الحفاظ على حياة السلطان طارق الفضلي واجب تحتمه علينا قضية الجنوب العادلة التي أصبح الفضلي رمزها الميداني الجري المؤمن بعدالة قضية شعبه في الحرية والأستقلال. لقد أصبح الفضلي المستهدف رقم واحد من قبل النظام وبمباركة بعض القوى السياسية بما فيها قوى الحراك المختلفة مع الأتجاه الذي يمثله الفضلي والمتبني أتجاه أستعادة دولة الجنوب الذي ينادي به البيض منذ 94 وللأسباب التالية:
1. لقد تم الضغط على البيض في الخارج للتراجع عن دعوته لفك الارتباط ، وعند ما رفض تم أقناع أطراف جنوبيه لتأخذ الزعامة للقضية الجنوبية من خلال تبني الفدرالية التي تراها بعض القوى الخارجية حلا مناسبا لكل اليمن في الوضع الراهن.
2. في الداخل تم إفشال كل محاولات توحيد الحراك بل وتم ركب موجة الحراك والأستيلاء على زعامته من قبل قوى سياسية لا تؤمن أصلا بدعوة البيض لفك الأرتباط بل تحمل بدائل أتضح موخرا أن الفيدرالية واحد منها.
3. جاء الفضلي والشيخ عبدالرب وبنان ليعززوا اتجاه البيض في قيادة الحراك، وأصبحت وحدة الحراك مستحيلة في ظل جناحين مختلفين في الرؤية تجاه حل القضية الجنوبية.
4. حسم البيض صراع الزعامات من خلال دعوته لأبناء الجنوب في الخروج للمطالبة بالاستقلال وحق تقرير المصير. وقد لبت الجماهير دعوة البيض معلنة للملا وللعالم الخارجي بأن لا وصي على شعب الجنوب سوى من يقفون مع حقه في الاستقلال واستعادة دولته.
5. مثل الفضلي القائد الميداني الجرئ المناصر للبيض في الداخل كما غطى الفراق الذي تركه باعوم وأوقف خطط السلطة والأحزاب للسيطرة على قيادة الحراك في الداخل وحرفه عن مسار ه وهدفه في استعادة الدولة الجنوبية.
6. ترى السلطة وأصحاب الحلول الوسط بأنه إذا ما تم التخلص من الفضلي فستكون زعامة الحراك في الداخل شاغر بيدهم وسيعينون فيه زعيم آخر مختلف معا توجه البيض وبهذه الطريقة سيتم سحب البساط عن البيض وتحجيمه بحيث تصبح دعوات الأنفصال حلم صعب المنال لدى من آمن بها من جماهير الجنوب . وسيتم التعامل خارجيا وداخليا مع القيادة الوحدوية الجديدة للحراك وسيخصصون لها جزء من الدعم الإقليمي والسياسي ولكن ذلك في الأخير سيبقي الجنوب تحت الاحتلال على الأقل فيما يخص ثرواته وطمس هويته.
مما تقدم نفهم معاني الحملات الإعلامية المسعورة ضد الفضلي من صحف النظام والمعارضة على حد سواء ونفهم الصمت المريب من بعض قوى الحراك مما يدور بأبين وكأن الأمر ل يعنيهم.
صمود الفضلي في أبين وبين أهله هو القرار الصحيح وعلى كل من يقف مع استقلال الجنوب من المهرة إلى بأب المندب أن يقفوا إلى جانب الفضلي علانية. كما أن المرحلة الحالية خطيرة جدا فمن يعتقدون بإمكانية وحدة الحراك بقياداته الحالية واهمون. وعلى القيادات المؤمنة باستعادة الدولة أن تفرز نفسها وتشكل قيادة لاتجاه البيض في كل الجنوب لتدافع عن نفسها واتجاهها ولتقود الجماهير الواسعة المؤيدة للاستقلال.
إذا ما ضرب الفضلي فسيضرب كل المنادين بالاستقلال . وسيتم تحويل نضال الجماهير بالاتجاه الذي يراه من يتزعم تلك الجماهير وليس بالضرورة بما تريده الجماهير.
التعديل الأخير تم بواسطة السّلامي ; 2010-03-05 الساعة 01:29 AM
|