"الحراك الجنوبي" يصعّد احتجاجاته
تزامناً مع مؤتمر الرياض في شأن اليمن
النهار اللبنانية -
صنعاء - من أبو بكر عبدالله:
أصيب تسعة مدنيين على الأقل في أعمال عنف رافقت تظاهرات احتجاجية شهدتها أمس بعض المحافظات اليمنية الجنوبية دعا اليها "الحراك الجنوبي" المنادي بالانفصال لحمل الدول المشاركة في مؤتمر الرياض على البحث في ملف القضية الجنوبية، بينما شهدت بعض المناطق عصيانا مدنيا أقفلت فيه المحال التجارية والمرافق وقطعت السلطات شبكة الهاتف الخليوي في محافظتي الضالع ولحج وشنت حملة اعتقالات طاولت عشرات الناشطين في الحراك.
وأعلنت صنعاء فرض حال الطوارئ في محيط مدينة الضالع بعد ساعات من مقتل ضابط شرطة متأثراً بجروحه في عملية اغتيال رابعة اتهمت ميليشيات الحراك بتنفيذها.
وأكد مدير أمن محافظة الضالع غازي الأحول أن الأجهزة الأمنية طوقت المحافظة من كل الاتجاهات وأغلقت كل المداخل الرئيسية والفرعية المؤدية اليها لمنع أي تظاهرات أو مسيرات أو اعتصامات غير مرخصة، مشيرا إلى أن القرار شمل أيضا "رفع درجة الجاهزية لدى الجهات الرسمية ومنع الخارجين عن القانون من دخول المديرية".
وافاد سكان محليون في محافظات الضالع ولحج وحضرموت وأبين أن المئات شاركوا في تظاهرات جابت الشوارع حاملين أعلام دولة الجنوب ورايات خضراً للدلالة على سلمية التظاهرات ورددوا شعارات تنادي بـ "تقرير مصير الجنوب"، و"الثورة ضد الاحتلال" و"فك الارتباط".
وطالب المتظاهرون الدول المشاركة في اجتماع الرياض بالبحث في القضية الجنوبية، فيما أكد القيادي في "الحراك الجنوبي" ناصر الخبجي أن "أي تجاهل للقضية الجنوبية يعتبر تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة".
وأسفرت التظاهرات في محافظة أبين عن إصابة خمسة من ناشطي "الحراك الجنوبي" في مواجهات اندلعت عندما حاولت قوات الشرطة تفريق متظاهرين حاولوا إقفال الطريق العام في حين أدت مواجهات بين المحتجين ودوريات الجيش في الضالع إلى إصابة أربعة مدنيين.
وشهدت مدينة زنجبار ومدينة المكلا في حضرموت عصيانا مدنيا أغلقت فيه المحال التجارية والشركات والمدارس العامة وشلت حركة النقل، فيما نظم المحتجون في محافظة أبين مهرجانا أكدوا فيه المضي في حركة الاحتجاجات السلمية "الى حين تحقيق الاستقلال الثاني".
وفي محافظة الضالع، اكد سكان محليون أن قوات الجيش انتشرت في أرجاء المدينة وأقفلت مداخلها الرئيسية والفرعية المؤدية إلى مركز المدينة حيث كان مقررا إقامة مهرجان، غير أن آلاف المحتجين اخترقوا الحواجز الأمنية ووصلوا إلى "ملعب الصمود" حيث أقيم مهرجان احتجاجي حضره قياديون في "الحراك".
وأفاد مشاركون أن الشرطة أطلقت الرصاص الحي في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين رفعوا أعلام دولة الجنوب ورايات خضراً وصوراً لنائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض الذي يوصف بانه "رئيس مجلس قيادة الثورة في الجنوب".
وفي محافظة لحج، نشر الجيش دوريات في محيط المدينة ومداخلها غداة تسيير المئات تظاهرة احتجاجية. وقال مشاركون إن الشرطة فرقت متظاهرين في مدينة الحوطة باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي واعتقلت خمسة ناشطين من دون وقوع إصابات.
وكان البيض دعا مكونات" الحراك الجنوبي" إلى تصعيد الاحتجاجات في 27 و 28 من الشهر الجاري (يومي انعقاد مؤتمر الرياض) مطالبا إياهم "برفع العلم الأخضر إلى جانب علم دولة الجنوب السابقة كتعبير عن الأمل والاستقلال المقبل".
من جهته، أكد وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي استعداد الحكومة للحوار مع القيادات الجنوبية بمن فيها تلك التي تعيش خارج البلاد وتطالب بالانفصال عن اليمن، شرط أن يكون الحوار تحت سقف الوحدة والدستور والقانون. مشيرا إلى أن الحراك بدأ بمطالب مشروعة حاولت الحكومة حلها، لكن عناصر انفصالية أرادت أن تستغل هذه المطالب وتحولها إلى قضية تمس وحدة اليمن.
__________________
A protester holds a South Yemen flag during a demonstration outside 10 Downing Street
Photograph: Dan Kitwood/Getty Images
|