ما تحقق في مؤتمر لندن يعتبر نجاحا سياسيا للجنوب ، فقضية الجنوب كانت حاضرة في المؤتمر ، فنظام صنعاء كان يعمل منذ أن تم الإعلان عن المؤتمر على استبعاد طرح أي موضوع سياسي ، باعتباره تدخلا في الشؤون الداخلية ، كان همه الحصول على الأموال فقط ، وقد نص البيان على ضرورة قيام النظام بأجراء إصلاحات سياسييه واقتصاديه ، وربط تقديم أي عون للتنمية بهذه الإصلاحات ، ولم يعد خافيا اليوم أن من أهم المشكلات السياسية التي يواجهها النظام هي قضية الجنوب ، و أصبح ملزما بالحوار مع الجنوب للخروج بصيغة تضمن بوجود حل للوضع القائم ، ولذلك فان المرحلة القادمة ستكون أكثر تعقيدا من الوضع القائم ألان و تتطلب عمل سياسي منظم ، وقيادة موحده للجنوب ، لان النظام سيتخذ من حالة التشرذم القائم وسيلة للتذرع إمام المجتمع الدولي بعدم وجود طرف محدد يمكنه الحوار معه وسيعمل على مزيد من التفكيك داخل الحراك ، ما تحقق بفضل هذا المؤتمر يعتبر مهم بالنسبة لقضيتنا ويعتبر خطوة مهمة لتأكيد الحضور والاعتراف بها على هذا المستوى الرفيع من التمثيل الدولي ، وقد تناولت كل القنوات ودون استثناء بان ا ن الحراك الجنوبي يعتبر من أهم التحديات القائمة ، وبمنطق السياسة لا يمكن لأي شخص أن يتوقع أن يقوم مؤتمر بهذا الحجم با لمطالبة بمنح الجنوب الاستقلال ، لدى الكثير من الدول مخاوف كثيرة من التمزق وقد نجح النظام في تعزيز وتعميق هذه المخاوف لدى الجيران ،حيث كان يعمل وحيدا ومنفردا بإمكانيات وقدرات الدولة والسلطة ليقنع العالم أن نهايته سوف تتسبب بكارثة لأمن واستقرار المنطقة والامن العالمي، ولذلك علينا أن نتمتع بالصبر وأدارك تعقيدات السياسة وتداخل المصالح وأنانية الدول ، رغم السلبيات والنواقص وتأثيرات الماضي فان قضية شعبنا تحقق انتصارات متتالية ، ومهما ظهرت للبعض بأنها محدودة التأثير إلا أنها تشكل إضافات مهمة في طريق الخلاص النهائي ، لازال القوم في بداية الطريق وهناك مشاكل كثيرة تتطلب الكثير من الوقت والجهد والإخلاص لتجاوزها ، ومن المهم التسلح بالعزيمة والإرادة ، والإيمان بعدالة القضية ومشروعيتها ، والاستمرار بثبات في طريق النضال وتعزيز الوحدة الوطنية لشعب الجنوب ،التمسك بالهوية والأرض والاعتزاز بشعبنا العظيم الذي استطاع أن ينتفض لكرامته وعزته وحريته ، رافضا كل إشكال الذل والاستكانة والخضوع . والله من وراء القصد
|