من خلال متابعاتي لما كتب عن الوضع الذي يعيشه اليمن لم أجد كاتبا واحدا لامس الحقيقة وتحدث عن الأسباب التي أدت إلى هذا الواقع , لم يتحدث أحد عن أن الجمهورية اليمنية هو نتاج نظامين إتحدا بموجب إتفاقيات وحدة شراكة وتخلى أحدهما عن تلك الإتفاقيات وإنقلب عليها وبعد أن تم له إحتلال الجنوب إستباحه غنيمة حرب وتنصل عن كل الإتفاقيات التي وقعت معه وأبقى فقط على العلم وعمم قوانين الجمهورية العربية اليمنية التي تعترف بالعرف القبلي لحل الخلافات بديلا عن قوانين الدولة وإن طبقها طبقها على من ليس له قبيلة تحميه . نظام يرى إشاعة الثأر في المجتمع إسلوبا يبعد المواطن عن المطالبة بحقوقه وبإشاعة الفساد إسلوبا يجعل المواطن مشغولا بالبحث عن لقمة عيشه وإن إضطره ذلك إستجداء الفاسد ليكون عبدا له. نظام أعتمد نظام الرهينة ضد المستضعفين في المجتمع والتقرب للحاكم بما يخالف شرع الله بذبح القرابين أمام القصر الجمهوري .
ماهو حادث اليوم في الجنوب يعبر عن فجوة تاريخية بين شعبين لم يجمعهما تاريخ مشترك فجوة ديمغرافية قبل أن تكون جغرافية وإن كانا جارين ويكفي هنا أن تسألوا عن عدد المدارس التي كانت موجودة في صنعاء خمسينيات القرن الماضي ومقارنتها بالمدارس التي كانت موجودة في أقصى مدن الجنوب , عن إتجاه هجرة أبناء الجنوب وإتجاه هجرة أبناء اليمن لتتضح الصورة وتنكشف إكذوبة مقولة عودة الفرع إلى الأصل التي قالها المرحوم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر.
في الختام نقول بأن مابني على باطل فهو باطل ويجب تحكيم العقل والحكمة ويكفي قتل وإعتقال وسجن ومحاكمة لمن يطالب بالحق وإذا غاب العدل أضاع الإنسان نفسه ونسي بأنه ميت وأنه محاسب على عمله في هذه الدنيا فهل من مجيب لصوت العقل نرجو ذلك .
|