبة السلطانية عند تأسيسها قبل الاستقلال
تحول عمله الى الحكومة القعيطية من عام 1950 م الى 1963 م
له الكثير من المؤلفات منها ( الجامع ، الشهداء السبعة ، في سبيل الحكم ، لمحات من تاريخ سوقطرة ، معجم الامثال والاصلاحات العامية في حضرموت والكثير من المؤلفات الاخرى ) .
له العديد من الدراسات الادبية والتاريخية من بينها ( دراسة عن شعر الغزل عند المحضار ودراسة شعر الاستاذ حسين محمد البار وكتب المسرحية والقصة القصيرة ) والكثير الكثير من الاسهامات الصحفية التي كانت تصدر قبل الاستقلال .
وبعد هذه النبذة التاريخية المختصرة عن اديبنا القدير محمد عبدالقادر بامطرف أضم صوتي الى صوت العضو بالمنتدى ابن خلدون الحضرمي
و اسمحو لي ايضا ان اقول لكم يجب ان يكون لديكم خلفية عن الاعلام الجنوبية او عن أي موضوع تتحدثون فيه اما الحديث لاجل الحديث فهذا شيئا مرفوضا فاذا كنتم تجهلون ادباؤكم وعلماؤكم ومؤرخيكم الجنوبيين فكيف ستدافعون عن وطن .
فهذه الهامة والشخصية الجنوبية الشامخة التي يجب ان نفتخر بها لا ان نتجنى عليها
هذه الشخصية التاريخية التي كانت تفند وتفصل التاريخ الجنوبي وتاريخ الجزيرة العربية والانساب والقبائل الجنوبية في كتبه مما جعل الرموز الحزبية والقومية بعد الاستقلال تقوم باحراق الكثير من مؤلفاته التاريخية وطمسها لاجل اخفاء حقيقة الكتب التي كانت تكشف وتفند تاريخ الجنوب ودوله والتي كانت لم يرضى بها مدعي القومية والحزبية بعد الاستقلال وحتى يثبتوا ان اليمن واحد لا جنوب ولا شمال .
وقد عانى المؤرخ محمد عبدالقادر الكثير نتيجة هذه الحقائق والكتابات التاريخية بعد كل هذا الا تستحق هذه الشخصية مننا كل التقدير بل والتكريم فالمفروض ان نفتخر بها لا ان نشوه سمعته الان .
والدليل على انكم تجهلون هذا الرجل وتاريخه انكم قلتم انه اصدر كتابا جديدا وانه مع السلطة والرجل توفي منذ 22 عاما وكتابه تم تأليفه منذ نعومة اظفاركم .
وللمعلومة :
بان ابناء الجنوب كانوا متعلمين فكان الامام يستدعي المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف للترجمة وهذا دليل على جهل ابناء اليمن في تلك الفترة .
وعندما كان يستدعيه الامام للترجمة كان يقول المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف ( انا مسافر الى بلاد اليمن لم يقل للشمال ) وهذا سمعناه من الكثيرين المقربين منه وهذا دليل على ان اليمن يمنا والجنوب جنوبا عربيا .
فتعقلوا يا اخوة قبل ان تهاجموا وتطعنوا من الخلف من لا تعلمون عنه شيئا واعتقد بعد كل هذا التوضيح الا تستحق هذه الشخصية العظيمة منكم الاعتذار عما تجنيتوا وتطاولتوا عليه .
تحية لاستاذنا القدير المرحوم محمد عبدالقادر بامطرف الذي نعتز به كشخصية ادبية جنوبية ومرجعية تاريخية نادرة بلغ صيتها أصقاع المعمورة .