لا يحمل الحقد من تعلو به الرتبُ
هذا ما اتذكره من قطعة شعر قديمة درسناها أيام الثانوية ... ولطالما آمنت بها فما بالك إذا كان الترفع عن الحقد علاوة على كونه من شيم الرجال هو لمصلحة البلد
مالي أرى بعض الكتابات تخلو من الموضوعية والدقة في العرض والتحليل وتعتمد على تحليلات مبنية على العاطفة وتحركها رياح الكره والبغض ليس لسبب منطقي ولكن لسبب كوننا لا نرى الا الماضي وجراحه وآلامه ... أما آن لنا أن نسمو ونرتقي بطرحنا ونقدنا ... أما آن لنا أن نرتقي ونكبر ونكبر عقولنا لتكن بحجم قضيتنا ... لتكن بحجم التضحيات والدماء التي سالت .. وستسيل .. لاسترداد الحق.
أسفك الشهيد وضاح دمه لكي نصفي حسابنا مع الجزب الاشتراكي .. اتيتم من تيتم .. وثكُلت من ثكُلت لنعد لاستجرار الماضي في احكامنا وتصرفاتنا ... ونستحل دماء بعضنا تحت حجج ما أنزل الله بها من سلطان.
والله إن كان رفض الحزب استلام المقر لظهر من ظهر يقول بأن الحزب يفرط في ممتلكات الجنوب .. ولو كان رفض التوقيع مع الجامعه .. لانبرى ممن انبرى من المعترضين على التوقيع ليقول لنا أنه لم يوقع لكي يرمي بطلابنا وبجامعتنا الى الشارع وليحتفظ بمبنى لا يمكن ان يشغل منه سوى خمس غرف وذلك نكاية بطلابنا وأنه كان من المفروض أن يوقع مع الجامعه ...وان هذا مخطط .. الخ من هذا الكلام ... لان القضية ليست الا كره وبغض للاشتراكي ... ليس إلا.
انكم ترون الحبة ولا ترون القبة معشر الأحبه ... وقع الحزب أم لم يوقع مع الجامعه أو مع فندق الشيرتون أو حتى مع الريح .. ستظهرون لتنتقدوا الصفقة ولتكيلوا ما كلتم من سب وشتم وقدح واجترار لماضي عزمنا على الترفع عنه .. وعلى طي صفحته.
ليس لسبب ولكن لبغض الاشتراكي في نفوسنا .. وانا لا اعترض على مشاعركم فأنتم من تملكونها .. او قل هي من تملككم .. ولكني أعترض على جعل قضية كهذه كالفاصلة بين الكفر والإيمان .. بين حب الجنوب والعمل لخراب الجنوب على وزن وخطى الرئيس بوش من لم يكن معهي فهو ضدي.
لعمري ما هي من الأهمية بشيئ كما تزعمون .. دعوا الاشتراكي بحاله .. يستلم مقراته أو يؤجرها أو يبيعها .. كلنا نبيع ونشتري ونؤجر ونتعاقد يوميا مع الشماليين .. وحين وقع الاشتراكي لجامعتنا ولطلابنا .. صار يلام.
يقول تعالى: (لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى) .. وزنوا الأمور بالعقل وبالمنطق وليس بالعواطف .. فما في العقد من بئس .. وانا هنا لا أفتي ولكنني أستخدم المكيال الصح في ميزاني .. والذي أضع فيه الجنوب في كفة .. وكل ما سواه في الكفة الأخرى.
ودمتم