[عبدالله السنمي]

الجنوب .. ست سنبلات خضر
اليوم يسجل الجنوبيون أروع أيامهم النضالية ضد نظام الاحتلال الهمجي المتخلف ، واتشح الجنوب باللون الأخضر في حلة بهية ورائعة تحولت فيه الشوارع والساحات الى مروج ، ترتفع فيها الرايات الخضراء وكأنها سنابل في حقول الانتصار الجنوبي الآتي .
ست سنبلات خضر هي محافظات الجنوب في كل سنبلة عشرات الآلاف من الحبات ، تنبت زرعا ونبتا جنوبي خالص تسر الناظرين ، سنابل المجد والثورة ترتفع اليوم في مشهد يرتاح منه الضمائر وتزدهي به الانفس .
ان هذا الشعب الجنوبي العظيم لم يرضخ يوما للطامعين والغزاة الجدد وسيلقنهم الدروس القاسية وسيطردهم من ارض الجنوب مذمومين مدحورين الى غير رجعة . لان شعبنا العظيم يأبى الا ان يعيش حرا كريما ، رافعا راية العزة والشموخ أمام العالم كله .
اللون الاخضر كان عنوانا صحيحا لا تخطئه عين ، كان صوت الاستقلال ، والحرية ، كان الوحدة الجنوبية الشاملة ، كان التفافا جماهيريا منقطع النظير حول قائد الجنوب الزعيم علي سالم البيض .
أمام هذه اللوحة التاريخية التي تعبر عن ملحمة نضالية سلمية عظيمة، آن الآوان أن تعيد القوى الجنوبية حساباتها السياسية والوطنية باتجاه مرحلة سياسية حاسمة سيكون فيها الشعب هو الفيصل ، ممسكا بناصية التحولات ، وبوصلة المستقبل الجنوبي . والتاريخ لن يرحم عندئذ المتخاذلين واللاهثين وراء الفيد والمصالح الشخصية ، وعليهم التخلي عن رهانات خاسرة والانتماء مجددا الى القضية المركزية للجنوب في التحرير والاستقلال .
كما أن على قادة الحراك في الداخل مسؤولية تاريخية أمام شعبهم بتحمل واجبهم الوطني والوقوف الى جانب الإجماع الشعبي الجماهيري وهو شعب ذكي يستطيع فرز الأشياء وتمييز الخبيث من الطيب .
وسنحمل حبات السنابل معنا الى كل بقعة من أرض الجنوب لتنبت زروع النصر والاستقلال .