
2010-02-28 02:52:55 UAE إغلاق محلات ومظاهر عصيان ومواجهات وإصابات في أبين «الحراك الجنوبي» يتحدى «الطوارئ» برايات خضراء

تحدى المئات من أنصار الحراك الجنوبي في اليمن أمس إعلان حالة الطوارئ في مدينة الضالع وساروا في مسيرات رفعت رايات خضراء استجابة للدعوة التي أطلقها نائب الرئيس السابق علي سالم البيض كما شهدت عدة مدن أخرى مسيرات مماثلة وسط مظاهر عصيان مدني في بعض المناطق، ومواجهات مع رجال الأمن أوقعت إصابتين في أبين.
وقال شهود عيان إن المئات تظاهروا في مدينة الضالع، ومثلهم في ردفان، ورددوا شعارات انفصالية، ورافعين أعلاما تشطيرية ورايات خضراء، فيما انتشرت قوات الشرطة بكثافة في شوارع المدينة وعند مداخلها ومنعت مرور السيارات.
وطبقا لماذكر الشهود سار المتظاهرون على الأقدام حتى ملعب الصمود وسط المدينة حيث أقيم مهرجانا اختصر وقته بسبب الكثافة الأمنية، خصوصا بعد اشتباكات مسلحة وقعت بين قوات الأمن ومسلحين من الحراك أرادوا تحدي الشرطة والدخول إلى المدينة عنوة.
وألقى القيادي في الحراك شلال علي شائع كلمة قال فيها إن المسيرات التي خرجت جاءت تلبية للدعوة التي وجهها البيض للخروج لإيصال رسالتهم لمؤتمر الرياض وللعالم أجمع، وأكد المضي خلف البيض حتى تحقيق المطالب العادلة لأبناء الجنوب، مطالبا مؤتمر الرياض الالتفات لمطالبهم المشروعة.
وفي مديرية ردفان في محافظة لحج، حاصرت قوات الأمن المحتجين في منصة الاحتفالات حيث أقيم مهرجانا ألقى خلاله النائب الاشتراكي ناصر الخبجي كلمة أعلن فيها إصرارهم على الانفصال، وحذر من دعم السلطات تحت مبرر مواجهة الإرهاب. وفي محافظة أبين، أصيب شخصان أثناء قيام عناصر الحراك بقطع طريق الكود في محافظة أبين.
وقالت المصادر إن الشخصين أصيبا برصاص الأمن الذي تمكن من تفريق المتظاهرين الذين قاموا بقطع الطريق العام. وفي مدينة زنجبار أغلقت المحلات التجارية بشكل كامل استجابة لدعوة طارق الفضلي بتنفيذ عصيان مدني في المنطقة. وألقى الفضلي كلمة دعا فيها أبناء الجنوب إلى التلاحم، وشدد على أن «لا خلافات مع أبناء المحافظات الشمالية، وإنما خلافهم مع النظام الحاكم».
وفي مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، أغلقت المحلات التجارية بشكل كامل، كما شلت حركة المواصلات. وقال شهود عيان إن عشرات المواطنين تجمعوا في الشارع العام، وقام الأمن بتفريقهم بقنابل مسيلات الدموع والرصاص الحي.
أما في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج فقالت المصادر إن الشرطة فرضت طوقاً أمنياً حول المدينة تحسبا لخروج تظاهرات وقد أدى الانتشار الأمني إلى تخوف مالكي المحلات والبسطات وقاموا بإغلاقها تحسبا لأي شغب وفوضى.
وكانت السلطات فرضت حظرا للتجول في الضالع مساء الجمعة ضمن إجراءات فرضت في إطار حالة الطوارئ.
وشمل الإغلاق جميع المداخل الرئيسية والجانبية للمدينة ومنع دخول الخارجين على القانون ومنع المظاهرات والتجمعات غير المرخص بإقامتها. وقال مصدر حكومي إن هذا الإجراء اتخذ تحسبا لأي إعمال مخلة بالنظام والقانون داخل المديرية.
وشمل إعلان حالة الطوارئ رفع درجة الجاهزية والاستعداد واليقظة لدى جميع الجهات الرسمية.
ووجّهت الجهات الرسمية نداءً للمسافرين عبر طريق الضالع عدن نصحتهم فيه بتغيير طريق سفرهم حرصا على أمنهم وسلامتهم، في مؤشر على توقع حدوث أعمال عنف.
الرياض: اليمن نال مليار دولار لمشاريع تنمية
بدأت الدول الرئيسية المانحة لليمن في العاصمة السعودية الرياض أمس اجتماعا تركز على تقديم مساعدات مالية لصنعاء التي تواجه العديد من الصعوبات منها تصاعد تهديد «تنظيم القاعدة» والمتمردين الشماليين والانفصاليين في الجنوب وسط شكوك غربية في توجيه أموال الدعم إلى مشاريع تنموية حقيقية..
في وقت أعلنت المملكة العربية السعودية استكمال تخصيص مبلغ التعهد المقدم لليمن في مؤتمر لندن للمانحين المنعقد في العام 2006 والبالغ مليار دولار.
