:أولاً: المرحلة الأولى للاحتلال- 22 مايو 1990- 7يوليو 1994م
كان الخطأ الإستراتيجي الثاني هذه المرة قد ارتكبه المكتب السياسي للحزب الاشتراكي عندما استدرج من قبل قيادة المؤتمر الشعبي العام فـي اليمن الشمالي للتوقيع علـى وثيقة المرحلة الانتقالية لمـا يسمى بالوحدة بين اليمـن الجنوبي واليمن الشمالي حيث وقعـا عليها بصفتهم الحزبية وقد كانت نواياهم صادقة وجدية إلا أنهم لم يدركوا النوايا الخبيثة المبيتة لهم من قبل قيادة نظام اليمن الشمالي والتي تكشفت فيما بعد في وقت متأخر كما أن هذا الاتفاق لـم يتم استفتاء الشعب أو أخذ رأيه قبل التوقيع والتنفيذ باعتبار ذلك يحدد ويقرر مصيره ولم يأخذ رأي حتى الأطر الحزبية ولم يوقع عليه بالصفة الحكومية ولم يتم ذلك الاتفاق بإشراف عربي أود ولي بل تم كالفتته بسرعة البرق الأمر الذي يجعل هذا الاتفاق مشكوك فيه وباطـلاً قانوناً ويعني ذلـك أن هـذا الاتفاق قد ولد ميتاً لأن قرار إعلانه قد تـم بشكل حزبي ومركزي ومتسرع وهـذا ما أثبتته الأيام فيما بعد بأنـه كـان قراراً خاطئاً لأنه متسرع وغير مدروس إلا أنه .كان نقطة البداية التي مكنت قيادة نظام اليمن الشمالي باسم الوحدة احتلال اليمن الجنوبي
من هنـا بدأت المرحلة الأولى لاحتلال اليمن الجنوبي من قبل نظام اليمن الشمالي وهـذه المرحلة تمتد بين 22 مايو 1990 - 7 يوليو 1994م خلال هـذه المرحلة تمكنت قيادة نظام اليمن الشمالي من السير التدريجي لتهميش القيادات الجنوبية واحتلال اليمن الجنوبي والسيطرة علية وإلحاقه باليمـن الشمالي دولتـاً وشعباً بشتى الطرق والأساليب مـن الترويض والشراء للنفوس إلى الإهمال والتركين والإذلال ومحاولة القتل والقتل فـي آخر المطاف لمن لا يغض البصر عن ما يحدث كما استخدمت العديد مـن العوامل الأخرى التي تكرس الاحتلال التدريجي والتي تـم اتباعها :مـن قبل قيادة نظام اليمن الشمالي لتحقيق ذلك الهدف على الواقع وهي عديدة ومن بينها الآتي
1- اعتبار مدينة صنعاء عاصمة الجمهورية العربية اليمنية في اليمن الشمالي هـي عاصمة لدولة الوحدة الأمر الذي أجبر قيادة اليمن الجنوبي بالانتقال أفراداً إلى مدينة صنعاء الشمالية مخلفين ورائهم أجهزة دولتهم في مدينة عدن الجنوبية وهذا الأمر أدى إلى إنهاء أجهزة دولة اليمن الجنوبي في عدن وأجبر الجنوبيين بعد وصولهم إلى مدينة صنعاء من العمل من داخل أجهزة دولة اليمن الشمالي الجمهورية العربية اليمنية وليس من داخل أجهزة دولة الوحدة المتفق على إنشائها على أنقاض الدولتين في الجنوب والشمال لتخلف قيادة اليمن الشمالي وماتم هـو فرض أمر واقع على قيادة الجنوب العمل من داخل أجهزة دولـة اليمن الشمالي المفترض تكسيرها بل العكس عملت قيادة نظام .اليمـن الشمالـي على تطويرها
2- إنهاء النظام الإداري الإنجليزي الممتاز وسيادة النظام والقانون لجهاز الدولة المعمول به في دولة اليمن الجنوبي في عدن واعتماد النظام الإداري العثماني المتخلف ونظام العرف القبلي وعدم سيادة النظام والقانون المعمول به في أجهزة دولة اليمـن الشمالي بحكم العمـل مـن داخل هـذه الأجهزة المتخلفة وفرض سريان الأنظمة واللوائـح والعادات المتبعة فيها وكذلك القوانين اليمنية الشمالية في مختلف مجالات الحياة وتعميمه على محافظات الجنوب وحتى القوانين التي تم إعادة إصدارها كقوانين لدولـة الوحدة لم يتم العمل بها وإنما تسيير شؤون البلاد وفق الأعراف وأحياناً القوانين الشمالية وقـد عمم على الجنوب نظام العرف القبلي وأعيد الثأر وأعمال العنف بدعم وتموين السلطة .في اليمن الشمالي لزرع التفرقة والفوضاء بين أبناء الجنوب ليسهل السيطرة على مناطقهم
|