[بو سلطان اليافعي]

تاجر السلاح اليمني ..
عبد الرحمن الراشد
الخميـس 19 صفـر 1431 هـ 4 فبراير 2010 العدد 11391
جريدة الشرق الاوسط

http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...&issueno=11391

إذا كنا نظن أن أفغانستان بلد المتناقضات السياسية فإن اليمن أعجوبة المتناقضات ,هناك لا تعرف الحليف من العدو , ولا تميز الحكومة من المعارضة ويصعب أن تعرف كل فريق أين يقف , ومن يشتري ومن يبيع لمن ؟ وقد أثار الجدل اعتقال شقيق محافظ صعدة فارس مناع بتهمه المتاجرة بالسلاح وتمويل الحوثين وغيرهم من خصوم الدولة . كيف يمكن للشقيق أن يزود أعداء أخيه بسلاح يطلقون به النار على أخية المحاصر في صعدة ؟وزد على هذه الأحجية كيف يدافع المحافظ المحاصر عن الشقيق الممول

تحدث المحافظ حسن مناع لأحد المواقع الإلكترونية عن اعتقال أخية فارس قائلا إنه .. تاجر ليس إلا , وأن تجار السلاح في اليمن منظمة وليست فوضي كما قال ..وعندما سئل إن كان اعتقاله مجرد إيقاع به , رد .. مستنكرا .. أي إيقاع , رد ليست له علاقة بما تتكلموا به أنتم , هذه أمور داخلية , وإذا قلنا ندين الأخ فارس فمعنى هذا أن الدولة ,نفسها متورطة في هذا الكلام ..

بصراحة المحافظ يقول إن كان أخوه متورطاً فالدولة متورطة , فهل هذا يعني أنه يزود المتمرين بمعرفتها وربما موافقتها . وأضح من تصريحة ومن المعلومات الكثير التي ظهرت أن ليست كل الحروب حقيقية , رغم حقيقة القتل والدماء ةالأبرياء والضحايا .


الحقتئق كانت دائما غامضة في اليمن , وكان يمكن أن تترك في سبيلها لولا أن الأزمات الأخيره صارت ضمن اهتمام من دول العالم بالشأن اليمني , خاصة بعد اختيار .. القاعدة .. للأراضي اليمنية مركز أساسيا مما أضاء النور على كثير من خبايا صنعاء فبانت أمور أغرب من الخيار . اليمن عاش في العقود الماضية على أزمات ضمن لعبة التوازن الداخلي , ولكن التدخل الدولي قد لا يسمح باستمرار الوضع كما كان في السابق .اعقال شقيق محافظ صعدة المدينة المنشغلة ست سنوات في الحرب مع الحوثيين , بتهمة المتاجرة بالسلاح فتح ملفات مغلقة . اعقال مع تجار سلاح كبار آخرين , مع أنه تطور مهم في الساحة اليمنية فإن كثرين يشككون في جدية القرار. وسيثبت الأيام المقبلة امتحان السلطات اليمنية باستمرار حبسهم أو اطلاق سراحهم أو ربما الإعلان عن هروبهم . كما قيل عن هروب معتقلي .. القاعدة .. من سجن صنعاء ذات مرة ولا تزال الأنباء تؤكد أنه كان هروبا مرتبا

دول العالم تحارب في الصومال وأفغانستان والعراق تبحث عن تنظيم القاعدة وهم في اليمن يعيشون حياة رغيدة، حيث يصلون عبر المطار، ويحصلون على تأشيرات دراسة، أو حتى يدخلون بلا تأشيرات، ويستطيعون غسل أموالهم، وإدارة نشاطهم الدعائي بلا مضايقة، ويتدربون في معسكرات مفتوحة، ويصلهم السلاح من ممولين مقربين من الحكومة وهكذا. وضع لا يوجد في بلد آخر في العالم عدا اليمن. هل السلطة فاقدة السيطرة، وبالتالي أصبحت نظاما ساقطا، أم أنها تمسك بالعصا من منتصفها وتلعب لعبة كبيرة؟ كلا الاحتمالين خطر للغاية.