وبخصوص التعهدات المالية المعطاة إلى اليمن، قال نائب الرئيس والعضو المنتدب للصندوق السعودي للتنمية المهندس يوسف بن إبراهيم البسام في كلمته خلال جلسة العمل الأولى لفريق العمل المشترك بين الحكومة اليمنية والمانحين إن «الصندوق السعودي للتنمية وقع خلال الفترة الماضية تسع اتفاقيات منح لتمويل عدد من المشاريع بتكلفة 642 مليون دولار».
وأضاف انه سيتم على هامش اجتماع الدورة الـ 19 لمجلس التنسيق اليمني السعودي توقيع اربع اتفاقيات لتمويل مشاريع الطاقة بمنحة تبلغ 50 مليون دولار ومشروع برنامج المياه والصرف الصحي بمبلغ 40 مليون دولار ومشروع مستشفى الحديدة بمنحة تبلغ 20 مليون دولار وتجهيز ورش ومختبرات كليتي الهندسة والتربية بتعز بمبلغ 8 .4 ملايين دولار.
وأوضح أنه تم أيضا تخصيص مبالغ لستة مشروعات أخرى، ليكتمل بذلك تخصيص تعهد المملكة في مؤتمر المانحين في لندن البالغ مليار دولار.
شكوك وتحفظات
وعقد المؤتمر الذي يستمر يومين في ظل شكوك وتحفظات الدول الغربية المانحة في كفاءة الحكومة اليمنية في صرف المساعدات الدولية المقررة في المجالات المخصصة لها والمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية ومكافحة الفساد المالي والإداري في اليمن.
وقالت مصادر يمنية رفيعة ل«البيان» انه رغم مضي أربع سنوات على مؤتمر المانحين في لندن العام 2006 الذي أعلن فيه عن دعم اليمن بمبلغ 7 .4 مليارات دولار فإن صنعاء لم تحصل حتى الآن إلا على أقل من العشر.
واستعرض نائب رئيس الوزراء اليمني للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي عبدالكريم إسماعيل الأرحبي خلال الجلسة الأولى للمؤتمر التحديات الاقتصادية والأمنية التي واجهت بلاده خلال السنوات الماضية، والتي اعتبر أنها أسهمت في الحد من فاعلية الجهود الحكومية المبذولة والهادفة إلى تعزيز المناخات الجاذبة للاستثمارات.
واعتبر الأرحبي في كلمته في المؤتمر انعقاد اجتماع فريق العمل المشترك بين الحكومة اليمنية والمانحين يجسد الدعم والمساندة الدولية للجمهورية اليمنية في مواجهة التحديات التي تواجهها، ويعبر عن الوفاء بالالتزام بتنفيذ مقررات مؤتمر لندن 2006، وبخاصة ما يتعلق بعقد لقاءات تشاورية دورية بين الحكومة اليمنية والمانحين بهدف متابعة التقدم المحرز في تخصيص التعهدات المالية ومدى إتاحتها لتنفيذ مشاريع البرنامج الاستثماري للخطة الخمسية الثالثة.
وأشار الوزير اليمني إلى أن الحكومة اليمنية اعتمدت مبدأ الشفافية في تحليل وتحديد طبيعة التحديات التي تواجه اليمن خلال مؤتمر لندن الذي انعقد مؤخرا بمشاركة 322 دولة مانحة، منوها بأن ثمة صعوبات لا تزال تواجه الجهود الحكومية الهادفة إلى توسيع وتحسين القدرة الاستيعابية للمساعدات الخارجية.
وقدمت الحكومة اليمنية خلال الجلسة الأولى من المؤتمر تقريرين تفصيليين حول مستجدات التطورات الاقتصادية في اليمن وسير التقدم المحرز في تطبيق الأجندة الوطنية للإصلاحات.
من جهته، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية في تصريح صحافي أن اجتماع الرياض استعرض التقدم المحرز بشأن ما تم تحقيقه من تعهدات لتنفيذ المشاريع منذ مؤتمر لندن 2006، كما ناقش الصعوبات التي اعترضت ولاتزال تعترض تنفيذ المشاريع التي تم الالتزام بها واقتراح الحلول اللازمة لتجاوزها مستقبلاً.
يشار إلى أن الاجتماع يحظى باهتمام دولي كبير، ويشارك فيه ممثلو صناديق التنمية في دول مجلس التعاون، والأمانة العامة لمجلس التعاون، والبنك الإسلامي للتنمية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وصندوق أوبك للتنمية، والاتحاد الأوربي، والولايات المتحدة الأميركية، واليابان، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والأمم المتحدة، ووزارة التنمية الدولية بالمملكة المتحدة.
صنعاء ـ محمد الغباري ـ الرياض - عبدالنبي شاهين
جميع الحقوق محفوظة - مؤسسة البيان للصحافة والطباعة والنشر © 2007
http://www.albayan.ae/servlet/Satell...nt&sType=print