أخواني الكرام لدي هنا فقط نقطة نظام ربما يكون لها دور في توضيح بعض الأفكار التي طرحت هنا وعدم تحميلها أكثر مما تحمل والخروج منها بإستنتاجات خاطئة عند البعض والبناء لاحقا على هذه الإستناجات بأخطاء أكبر منها وينجر البعض للخروج عن جوهر الموضوع وتحويله إلى نقاش عقيم وتاريخي ومناطقي وغيره من الخزعبلات وسببها الأساسي هي عدم فهم المغزى من الحديث وتوجيه بما لايقصده صاحبه وربما يكون سببه لأن من يعترض عليه هو من لازال يعاني من بعض اثار الماضي ومن التعصب للأشخاص ويأتي ليتهم غيره بهذا الإتهام
طبعا الفكرة هي أن البعض يعترض على من يقول بأن هذا أو ذاك لايمثل الحراك وأن هذا هو الرئيس الشرعي ويجب الوقوف خلفه والتفاوض معه
والمقصودون هم الرئيس البيض وعلي ناصر محمد والعطاس
فحين يعترض أحدهم على مايفعله علي ناصر أو العطاس ويستفهم بأي حق يتفاوضون بإسم الجنوب ويؤكد أن الممثل الوحيد هو البيض فهذا ليس ناتج عن الماضي ولا عن ولاء شخصي ولا عن تعصب أو مناطقية أو غيرها فالموضوع أبسط من ذلك بكثير
ولا أظن عاقل يظن أننا اليوم لازلنا في جو المناطقية أو التعصب للأفراد أو الحقد المناطقي أو ماسواه من خزعبلات النظام وترويج بعض عملائه هنا وغير هنا ونحن كجنوبيين اليوم والحمدلله من أقصى الجنوب إلى أقصاه نختلف ونتفق في الغالب على أساس فكري لا على أساس مناطقي أو شخصي
والموضوع هو أن من يرى أن الرئيس البيض يمثل الجنوبيين وهو الشرعي ليس لأنه البيض فقط ولا لأنه من هنا أو هناك ولا لأي أرتباط ماضوي معه بل لأنه ببساطة يتبنى مطالب أبناء الجنوب ويعلنها صراحة أنه مع خيارهم الوحيد بفك الإرتباط وعودة دولة الجنوب كمطلب وحديد ووحيد فقط ولا تفاوض حوله بل تفاوض حول تنفيذه
بينما غيره بعضهم يعلنها علنا ويقولها سرا أنه ضد إستقلال الجنوب الناجز وضد فك الإرتباط وأنه يبحث فقط عن تغييرات شكلية أو حتى جوهرية في النظام أو في آالية الحكم وشكل الدولة الموحدة وما سواه بل ويرفض قطعيا مطلب الإستقلال ويصر على الوحدة وعلى اليمننة وإن كانت بشكل مختلف عما نراه اليوم وبعضهم لازال مترددا بين هذا وذاك أو يخفي غير مايظهر أو له مآرب أخرى
وهو شيء يخالف ماتنادي به جماهير الجنوب ومايطلبه أبناء شعبنا وما ضحى لأجله الشهداء
وبالتالي فمن الغريب أن يغضب البعض حين يتحدث البعض عن لاشرعية مايطالبون به ولاشرعية تمثيلهم للجنوب كون الشرعية تستمد من الشعب وفقا لما يريده وما يطالب به
وهذا الأمر متعلق بالمواقف ووجهات النظر والقناعات والاراء لا بالأشخاص ولا المناطق ولا التاريخ
فلو فرضا وجدلا أصبح هؤلاء إستقلاليين وأصبح الرئيس البيض لايتبنى مايريده شعبه فتلقائيا كل من يدعم ويقف ويؤيد مطالب أبناء الجنوب سيعطي الشرعية لمن يحمل مطالب شعب الجنوب وينزعها ممن لايمثل غير نفسه
وعليه فأتمنى أن لانكون أسرى للأشخاص ولا للماضي ولا للمناطقية وأن لانحكم على أحد الا وفق مدى إقترابه أو إبتعاده من مطالب شعب الجنوب وتبنيه مواقفنا التي نؤمن بها
وأيضا أن نجعل القناعات والأفكار لاسواها هي ما نحكم به على الأشخاص وأن لانغير قناعاتنا بناى على الأشخاص وتصبح قضيتنا شخصية مرتبطة بشخص أو أشخاص حيث ذهبوا نذهب معهم
كما أنه من الخطأ المحاسبة بالجملة بل يجب أن نتفق ونختلف تفصيليا وعلى موقف بموقف ورأي برأي
فليس من الضرورة أن أوافق على كل اراء هذا أو أن أكون ضد كل مايقوله ذاك مهما كانت علاقتي وإرتباطاتي الشخصية والتاريخية والمناطقية وحتى محبتي للشخص أو كرهي له بل قد أتفق مع من أختلفت معه في مليون رأي في رأي واحد صحيح وأختلف مع من أنا دوما معه على نفس الرأي في رأي خاطىء
ولايعيبني أن أتفق مع أي شخص تفصيليا لكن العيب أن أختلف جملة وتفصيلا مع شخص أو أتفق معه جملة وتفصيلا بغض النظر عن فحوى الموضوع
كما أنه يجب أن نفرق بين التخوين والإساءة وبين النقد أو حتى عدم الإعتراف بالتمثيل أو عدم الشرعية
تحياتي