تشيع جنوبي مهيب للشهيد طماح وغضب شعبي من عملية قتله الجبانة داخل زنزانته
عدن – ردفان – لندن " عدن برس " : 22 – 2 – 2010
شيع مئات الآلاف من أبناء الجنوب اليوم "شهيد الزنزانة" فارس طماح الذي اغتالته سلطات الاحتلال اليمني في سجن المعلا بالعاصمة عدن مطلع فبراير الجاري . حيث بدأت مراسم التشييع من أمام مستشفى الجمهورية بعدن عندما انطلقت مئات الحافلات والسيارات التي تتقدم وتتأخر جثمان الشهيد محملة بآلاف الجنوبيين من أبناء العاصمة عدن وأبين ولحج الذين توافدوا إلى هناك للمشاركة بالتشييع .
وقالت مصادر ان الموكب شق طريقه من مدينة خورمكسر وجماهيره تهتف: "ثورة ثورة يا جنوب" "ياسنحاني ياحقير انته قاتل للأسير" "ياسنحاني ياخسيس دمنا ما هو رخيص" حاملين أعلام دولة الجنوب وصور الشهيد طماح ، وعند مرور الموكب في مناطق المنصورة والشيخ عثمان ودارسعد انضم إليه مئات الشبان والحافلات المنتظرين هناك ؛ فارتفعت الأصوات: "برع برع ياستعمار" وعلت أعلام الجنوب شامخة في السماء وسط ذهول وهلع المئات من جنود الاحتلال المنتشرين على طول الخط وفي كل أزقة وشوارع العاصمة المحتلة ، فغادر الموكب عدن ليشق أولى خطاه على عتبة عاصمة الفن والثقافة لحج التي سقط فيها بعد استشهاد طماح أربعة شهداء ماتزال جثامينهم محتجزة في مستشفيات الاحتلال حتى اللحظة ، وفي لحج امتزج دم البطل "فارس الزنزانة وشهيدها" بدماء رفاقه التي لم تجف من على أرصفة وشوارع الحوطة بعد ؛ فنفح عبير الحرية والاستقلال واستنشق المشيعون نسائم الفل والكاذي الذي نثرنه نساء لحج على موكب الشهيد بعد ارتصاصهن منذ الصباح الباكر إلى جانب الخط لاستقبال الموكب بالزغاريد والهتافات الثورة المؤكدة لتقديمهن المزيد من فلذات الأكباد حتى الاستقلال وطرد الاحتلال .
واصل الموكب مسيرة بكل ثبات وحماسة رغم محاولات الاحتلال وثكناته ونقاطه العسكرية للتأخير والعرقلة وتشتيت المشيعين ، حتى شارف على ضواحي الحبيلين حيث كان هناك عشرات الآلاف من أبناء يافع وردفان والضالع والصبيحة منتظرين قدوم موكب التشييع لاستقباله وتوجيهه نحو مقبرة الشهداء بمنطقة الجدعاء التي كان فيها حشد آخر من أبناء الجنوب قد كسوا الجبل المطل على المقبرة وافترشوه كالعادة وهم يحملون علم دولتهم المحتلة وعلمي أمريكا وبريطانيا وصور الشهداء والمعتقلين وكذا صور الرئيس البيض وشعارات استغاثة واستنجاد بالمجتمع الدولي لانقاذ شعب الجنوب من بطش الاحتلال اليمني .
في المقبرة صلى المشيعون على شهيد الجنوب وفارس المعتقلين والأسرى ثم ووري الثرى جثمانه الطاهر وسط أحزان المشاركين ودموع أهله ومحبيه التي سقت تراب المقبرة وفاء وعهدا ووعدا لها ولساكنيها الأبرار بانتظار واستقبال المزيد من الشهداء حتى تحقيق أمل الأمة الجنوبية بالاستقلال واستعادة دولتهم .
نقلا عن " شبكة الطيف "