صبرا آل باشراحيل ان موعدكم الفجر الألق.
ماحدث ليس صدمة لابناء الجنوب ولاحرار المنطقة والعالم ولكنه وأد للكلمة الصادقة والحقيقة العارية من الزيف والبهتان .
ما اسوأ ان تنتصر الهمجية ويسود قانون التخلف وتقتل الكلمة الحرة النبيلة .
اراد مجموعة من البلاطجة والذين لا يفقهون شيئا من الحضارة والمدنية الا حضارة قانون الغاب وعقر الثيران ان يسودوا على بني البشر في الجنوب لكي يستعبدوهم وتخلو لهم الايام بذبح " الايام" وقد راينا كيف تذبح العدالة يوميا على مرائ ومسمع العالم ولا من يحرك ساكنا .
صورة قاتمة لما يكتنزه المحتل لابناء الجنوب من بشاعة وحقد وكما يبدو سلسلة طويلة من المؤامرات لا نهاية لها ولا تستثني جنوبيا ابدا .
كل شرائح المجتمع الجنوبي هدفا قائما لنظام صنعاء وكل شيء متحرك ترصده العيون ويكون في شاهد البندقية والرصاصة تتلظى في بطن البندقية لكي تنطلق وتقتل طفلا او شابا او هرما ذكرا كان او انثى وتحرق صحيفة او كلمة او يافطة تدل على الجنوب .
ماحدث لصحيفة الايام ولاسرة باشراحيل جريمة ليست ككل الجرائم ففيها من الالم اضعافا لانه استهدف نبض الجنوب وقول الحقيقة ومرصد الحقوق الانسانية وكاشف الزور والبهتان .
لم يكن هشام باشراحيل واسرته ودار النشر مؤطرة سياسيا وكانت صحيفة الايام تنشر اخبار فخامته على صدر صفحاته وكانت مهنية في كل الاخبار والتعليقات والمقالات .
الجريمة اشد لان ليس وراءه قبيلة تتقطع الطريق او تخطف سائحا او تفجر مرفقا لتضغط به على النظام .
قبيلته كلها كانت صحيفة تنشر الثقافة والمعلومة فقط .
مؤلم ماجرى اشد الايلام خاصة انه تزامن مع الجريمة الادعاء بانه مطلوب على ذمة قتل وتمرد وهروب من القانون وان في بيته تم ايجاد وكرا مليئ بالاسلحة .
كل ذلك زورا وبهتانا كبيران ولكن من ينصف ومن يقول للظلمة والقتلة قفوا ؟
لا يستطيع اي قلب لبشر لديه من المشاعر والاحاسيس ان يتقبل ماحدث لانه ظلم فادح فوق اي ظلم اخر وهشام با شراحيل وعائلته وصحيفته تذكرني بجريمة تقارب نفس الجريمة ولو انها كانت اقل بشاعة في اسلوبها ولكنها ايضا نتنة وحقيرة ومقيتة .
ذلك هو ماجرى لاسرى لالجي في عدن ومن خلال محاكمة الاسرة ومصادرة المطبعة المشهورة التي كان يمتلكها وضاعت حكاية ماجرى لهم وسط زحمة القتل والظلم والقهر الممتدة كل يوم .
ان النظام بعد ان سيطر ونهب الثروة والارض والامكانيات الاقتصادية يتجه للقضاء على روح الجنوب .
هنا صحيفة وهنا صحفي وهنا مطبعة وهنا قاص وروائي وهنا كاتب وسنجد انفسنا يوما بلا روح .
لا زلت اشعر باننا لم نقدم للايام ولاسرة باشراحيل ما تستحقه ولست مقتنع بصمتنا السائد برغم ان الجنوبيين يرفعون صور للايام في كل مكان ويناشدون في كل فعالية ولكن لايكفي .
ان كان العالم صامت عما جرى بقبول منه او عدم اكتراث فنحن يجب الا نصمت ولا نسكت لان الحقيقة زيفت تزييفا كبيرا والظلم بلغ اشده ولا بد من فعل شيء.
لابد من ذلك .