اليمن: استمرار التظاهرات في الجنوب
والسلطات أعلنت اعتقال 27 ناشطاً
تلميذات يتظاهرن في محافظة لحج أمس. ("النهار")صنعاء - من أبو بكر عبدالله:
استمرت لليوم الثاني تظاهرات الاحتجاج في المحافظات الجنوبية اليمنية التي دعا اليها نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض المقيم في المنفى، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الرياض في شأن اليمن، لحمل الدول المشاركة فيه على دعم مطالب يتبناها "الحراك الجنوبي" بالانفصال، فيما أعلنت وزارة الداخلية اليمنية اعتقال 27 شخصا "من الخارجين على القانون على خلفية تورطهم في أعمال شغب وفوضي استهدفت زعزعة الأمن والاستقرار".
وسير "الحراك الجنوبي" المنادي بالانفصال الأحد تظاهرات في عدد من المناطق بمحافظات الضالع ولحج وأبين وحضرموت بمشاركة الآلاف، الذين جابوا الشوارع رافعين أعلام دولة الجنوب السابقة ورايات خضرا، إلى لافتتات تطالب بـ"فك الارتباط"، كما تطالب الدول المشاركة في مؤتمر الرياض لدعم مطالب الجنوبيين بتقرير المصير.
وقال مشاركون، إن هذه التظاهرات كانت الأكبر من نوعها بعدما دفعت مكونات "الحراك الجنوبي" بآلاف النساء وتلاميذ المدارس للمشاركة فيها في أطار ما سموه عصيانا مدنيا، وسط توتر خلفته الإجراءات الأمنية التي اتخذتها صنعاء في المحافظات المعنية.
وشهدت محافظة الضالع التي أعلنت فيها السلطات حال طوارئ، أكبر مسيرة من نوعها شارك فيها الآلاف الذين جابوا الشوارع حاملين رايات خضرا وصور علي سالم البيض وهم يهتفون: "برع يا استعمار برع"، "ثورة ثورة يا جنوب".
وروى شهود ان اشتباكات حصلت بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي حاولت تفريقهم باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء، مما أدى إلى إصابة متظاهر فيما أكد مسؤول محلي أن المتظاهرين حاولوا قطع الطريق العام بالحجار والإطارات المشتعلة التي غطى دخانها سماء مدينة الضالع.
وقال ناشطون في "الحراك الجنوبي: "ان السلطات فصلت خدمة الاتصالات اللاسلكية عن الضالع لليوم الثاني، فيما واصلت دوريات الشرطة والجيش إقفال منافذ المحافظة ومنع أي مواطنين من خارجها من الدخول.
وسارت في مدينة زنجبار بمحافظة أبين تظاهرات شارك فيها الآلاف، الذين احتشدوا ظهرا في مهرجان احتجاج تخلله إحراق مجسم يحمل صورة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وواصلت المحال التجارية والمرافق وبعض المدارس إقفال أبوابها استجابة للدعوة الى العصيان المدني.
وفي محافظتي حضرموت ولحج شارك الآلاف في تظاهرات احتجاج بالتوازي مع تظاهرات لتلميذات المدارس اللواتي جبن شوارع محافظة لحج حاملات أعلام دولة الجنوب ورايات خضر ومرددات شعارات مناوئة للوحدة وتطالب بـ"فك الارتباط". وشوهدت بعضهن يحملن أسلحة.
واتهمت وزارة الداخلية في بيان المعتقلين الـ27 بالمشاركة في مسيرات غير مرخصة وقطع الطرق واطلاق شعارات مسيئة الى الوحدة وتحض على الكراهية وإثارة الشغب والفوضى وتعهدت مواصلة ملاحقة المتورطين.
وقالت إن "العديد من المناطق في محافظات أبين ولحج وحضرموت قد أدارت ظهرها لعناصر التخريب والفوضى" متهمة الحراك بارتكاب "أعمال تخريبية تهدف إلى زعزعة الأمن".
وأكد مدير أمن محافظة الضالع العميد غازي علي محسن أن أجهزة الأمن "تمكنت من منع وتفريق عدد من العناصر العابثة حاولت القيام بأعمال الفوضى والشغب"، مشيرا إلى أن "المعتقلين ضبطوا وفي حوزتهم أسلحة وأعلام شطرية وشعارات تدعو الى المساس بالوحدة".
وكانت التظاهرات في المحافظات الجنوبية محور محادثات جمعت نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية رشاد محمد العليمي والسفير الألماني في صنعاء ميكائيل كلور بيرشتولد والسفير البريطاني تيم تورلوت، غير أن وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، قالت إن الجانبين بحثا في التعاون الثنائي في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب.
وحذرت دوائر سياسية من تفاقم الأزمة في المحافظات الجنوبية، منتقدة ما سمته "حرب الرسائل" بين قيادات المعارضة في الخارج والسلطات اليمنية. وقالت "إن معارضة الخارج لم تعد تهتم بسوى توجيه رسائل إلى صنعاء، بان المحافظات الجنوبية باتت اليوم تحت سيطرة قوى الحراك الجنوبي".
http://www.annahar.com/content.php?p...arab&day=M on