عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-16, 02:49 AM   #5
السّلامي
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-21
المشاركات: 129
افتراضي

بعد مؤتمر لندن لا يوجد تفسير لتصاعد عمليات القتل والاعتقالات والاستفزازات التي تقوم بها سلطة الاحتلال ضد نشطا الحراك الجنوبي الميدانيين سوى أنها محاولة بائسة وانتهازية من السلطة لاستقلال الوقت في ضرب الحراك الجنوبي والتأثير سلبا على الزخم الجنوبي الشعبي الموالي للحراك وأضعافه قبل أن يحين موعد طرح مشكلة الجنوب على طاولة الحوار تحت الأشراف الدولي. وبما أن مؤتمر لندن قد حدد فترة ستة أشهر لمعالجة مشاكل اليمن فقاد كان طبيعيا من المؤتمر أن يجعل من السلطة الحالية شريكا وأداة لتنفيذ تلك المعالجات الدولية وليست راعيا أو طرفا فيها باعتبارها سلطة فاشلة وما عليها إلا تقبل الأوامر والوصاية الدولية. لكن المعالجات من المنظور الدولي تأخذ الترتيب التالي:

1)- إيقاف حرب صعدة 2)- تصفية خلايا القاعدة وأعوانها 3)- إحداث الاستقرار السياسي والمتضمن حل مشكلة الجنوب.

ولأن مشكلة الجنوب كبيرة وليست محلية ولا يأتي حلها بأوامر دولية أو إقليمية كما أنها بنفس الوقت ليست مرتهنة لأطماع من هم بالسلطة أو بالمعارضة نظرا لكونهم المتسبب في بروز المشكلة الجنوبية، لكل ذلك تم وضع المشكلة الجنوبية في المرتبة الثالثة.

خلق تأجيل تقهقر طرح المشكلة الجنوبية على طاولة مؤتمر لندن إحباط لدى الجنوبيين وصاحب ذلك ضغط على البيض وقيادات الخارج بتحمل الصبر حتى يأتي دورهم. لم يسرب الخارج لقيادة الجنوب نوع الحل الذي تقتضيه المشكلة الجنوبية. مثلهم مثل السلطة لم يكونا يعرفوا بمؤتمر لندن ولا بأبعاده. هذا الموقف الدبلوماسي الدولي الصارم والذي يبدو في ظاهره محايد هو الذي سيمكن الخارج من أحداث التغيير بأقل التكاليف وبتعاون الفر قاء والأعداء معا.

وعلى الرغم من أن صالح يعرف متطلبات وأولويات الوصاية الدولية على بلده وينفذها على غير قناعة منه بل خوفآ ورضخوآ لما يملى عليه فأنه لا يفوت الأستفادة من أي فرصة سانحة لممارسة لعبته المفضلة في خلط الأوراق وتصعيد الأزمات واللعب على أكثر من جبهة وبنفس الطريقه التي تعود عليها وأجادها خلال عقوده الثلاثة في الحكم.

يعتقد صالح ومستشاروه الفاشلون أنهم بجرهم الحراك الجنوبي إلى مواجهة عسكرية يمكنهم فقط أن يجدوا مبررا للتقاعس عن تنفيذ الأوامر الخارجية الذي لا يدرون ماذا ستكون نهايتها. كما يأمل نظام صالح أن تؤدي اعتقالاته لنشطا الحراك الميدانيين إلى تعميق حالة الإحباط لدي جماهير الحراك في ضل صمت قياداتها واستمرار تشتتهم وبالتالي إفقاد الحراك من جماهيريته أو فصل الرأس عن الجسد .

يعتقد صالح أن شعب الجنوب سيستكين حاله وسيخضع للذل كما خضع 12 مليون من أبناء مناطق اليمن الأوسط وتهامة بعد أن يعزل قياداتهم عنهم أما بالقتل أو بالاعتقال. وهذا هو السبب الذي يفسر تصعيد السلطة المتعمد مع الحراك.

ولا ننسى أن لصالح حلفاء في مشروعه فقد عمل صفقة مع المشترك ليكونوا بديلا لقيادات الحراك في الميدان مقابل مواقع لهم في السلطة. لقد أثبت المشترك خيانته لتطلعات الشعب اليمني وولائه لنظام صالح عند ما وقع على أعلان حالة الطوارئ وتعليق حق الشعب في الأنتخابات النيابية . لكن صالح والحزب الاشتراكي المشترك معه نسوا أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. وأن شعب الجنوب سيلفظهم إلى مزبلة التاريخ. فيكفي شعب الجنوب من العزة والكبرياء ما يمثله نضاله التحرري من معاني التغيير والشجاعة على مستوى العالم العربي ككل.



التعديل الأخير تم بواسطة السّلامي ; 2010-02-16 الساعة 03:15 AM
السّلامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس