[عبدالله السنمي]

اعتقد ان الشيخ طارق الفضلي لم يكن لديه خيار غير هذا الموقف ، كما سموها الهدنة
لان الوضع كان مازوما حول قصره والتهديد كان وشيكا على حياته ، وكان تدخل الاطراف القريبه منه قد توصلت الى هذا الحل ليخرج الطرفين بنوع من الحل المعقول .
ولا يمكن لعاقل ان يتصور انه كان على الفضلي مواجهة الموقف بغير هكذا وهو أهون الشرور .
وأما المشهد العام للجنوب ، وما يعتريه من هجوم عسكري وحصار في الضالع ولحج وعدن ، ، دون أن يقابله تحرك من بقية المدن وإشغال قوات الامن والتخفيف عن المدن المحاصرة ، هذا المشهد الغير سار انما هو انعكاس لحالة قادة الحراك من التشظي والتشرذم وعدم وجود قاعدة مشتركة من التفاهم والتنسيق لمواجهة مثل هكذا مواقف .
ولذلك لم يكن هذا الوضع مفاجىء لنا بقدر ما يمثل ويعكس تلك الحالة المزرية والعلاقة الغير سوية بين قادة الحراك من عدن الى شبوة مرورا بكل محافظات الجنوب .
ولكن الأكيد أن هذا الوضع المتفجر والمتوتر لن تجني منه السلطة اليمنية الا مزيدا من المشاكل والتصعيد
وهذا الوضع أيضا يؤكد للقادة الجنوبيين ان عليهم الخروج من أزمتهم وانطوائهم في متاريس عقيمة الى ساحة الحوار الجنوبي الجنوبي وتحمل المسؤولية الوطنية لعقد مؤتمر جامع لكل القوى الجنوبية بروح وطنية يسودها التصالح والتسامح بكل ما تعنيه هذه الفكرة من معنى والتخلي عن الافكار المعلبة الفاسدة ولا يمكن ان يلقموها لشعبنا وتسميمه بها دون وعي .
آن الأوان ان نتسوعب الدرس ونواجه الحقائق بالمنطق والعقل ونبحث في دواخلنا ماذا نريد ، ؟
هل نريد الاستقلال من هذه الورطة أم هي شعارات وخطابات ونحن في الحقيقة أسيري الانانيات والفكر المتخلف .