لم نتوقع من مؤتمر الرياض شئ يخص القضية الجنوبية. والسبب هو فهمنا بأن القضية الجنوبية أكبر من مؤتمر الرياض. القضية الجنوبيه قضية سياسية ، ولانها كذلك فهي لا تدخل ضمن أختصاصات العرب ، فممنوع عليهم أبداء أي رأي بصددها سوى كانوا معها أو ضدها. الخارطة السياسية للوطن العربي الذي يشكلها هي القوى العظمى. لذلك علينا العمل مع الكبار أما الصغار فسيان ركلناهم أو توددنا لهم فلن ينفعونا أو يضرونا بشئ.
لو كان الأمور بيد العرب لالتهمت السعودية قطر ولانفصلت دبي عن أبو ظبي ولبقت العراق في الكويت، وسوريا في لبنان ،وفتح في غزه ،.....الخ.
ومع ذلك نشعر أن معظم الدول العربية متعاطفة مع الجنوب ولكنهم ملزمون حسب ما تمليه الأعراف الدبلوماسية بالتعامل مع ما هو موجود على الواقع اليمني. فعندما يقولون أنهم يدعمون الوحدة ، ليس بالضرورة أن يفسر ذلك بأنهم يدعمون نظام علي تفله، وأنما ذلك ما تمليه الأعراف الدبلوماسية.
ومن جانب آخر ، تجد الأشارة تجد الأشارة إلى أن الكبار هم من يحق لهم الخروج عن الأعراف الدبلوماسية . وقد شهدنا كيف جاءت دعوة مؤتمر لندن بدون علم اليمن . فلو أن المجتمع الدولي مع الوحدة لما حصلت حرب 94 ولما برزت القضية الجنوبية ولما حصل مؤتمر لندن.
من ذلك نستنتج أن الوحدة الحالية ستموت وسيموت بعدها ولمئات من السنيين التفكير بالوحدة في العالم العربي وذلك هو ما يريد اللاعبون الكبار أن نتوصل إليه وبقناعة من أنفسنا بعد أن نتجرع من المعاناة ما يكفينا في المستقبل للتعامل بما تمليه علينا عقولنا وليس عواطفنا.
|