الموضوع لم يتطرق الى الاشتراكي كأيدلوجيا وهو خطاب سعى لترويجه البعض مؤخرا وانساق ورائهم من انساق في محاولة الصاق تهم كالالحاد والماركسية بالحزب الاشتراكي وأعضائه وهو مؤشر لبداية حشد ديني ضد ابناء الجنوب تقوم به السلطة تحت هذه الراية والتي للأسف انساق ورائها الكثير من ابناء الجنوب دون علم بمقصدها ولمجرد بغض الاشتراكي ..
أرى أن هناك خلطا بين الحزب كفعالية سياسية قائمة في التركيبة السياسية للدولة وما يترتب عليها من التزامات بهذا الخصوص وما لهذه الفعالية من حدود عمل وفق ما هو متاح ومشرع في ضل النظام القائم .. وبين الحزب الاشتراكي كأعضاء أو كأفراد.
كهيئة وكفعالية قائمة يجب على الحزب القيام بدوره تجاه قضية الجنوب واستعادة الدوله لخلخلة وهز أركان النظام الحالي وابراز وجهه القبيح للعالم وبلورة قوى جديدة في الشمال للتعامل معها لاحقا بدلا من النظام والسلطة القائمة حاليا ضمن استراتيجيات تخدم على الأمد البعيد استعادة دولة الجنوب وفي نفس الوقت لا تفرض سيطرة وهيمنة الحزب على مكونات الحراك الأخرى لاحقا.
وكأفراد يشارك الحزب الاشتراكي بفعالية كبيرة في مختلف الفعاليات والانشطة والاحتجاجات وما الى ذلك .. وملاحظ أن قيادة الحزب المركزية أو حتى المحلية لا ترى في ذلك بأس بل وتشجع وتدعم هذا بكل الأساليب والطرق الممكنة في تأييد واضح وجلي ومبطن في نفس الوقت لقوى الحراك الجنوبي في مطالبها المشروعة لاستعادة هويتها ودولتها.
أما من حيث علاقة الاشتراكي بمختلف الفعاليات السياسية في الحراك .. فمن حق الاشتراكي إذا كان يشارك (كأفراد) في الحراك الجنوبي بهذا القدر والفعالية أن يظمن أن يكون له/لهم ممثليه في قيادة هذه المكونات كرقم لا يمكن تجاوزه وبما لا يلغي دور بقية الفعاليات والكيانات الأخرى ولا يفرض هيمنته ووصايته على الحراك. بل العمل على أساس أن يكون هناك اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد بين هذه المكونات ... وهو ما سيشكل أنوية لتيارات سياسية تظهر وتعيد بلورة نفسها كأحزاب سياسية جنوبية لاحقا بعد استعادة الدولة.
أقصد من هذا أن لا نطالب الحزب الاشتراكي بتبني مواقف يمكن أن نتبناها نحن كأفراد وجماعات غير مُلزَمة بحدود وقوانين النظام القائم ,ولكن الحزب ملزم بالتعامل والتفاعل معها والتحرك ضمنها وفي نفس الوقت ضمن استراتيجية أكبر تخدم القضية الجنوبية وبالخصوص منظمات الحزب في الجنوب ..... هذا على عجل وإن تيسر لنا عودة