قراءة سريعة للإتفاق "الهدنة" تظهر أن الطرفان كانا بحاجة لها للخروج من المأزق الذي وجدا نفسيهما متورطين فيه!!!
الفضلي لن يكسب معركة عسكرية الآن ضد نظام صنعاء بسبب الفارق الكبير في العدد و العتاد خاصة و أنه في بيت في وسط مدينة دون أي تحصينات حقيقية و أيضا بسبب التشتت الذي لا زال الحراك يعيشه و عدم إمتلاكه لجناح عسكري مستعد و قادر على فتح جبهات قتال في طول و عرض البلاد تفقد المحتل زمام المبادرة!!
نظام صنعاء أيضا ليس في صالحه أن يتورط في مواجهة عسكرية في الجنوب في وقت لم يؤمًن فيه جبهة صعدة بعد.... و أيضا في وقت تراقب فيه الدول المانحة و خاصة الدول الغربية كل خطواته في الداخل لتقرر على ضوئها سبل دعمه في أزمته الحالية!!! الغرب و بالذات أمريكا لن تسمح لعلى عبدالله صالح بأن يفتح جبهة عسكرية ضد الحراك في الوقت الذي يستلم فيه الدعم من أجل محاربة القاعدة.
الإتفاق بشكل عام يعتبر مكسب للحراك... كما أشار بن لزرق, سلطة صنعاء أجبرت و لأول مرة على التفاوض مع الحراك بعيدا عن شروطها... و لكنه مكسب مرحلي!!
في رأيي الشخصي أن مسألة تحديد من هو المنتصر و من الخاسر سابقة لأوانها.... فقط الأيام القادمة هي الكفيلة بأن تظهر لنا من هو المنتصر... لأن المنتصر الحقيقي هو من يستطيع أن يوظف هذا الإتفاق لصالحه... هل هو الحراك أم المحتل؟ الأيام القادمة هي الكفيلة بالإجابة على هذا السؤال.
و حتى ذلك الوقت, إسمحوا لي أن أذكركم بأول هدنة تمت بين الحوثيين و نظام صنعاء.... الهدنة كانت لصالح الطرف الذي إستطاع أن يستغل الوقت الذي منحته الهدنة من أجل الإستعداد للجولة التالية و قد كانت الهدنة الأولى و كل ما تبعها لصالح الحوثيين لأنهم إستطاعوا أن يستفيدوا منها و يقوا شركتهم و يردوا الصاع صاعين و أكثر!!
السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو.... هل نستطيع أن نستفيد من هذه الهدنة كما فعل الحوثيون أم سننهمك في نهش بعضنا البعض؟؟
__________________
درة الجنوب ...... الشهيد الطفل عبدالحكيم الحريري
|