[حر جنوبي]

اليوم عندي حجر .. هذا ما هتف به الإنسان الأول حين خروجه من الكهوف ، لقد أكتشف الإنسان الأول فائدة الحجر وصنع منها السلاح وأيضآ أدوات المنزل ، كان الحجر رفيق الإنسان الأول في أطوار حياته الأولى ثم دارت عجلة التاريخ وأستعمل الإنسان كثيرا من المعادن ولكن كان الحجر أبسط وأقوى الموجودات التي منحها الله له ، وعرف ذلك العصر - بالعصر الحجري . صنع الإنسان الأول الرماح والسكاكين والفؤوس من الحجر ، وفي الأطوار المتوسطة صنع الإنسان القنابل الحجرية لدك الحصون وفي القتال وعرفت بمدافع " المنجنيق " ، وكان أول من صنع بندقية حجرية ترمي الحجر هو النبي داؤود عليه السلام كما ذكر في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم ، لقد قام النبي داؤود بقتل عدو الله بإختراعه " المقلاع " وقذفه بحجر .. قنبلة من حجر . هل تعرف صنعاء معاني حرب الحجر .. اليوم عندي حجر .

ذكر القرآن الكريم مقتل جالوت في سورة البقرة : ( فهزموهم باذن الله وقتل داود جالوت واتهُ الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ......الآية 251 ، وفي آية أخرى ذكرت الحجارة كسلاح في سورة الفيل وأرسل عليهم طيرآ أبابيل 0 ترميهم بحجارة من سجيل .الآية 4 ، وأستعمل الجيش الإسلامي أيضا المنجنيق في الحرب ، وذكر أن الرومان والفرس أول من أستعمل سلاح المنجنيق . في عدن .. وفي الأيام الأولى من الثورة أستعملت الجبهة القومية مسدس "بريتا" الإيطالي في حرب التحرير ، واليوم سيستعمل شعب الجنوب العربي "مسدسات الحجارة " ضد الغزاة . شعب الجنوب العربي سيستعمل هذا السلاح الحجري في محاربة من غزا بلادنا وقتل نسائنا وأطفالنا، والحجر متوفر لدينا في بلادنا العظيمة، بلادنا الجنوب العربي بلد الجبال .. اليوم شعب الجنوب العربي يقول للعصابة الحاكمة في صنعاء .. اليوم عندي حجر .

في الحرب العالمية الثانية وقوات الألمان تدك الجزيرة البريطانية بالطائرات والصواريخ ليل نهار ، وفي نطاق الحرب النفسية قال هتلر النازي : " سنضرب لندن بالقنابل حتى نعيدها إلى العصر الحجري " ، في الطرف البريطاني أجابه السياسي العظيم السير ونستون تشرشل قال له :" لو نزلت القوات الألمانية فوق الجزيرة البريطانية ، فإن الشعب البريطاني سيحاربكم بالحجر" . هذه عظمة الشعوب التي آمنت بالقضية العادلة لبلادها .. والتي صمدت أما جحافل الغزو والعدوان . ضربت المدن البريطانية ليل نهار وصمد الشعب البريطاني أمام العدوان ، واليوم الشعب في الجنوب العربي يقول للغزاة سوف نصمد وسنسمعكم صوت الحجر .. إنها حربنا القادمة معكم لإستعادة أرضنا ، نحن نحب السلام ولكنكم لم تعرفوا معنى سلام وحرية الشعوب ، اليوم نقول لأطفالنا حاربوا الغزاة ، وليرمي كل طفل دباباتهم بحجر .. اليوم عندي حجر .
محمد أحمد البيضاني
كاتب عدني ومؤرخ سياسي كوبنهاجن [email protected]