أخي أبو عامر أسمح لي أن أدلو بدلوي هنا وعلى عجل
بالنسبة للنتيجة فهي متوقعة وإن كانت أقل بكثير مما هي عليه في الحقيقة لأسباب متعددة
أتوقع أن النسبة الحقيقية لن تقل على 95 % إطلاقا وهذا ليس رأي منحاز بل تحليل لواقع معاش وبمعرفة دقيقة لمايجري في الجنوب بل وأؤكد أنه حتى الجنوبيين من أصول شمالية في حال أصبح موضوع إستفتاء تقرير المصير حقيقة فهم في غالبيتهم سيصوتن مع إستعادة دولة الجنوب
أما بالنسبة للمخاوف من التزوير أو غيره فهذا شيء لايجب أن يقلقنا إطلاقا لأن إستفتاءات كهذه تشرف عليه لجان ومنظمات دولية لها خبرة كبيرة في هذا الشان وأول شروطها وطرق عملها هي التجقيق في أمساء المسجلين على كشوف المستفتين وتحديد من يسمح له ومن لايجب أن يكون مسجلا
والموضوع ليس بذاك التعقيد كشفه فخذ مثلا أنه لو تم وضع القوائم في كل منطقة وأتيح لسكان المنطقة تقديم إعتراضاتهم على من لايرونه حقا جنوبيا قبل عام 1990 م وبناءا عليه يطلب من المطعون بعدم جنوبيته أن يأتي ويواجه بالإدلة من يعترضون ويشككون بأن ليس جنوبيا فإن أثبت جنوبيته بالدليل وبالشهود إبقي والا حذف إسمه
طبعا وجميعنا نعرف بعض ودرسنا مع بعض وعشنا معا وعملنا معا وتجاورنا وغيرها وتوجد سجلات مدرسية وسجلات حكومية وغير حكومية في كل مكان ووثائق غير البطائق وغير شهادات الميلاد التي قد تزور والتي بالفعل هناك نيات قديمة لذلك لعل مثال عليها هي إصرارهم على سحب البطاقات الجنوبية السابقة ( الدفتر ) وعدم صرف الجديدة الا بتسليمها رغم أن الكثير من الجنوبيين إحتفظوا بها حتى اليوم لأن الرشوة عندهم فوق القانون ، ناهيك عن إستخراج شهادات ميلاد معمدة بميلاد من لم يلدوا في الجنوب بأنهم ولدوا هناك وقبل سنين كثير من الوحلة
ولكن رغم كل هذا وإضافة إلى ذلك أنه حتى لو نجح تمرير نسبة معينة بالتزوير فهذا الرقم سيكون هامشيا جدا ولن ينجح إطلاقا في تغيير النتيجة
ولا أظن عاقل يظن أنهم سينجون بتزوير بنسبة 50 % مثلا أي مقابل كل جنوبي حقيقي آخر لاينتمي لجنوب لصعوبة ذلك وإستحالة نجاحه قطعيا
طبعا هذا ينطبق على المدن الكبيرة أما المناطق والمدن الأصغر والقرى فالتزوير فيها شبه مستحيل
كما أنه ستوجد ضمانات أخرى لنزاهة العملية وللحد من نفوذ النظام اليمني المالي والعسكري والأمني والوظيفي وغيرها من نفوذ سلطوي على المستفتين
وعليه ولعلمي بأن النظام يعلم هذه الحقائق وغيرها ويعلم أن قبوله بحق تقرير المصير لا عني غير قبوله بإستقلال الجنوب فاراى أنه سيرفضه قطعيا وإن أجبر عليه فهو يعني أنه رضي بإستقلال الجنوب وربما يكون فقط لحفظ ماء وجهه هذا إن لم يختصر الطريق ويوافق على إستقلال الجنوب بدونه
وشخصيا أطالب في حال عدم إجراء هذا الإستفتاء أن يكون أول عمل للحكومة الجنوبية المستقلة هي إجراءه لكي ننهي تماما أي حجة مستقبلية أو مطالبة مستقبلية لهم في الجنوب أو تشكيك برغبة أبناء الجنوب الحقيقية ولكي نغلق الباب نهائيا
لكن يظل السؤال هو كيف سنصل إلى هذه المرحلة وكيف سنرضخهم لمطالبنا وأنه يجدر بنا أن نعمل حثيثا لتحويل الحلم إلى حقيقة
ملاحظة أخيرة بالنسبة للأخوة الذي يرفضون الموضوع من أساسه بدعوى الحفاظ على الهوية الجنوبية أقول لهم أن الإستفتاء ليس إستفتاء على هوية الجنوب أو يمننته السياسية بل هو إستفتاء سياسي على أساس بقاء الكيان السياسي الجنوب بغض النظر عن توصيفة بحدوده المتعارف عليها ضمن الكيان السياسي المسمى الجمهورية اليمنية من عدمه ، ولاعلاقة لذلك بالهوية أو غيرها
ورغم أن المضوع مجرد إفتراضات ونقاش جدلي الا أننا نحب أحيانا أن نختلف حتى في الخيال والإفتراض والخلاف عادة يكون على ما لا إرتباط له أصلا بالموضوع
ونحن موافقون على الإستفتاء للجنوبيين فقط بغض النظر عن التسميات لو حتى قيل إستفتاء للهنود أوللأحباش أو للصومال أو لغيرهم لطالما المقصود به كياننا السياسي ويشمل مواطني الجنوب بمفهوم المواطنة السياسية المتعارف عليه في كل الدنيا بإستثناء كيان بني صهيون والكيان اليمني اللذان لهما مفهوم تاريخي للمواطنة ( بغض النظر عن صحة أو زيف ذلك التاريخ ) هؤلاء المواطنين هم مواطني الجنوب حتى 22 مايو 1990 م ومن يحق لهم بإنتماءهم العائلي لهم االمشاركة في الإستفتاء
وشخصيا أنا أرى أن الجنوب لم يكن إطلاقا جزءا من اليمن السياسي بمفهومه المتعارف عليه اليوم إطلاقا لكن هذا ليس موضوعنا
تحياتي