[حادي العيس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمقيان

ألأخ الكريم أبو عامر


التعامل مع الموضوع من وجهة نظر القانون الدولي يختلف عن العاطفة والرغبات الشخصية ، ولعل الاجتهاد في تحليل عملية الوحدة من الناحية القانونية هي مسألة معقدة ، لأسباب تتصل بمشروعية القرار حينها من الناحيتين السياسية والحزبية ، وسأضع هنا بعض النقاط التي أرجو أن ينظر لها بحيادية ، وللاسف اخي الكريم بأنه رغم عظمة الجنوب وتاريخه، نجد انفسنا في كثير من الأحيان عاجزين عن الدفاع عن قضية شعبنا بصورة منطقية ، و نتمسك بمبررات واهية تبتعد كثيرا عن مهنية السياسة وعلميتها. فكما نعلم أن دولة الجنوب قد دخلت في وحدة اندماجية مع دولة أخرى ، وهذه الوحدة لم تكن مرتبطة بأي شروط ، بل ذابة شخصيتها في إطار الدولة الجديدة ،للأسف أن القرار من جانب القيادة السياسية الحاكمة في الجنوب لم يكن دستوريا ، وقرار ألأخ علي سالم البيض حينها يفتقر للشرعية الحزبية والدستورية ، إذ لا يوجد أي نص في أحكام الدستور يخول أي جهة في السلطة أو الحزب بحل الدولة ودمجها مع دولة أخرى بمعزل عن إرادة الشعب ، ونتيجة للجهل بالتاريخ كنا نقدم أنفسنا للعالم بأننا مجرد شطر من اليمن ، وجاءات الخطوة لتعيد الوحدة لهذا الوطن ،الذي لم يكن في أي يوم يكتسب صفة الوطن أو الشعب ، ولذلك فان الرهان على التخريجات القانونية في الظروف ألراهنه لن تفيد كثيرا، في عام 94 كانت القضية في مجلس الأمن واتخذت قرارات ، كما اتخذ مجلس التعاون الخليجي حينها قرارا أكثر قوة من قرارات مجلس الأمن( وهو الذي نص على عدم جواز فرض الوحدة بالقوة ) ، وكان إعادة الاعتراف بالدولة قاب قوسين أو ادنى ، ولكن عندما حصل الانكسار وحدثت الهزيمة على الأرض، وفر القوم إلى الشتات وما أصابهم فيما بعد من وهن وتمزق، تركنا وأهملنا العالم ، لذا فأن إقناع العالم اليوم بقضيتنا تتطلب في المقام الأول : تعديل ميزان القوى،تعزيز الموقف والثبات على الأرض ، تصعيد النضال وتعزيز وحدة أبناء الجنوب في الداخل والخارج ، وفق رؤية سياسية ناضجة تأخذ بالاعتبار التنوع والاختلاف القائم بين مختلف الأطياف والمكونات والقيادات الموجودة. اما الشرعية القانونيه ربما تكون فائدتها لاحقه خاصة عندما يجبر الخصوم بالجلوس على طاولة المفاوضات، تحياتي

أخي عميقان لقد أجبت على سؤالك بنفسك في متن موضوعك وأنا هنا أعطيك مبرر قانوني واحد وهو يكفي للإعتراف بمشروعية قضيتنا وهو أننا كنا دولة مستقلة ذات سيادة إسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عضوة في الأمم المتحدة وفي جميع هيئاتها معترف بها دولياً أي أنها كانت ضمن دول العالم المعترف بها قانوناً بما معناه أننا لم نكن على قارعة الطريق أو لم نكن نحمل أي صفة قانونية وكانت تربطنا علاقات دبلوماسية وتمثيل ومعاهدات دولية وكذلك لا تنسى إتفاقية الجلاء مع بريطانيا ومع من وقعة وتحت أي مسمى وبالنسبة للرئيس علي سالم البيض فقد كان رئيساً لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والمعترف بها دولياًً وكذلك العضو الفاعل علماً أن جمهورية اليمن كانت في تلك الفترة من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الخمسة عشر الغير دائمة . وعلي سالم البيض هو الشخص الذي وقع على إتفاقيات الوحدة ممثلاً للشعب الجنوب بصفته القانونية وليس الشخصية وهنا سوف تقول لي الشخصية بمعنى أنه عمل مجرد في حالة غيابه لأي سبب سوف يحل محله شخص آخر وبصفته وهنا أقول لك نعم ولكن ما دام الرئيس علي سالم البيض شخصياً موجود ولا زال يمارس عمله ولا زالة شرعيته قائمة وهو الشخص الموقع على الوحدة والتي كانت بالتراضي في بدايتها وكان الممثل لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية فإن وجوده بالتالي يضفي شرعية أكبر للقضية ويعطيها زخماً وقوة أمام المنظمات الدولية وأمام دول العالم .. أضف لذلك القرارات الدولية الصادرة أثناء الحرب وقرارات مجلس التعاون الخليجي أو دعواته لإقاف الحرب وتحقيق الوحدة بالقوة .... والأكثر من ذلك والمهم هو الجماهير الجنوبية التي تقف بكل قوة خلف الرئيس علي سالم البيض وتقدم له الولاء وترفع صورة وتعاهده على السير خلفه وتجدد له الوفاء بإعتباره لا زال رئيساً شرعياً للجنوب . وهنا أود أن أعقب على شرعية الوحدة في الأصل هل كانت تحمل الشرعية أم لا وهل حازت على الشرعية وهذا طبعاً حسبما أشرت اليه بما معناه أن الرئيس علي سالم البيض لم يقم بعمل إستفتاء للشعب الجنوبي على الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية وأنه تصرف بمحض إرادته دون اخذ رأي الشعب الجنوبي شعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وهنا نكون قد وصلنا إلى عدم شرعية الوحدة من أصله وهذا قانوناً سوف يكون مفيداً لنا كشعب جنوبي .....