[ابوحضرموت الكثيري]

اخي الكريم المهندس عبدالله الضالعي مع احترامي وتقديري لشخصك ومقصدك تبدو لي انك لم تفهم هدفي ومقصدي من مثل هذه المواضيع الا وهي انها ليست للتاريخ فحسب بل للدواعي السياسية والتي تأتي ردة فعل رجعية على محاولات سلطات الإحتلال اليمنية في استخدام هذا الميراث التاريخي العفن للصراعات في الجنوب ككرت تلعبة على الدوام لشق الصف الجنوبي وقد رأينا انها قد أحسنت في اللعب به خلال اجتياح الجنوب في حرب العام 1994م وقد أصابت بإستخدامه وتعرف لما؟؟؟
طبعاً بسبب فجاعة هذا الميراث التاريخي العفن بالفعل أولاً وبسبب إنعدام اي مساعي للتقرب الى الجنوبيين من الحزب الاشتراكي الذي كان يعد عدته للدخول في تلك الحرب بأسم الجنوب والجنوب في سقم وجروح من تاريخة وعفانة عهده هذا ثانياً واما ثالثاً فقد كنا ولازلنا وحتى وان تصالحنا وتسامحنا الى ان التصالح والتسامح لم يشمل الجنوبيين جميعاً ولايزال الكثير منهم يراوحون في فلك هذا الاحتلال توجسا وخيفة من ميراث العهد الاشتراكي . رابعاً يجب علينا الحرص على التسامح دوما وليس بغلق الملفات على مابها من ميراث سافل اذ ان عفانتها سوف تبقى تفوح وتزكم الانوف .
اذن فماالحل طبعاً هذا السؤال الذي سيتبادر الى ذهنك بالتأكيد ؟؟؟
الحل يكمن في محاولة التوجه الى بعضنا بعض بالإعتراف بالإخطاء ومحاولة التفنيد لمقتضيات وظروف المرحلة التي عاصرت احداثها ثم لما نخجل منها وامامنا فرصة ذهبية الا وهي التركيز على تحميل المسؤليه عليها الى عمالة عبدالفتاح اسماعيل وأقرانه من ابناء الحجرية وهي بالفعل بمسؤليتهم بالدرجه الأولى ولم نتجنى عليهم كذبا وزوراً وهذه شهادة فاسيلي ميتروخن تثبت العمالة السافرة التي كان يجسدها عبدالفتاح اسماعيل في الجنوب وتثبت بشكل صارخ مسؤليته عن الصراعات المحتدمه على السلطة في الجنوب وكذا تثبت هذه الشهادة صراحة بوقوف الروس والكوبيين الى جانبه في تلك الصراعات .

وعلى هذا الاساس ومثلما كنت انا والعياذ بالله من كلمة أنا كنت شخصياً رغم اني كنت موقنا بوقوعنا تحت الاحتلال اليمني الى انني وعندما بدأت أولى تالباشير للحراك الجنوبي إذ كنت محررا لموقع يروج للوحدة والنماء ويدعوا المستثمرين والمغتربين الى ضرورة الإسهام في عملية التنمية والاستثمار في اليمن وكنت متوجساً في طبيعة الحراك الجنوبي لاسيما في شخوصه وبعض قياداته بسبب ارتباطهم بشكل او بآخر بالعهد الاشتراكي وصراعاته، وهكذا حتى بدأت أقتنع شيئاً فشيئاً لاسيما واني كنت أختزن بمخيليتي مقولة للرئيس علي ناصر محمد في احدى مقابلاته التلفزيونية اعتقد في احد برامج lbc اللبنانية حينما كان يستعرض بعض خفايا تلك الصراعات الجنوبية حيث كان يكرر (كلنا أخطأنا هم كانوا يعدون لنا ونحن كنا نعد لهم ) وكان يعيد تبرير ذلك وبنبرة المعتذر الى انه قد يكون بفعل حداثة أعمارنا وقلة خبرتنا وتمرسنا (بحسب تعبيره) كما لم يغفل عن الإشارة الى طبيعة الظروف الدولية .
ثم جاءت مقالات الاخ الحبيب شيخان اليافعي الذي لم أكن أعرفة ولكني اليوم اعد نفسي أعرفه وأعده أستاذي بعد ان تتلمذت على مقالاته وأطروحاته المتميزه التي تبحث في تفنيد الدور الدنئ الذي كان يجسده عبدالفتاح اسماعيل وأقرانه من ابناء الحجرية في نفث سموم الفتنة بين الجنوبيين والذي كانت تعينهم على هذا الدور السفارة الروسية في عدن .


ولذا يجب ان نكون حاضرين في الدفاع عن الحراك الجنوبي وحريصين على تفنيد بعض الاسباب المنطقية التي يمكن ان يقتنع فيها اخواننا الجنوبيين الذين لايزالون مراوحين في توجساتهم من ميراث العهد الاشتراكي المحسوب على الجنوب وماهو الا بضاعة مستوردة من ابناء الحجرية اليمنيين الذين كانوا مستوطنين في عدن وهو بالفعل الاشتراكي بضاعتهم والتأسيس للوحدة ايضا بضاعتهم وكلما نقلب صفحة من صفحات التاريخ تصعقني بصماتهم هؤلاء الذين رحب بهم الجنوبيون اخوة وجنوبيين الا انهم كانوا يمنا شماليين ولم يستطيعوا ان يندمجوا مع الجنوبيون للعمل معا كما كان يظن فيهم خدمة للوطن الجنوبي الذي كان من المفترض ان يكون وطنهم لاسيما وانهم وأنهم كانوا يحظونهم بالفرصة للمواطنة المتساوية التي لم يكونوا يحلمون بها في وطنهم الاصلي الا انهم لم يستطيعوا ان يوفوا ويخلصوا لهذا الجنوب كوطن بل كانوا يجتهدون في تسخيره الى خدمة وطنهم الاصلي لكي يسيروا بهذا الجنوب الوطن والانسان للضم والإلحاق الى وطنهم اليمني تحت مزعوم الوحدة اليمنية وها قد ثبت جحيمها بعد أن كشرت عن أنيابها وغدت على الجنوب كأحتلال عسكري استيطاني غاشم .. ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .

ابوحضرموت الكثيري 24 /02 /2010م